حكاية قصيدة: البردة..وسام النبي لكعب بن زهير

  • 7/2/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني (13ق. 26 هـ) شاعر مخضرم (عاش في الجاهلية والإسلام). تتلمذ في الشعر على يد والده شاعر الحكمة وصاحب المعلقة وأحد شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية. وكعب هو صاحب إحدى أشهر القصائد في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تسمى قصيدته (بانت سعاد) أو (الكعبية اللامية) أو قصيدة (البردة). الحكاية كان لزهير بن أبي سلمى المزني الشاعر الجاهلي صاحب المعلقة المليئة بالحكم؛ ابنان شقيقان هما كعب وبجير، دخل بجير الإسلام وظل كعب على جاهليته، وبالرغم من محاولات شقيقه دعوته للإسلام بكل الوسائل ومنها الشعر إلا أن كعباً أبى، بل تمادىفي ذلك حين هجا النبي صلي الله عليه وسلم، ولما وصل شعره إلى مسامع الرسول أهدر دمه، مع شعراء آخرين تعرضوا للمسلمين والمسلمات فكتب إلى شقيقه يخبره أن من بقي من شعراء قريش هربوا في كل وجه. وقال له إن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله، فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائباً، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض. فلما بلغ كعب الكتاب ضاقت به الأرض، وأشفق على نفسه. ثم خرج إلى المدينة وفي المسجد النبوي جاء كعب إلى النبي وأعتذر منه ثم أنشد قصيدته (بانت سعاد) بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع النبي صلى الله عليه وسلم بردته وكساها كعب، وبهذا الوسام النبوي نالت هذه القصيدة الشرف والسمو وحملت اسم (البردة)واشتهرت به عبر التاريخ. بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبول مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبول وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً - لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْو مَشْمولُ تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ مِنْ صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ أكْرِمْ بِها خُلَّةً لوْ أنَّها صَدَقَتْ مَوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَ النُّصْحَ مَقْبولُ لكِنَّها خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِها فَجْعٌ ووَلَعٌ وإِخْلافٌ وتَبْديلُ فما تَدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بِها كَما تَلَوَّنُ في أثْوابِها الغُولُ ولا تَمَسَّكُ بالعَهْدِ الذي زَعَمْتْ إلاَّ كَما يُمْسِكُ الماءَ الغَرابِيلُ فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ إنَّ الأمانِيَّ والأحْلامَ تَضْليلُ كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لَها مَثَلا وما مَواعِيدُها إلاَّ الأباطيلُ أرْجو وآمُلُ أنْ تَدْنو مَوَدَّتُها وما إِخالُ لَدَيْنا مِنْكِ تَنْويلُ أمْسَتْ سُعادُ بِأرْضٍ لايُبَلِّغُها إلاَّ العِتاقُ النَّجيباتُ المَراسِيلُ ولَنْ يُبَلِّغَها إلاّ غُذافِرَةٌ لها عَلَى الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغيلُ مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ عُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ تَرْمِي الغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ إذا تَوَقَّدَتِ الحَزَّازُ والمِيلُ ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْم مُقَيَّدُها في خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ غَلْباءُ وَجْناءُ عَلْكوم مُذَكَّرْةٌ في دَفْها سَعَةٌ قُدَّامَها مِيلُ وجِلْدُها مِنْ أُطومٍ لا يُؤَيِّسُهُ طَلْحٌ بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ مَهْزولُ حَرْفٌ أخوها أبوها مِن مُهَجَّنَةٍ وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شْمِليلُ يَمْشي القُرادُ عَليْها ثُمَّ يُزْلِقُهُ مِنْها لِبانٌ وأقْرابٌ زَهالِيلُ عَيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ مِرْفَقُها عَنْ بَناتِ الزُّورِ مَفْتولُ كأنَّما فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحَها مِنْ خَطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ تَمُرُّ مِثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ في غارِزٍ لَمْ تُخَوِّنْهُ الأحاليلُ قَنْواءُ في حَرَّتَيْها لِلْبَصيرِ بِها عَتَقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ تُخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ ذَوابِلٌ مَسُّهُنَّ الأرضَ تَحْليلُ سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً لم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعيلُ كأنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها إذا عَرِقَتْ وقد تَلَفَّعَ بالكورِ العَساقيلُ يَوْماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً كأنَّ ضاحِيَهُ بالشَّمْسِ مَمْلولُ وقالَ لِلْقوْمِ حادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا شَدَّ النَّهارِ ذِراعا عَيْطَلٍ نَصِفٍ قامَتْ فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ نَوَّاحَةٌ رِخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها لَمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ تَفْرِي الُّلبانَ بِكَفَّيْها ومَدْرَعُها مُشَقَّقٌ عَنْ تَراقيها رَعابيلُ تَسْعَى الوُشاةُ جَنابَيْها وقَوْلُهُمُ إنَّك يا ابْنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتولُ وقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنْتُ آمُلُهُ لا أُلْهِيَنَّكَ إنِّي عَنْكَ مَشْغولُ فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أبالَكُمُ فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ يَوْماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاة ولَمْ أُذْنِبْ وقَدْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ لَقَدْ أقْومُ مَقاماً لو يَقومُ بِه أرَى وأَسْمَعُ ما لم يَسْمَعِ الفيلُ لَظَلَّ يِرْعُدُ إلاَّ أنْ يكونَ لَهُ مِنَ الَّرسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْويلُ حَتَّى وَضَعْتُ يَميني لا أُنازِعُهُ في كَفِّ ذِي نَغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ لَذاكَ أَهْيَبُ عِنْدي إذْ أُكَلِّمُهُ وقيلَ إنَّكَ مَنْسوبٌ ومَسْؤولُ مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ مِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ يَغْدو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما لَحْمٌ مَنَ القَوْمِ مَعْفورٌ خَراديلُ إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَهُ أنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ مِنْهُ تَظَلُّ سَباعُ الجَوِّ ضامِرَةً ولا تَمَشَّى بَوادِيهِ الأراجِيلُ ولا يَزالُ بِواديهِ أخُو ثِقَةٍ مُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسانِ مَأْكولُ إنَّ الرَّسُولَ لَنورٌ يُسْتَضاءُ بِهِ مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ في فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أسْلَمُوا زُولُوا زالُوا فمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ عِنْدَ الِّلقاءِ ولا مِيلٌ مَعازيلُ شُمُّ العَرانِينِ أبْطالٌ لُبوسُهُمْ مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ كأنَّها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدولُ يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ لا يَفْرَحونَ إذا نَالتْ رِماحُهُمُ قَوْماً ولَيْسوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحورِهِمُ وما لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ

مشاركة :