الحي أبقى من الميت

  • 7/22/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

استطاع الملياردير الأميركي بيل جيتس أن يصبح رائداً للعمل الخيري العالمي بتبرعه حتى الآن بما يزيد على الـ27 مليار دولار للعمل الخيري، واستطاع بيل جيتس إلهام أكثر من 92 مليارديراً قرروا الانضمام إلى قائمة تبرعاته والتبرع بنصف ثرواتهم، وفِي مقدمتهم الملياردير الشهير وارن بافيت حسب القائمة المنشورة من منظمة (ويلث-إيكس)، وبلغ عدد المنظمات الأميركية غير الربحية حتى عام 2012 مليونا وخمسمئة ألف منظمة يعمل فيها أكثر من عشرة ملايين موظف، ويأتي القطاع غير الربحي في المرتبة الثالثة بعد كل من قطاعي التجزئة والصناعة في عدد الموظفين، في حين بلغ عدد الجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة في المملكة 709 جمعيات يعمل فيها حوالي 32 ألف موظف ما بين دوام كامل وجزئي بمعدل أقل من نصف بالمئة من إجمالي الموظفين السعوديين حتى بداية عام 2016. تنفق الكثير من الجمعيات الأميركية والأوروبية مبالغ طائلة على دعم العمل الخيري العلمي بطرق مختلفة، منها الأموال ومنها الدعم اللوجستي بالخبرات والمتطوعين، ويظهر ذلك جلياً من تركيز الملياردير الأميركي جيتس على تركيز إنفاقه الخيري على مجال (الصحة العالمية) ودعم البحوث الخاصة بالأمراض القاتلة، مثل الدرن، وتطوير اللقاحات لعدة أمراض، منها لقاح الملاريا، وشلل الأطفال وغيرها.. محلياً يصعب الحصول على أرقام دقيقة للعمل الخيري، وذلك لعدم شفافية الإفصاح وتفضيل الكثير من المتبرعين عدم إعلان مساهماتهم الخيرية. جميعنا يتذكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط الذي أصبح رمزاً ومثلاً عربيا وإسلامياً للعطاء والبذل والتضحية، فقد أمضى سنين طويلة في خدمة المحرومين والفقراء بالقارة السمراء، ومازالت طرق العمل التطوعي والخيري (التقليدية) من كفالة أيتام وتقديم معونات غذائية وكفالة المساجين ودعم الأسر المحتاجة، وهذا أمر جيد ولا ننكر أهميته، ولكن يجب تنويع مصادر العمل الخيري، ولعلي أذكر في هذه العجالة بعض الأمثلة (الطبية) التي نفتخر بها جميعاً ونحتاج إلى دعمها بشكل أكبر، منها: - دعم الجمعيات الطبية التي تخدم المرضى بشكل مباشر مثل جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي، وجمعية سند للأطفال المصابين بالسرطان وغيرها من الجمعيات الرائدة بالعمل الخيري الطبي. - إنشاء المستشفيات لخدمة المحتاجين، مثل ما قام به المحسنون من إنشاء مستشفى بمنطقة القصيم، ومركز أورام بمنطقة الأحساء. - الجمعيات اللاربحية والخدمية مثلاً وليس حصراً، جمعية (أطباء عبر القارات) التي تقوم بزيارات للمناطق المنكوبة والقيام بالدعم الطبي اللازم من توفير أدوية واستشارات مجانية وإجراء عمليات نادرة لا تتوفر في الكثير من الدول لعدم وجود المتخصصين. - الخدمات التقنية المتطورة مثل برنامج «theClinicians» وهو مشروع تطوعي تتلخص فكرته في الربط بين الاستشاريين في المستشفيات الرئيسيّة والمركزية والأطباء بالمستشفيات الطرفية، وذلك لتقديم المعونة والنصح المجاني لرفع مستوى الخدمة الطبية. خارج المجال الطبي نذكر الدور الرائد لمؤسسة مسك الخيرية التي ظهرت بمفهوم جديد للعمل الخيري والتطوعي ورعاية وتشجيع التعليم وتنمية مهارات القيادة لدى شباب المستقبل. ختاماً نقول للتجار والميسورين وأهل الخير وهم كثير نرجو التركيز على دعم العلوم التطبيقية والإنسانية بالعمل الخيري، ومنها الصحة المحلية والتعليم، وعدم اختزال العمل الخيري بإطعام صائم وبناء المساجد وبناء مغاسل (للموتى)، فكما قال المثل الشعبي (الحي أبقى من الميت).

مشاركة :