وصلت قوة عسكرية عراقية تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب إلى منطقة المجموعة الثقافية في الساحل الأيسر للموصل بعد اشتباكات عنيفة حصلت فجر الجمعة واندلعت الخميس بين ميليشيات الحشد الشعبي وحرس نينوى التابع للمحافظ السابق أثيل النجيفي. وهي خطوة مرتقبة منذ سمح العبادي بمشاركة الحشد في معركة تحرير الموصل رغم معارضة المليشيات السنية في الموصل وبعض القيادات السياسية. وذكر مصدر أمني أن نزاعًا مسلحًا نشب بين عناصر من ميليشيات الحشد وقوة من حرس نينوى بعد تشابك بالأيدي تطور إلى استخدام الأسلحة الشخصية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، لم تعرف أعدادهم بعد، وسط تكتم شديد من السلطات المختصة. وأضاف أن القوة العسكرية من جهاز مكافحة الإرهاب وصلت لإنهاء النزاع وفض الاشتباك، ونقل القتلى والجرحى إلى المستشفيات القريبة. وقال القائد في الحرس الوطني، العميد محمد يحيى، لمصادر إعلامية عراقية مساء الخميس حدثت اشتباكات مسلحة بين مجموعة تابعة للحشد الشعبي وأخرى تبع لحرس نينوى في الموصل، لافتاً إلى أن الاشتباكات انتهت دون وقوع قتلى من الطرفين". لكن تطورت الاشتباكات فحر الجمعة وأدت لسقوط ضحايا. من جانبه، قال قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري "سيتم محاسبة المخالفين وفقاً للقانون". وتحدثت بعض التقارير عن انتشار حالة من الرعب بين أهالي الأحياء القريبة من الاشتباكات خشية هجمات أخرى، فيما أُغلقت المحال التجارية وفرض حظر التجوّل في المنطقة المذكورة. وتنتشر عشرات الفصائل المسلحة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل بعد استعادته من تنظيم الدولة الإسلامية مطلع العام الحالي، حيث تدور اشتباكات مسلحة بين تلك الفصائل التي يتبع بعضها للحشد الشعبي والبعض الآخر لنواب من المحافظة، وسط تحذيرات من تفاقم ظاهرة الحشود غير النظامية. وكامن الفصائل السنية بالموصل قد عارضت منذ البداية دخول الحشد الشعبي للمدينة والمشاركة في حرب التحرير من الدولة الإسلامية، لكن العبادي وبضغوط من جهات سياسية وقيادات نافذة لهذه المليشيات أذعن لضرورة تشريكهم في العملية على أن لا يشاركوا في العمليات العسكرية داخل المدينة وأن تنحصر أدوارهم على الأطراف. وتؤكد عدة تقارير أن قوات الحشد شاركت إلى جانب القوات العراقية في معارك الموصل على جميع الجبهات. ويعارض عراقيو الموصل من انتشار هذه القوات في المواقع التي تم تحريرها في المدينة خشية تكرار سيناريوهات التنكيل والاعتقال والخطف والتقتيل الذي نفذوه في مدن سنية أخرى غداة تحريرها من التنظيم، بل ويخشون أن يؤدي انتشارهم فيها إلى تأخير عودتهم أو الحيلولة دونها.
مشاركة :