لم يشأ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تحويل مناسبة الذكرى الـ12 لخروجه من السجن احتفالية تقليدية، بقدر ما رغب في أن تكون فرصة لتسليط الضوء على تجربته الشخصية و «قصة النضال السري للقوات اللبنانية 1994-2005»، من خلال كتاب وقعه رئيس تحرير مجلّة «المسيرة» نجم الهاشم لهذه المناسبة، روى فيه مرحلة سياسية من تاريخ لبنان «ما بين عهد الوصاية السورية وبين التحرر منها»، وبين تطبيق «اتفاق الطائف» على الطريقة السورية بعد 1990 وبين اغتيال الرئيس رفيق الحريري 2005 وخروج جيش النظام السوري من لبنان. وحوّل جعجع هذا اليوم يوم شهادات عن قصة نضال «صبية (ستريدا جعجع) رموها على الطريق وأعدت لها المخابرات السورية عريضة لطردها من يسوع الملك وكوادر حزبية منهكة من مجموعة حروبات بين 1975 و1990»، في حضور سياسي تقدمه وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري والنائب أكرم شهيب ممثلاً رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط. وبدا لافتاً حضور شخصيات سياسية للمرة الأولى في معراب ككريم بقرادوني. وتحدّث جعجع عما أحدثته تجربة السجن فيه من تغيّرات على مستوى النضج السياسي والمعرفي والإيماني في فيلم قصير بعنوان: «ذاكرة الحرية». وأطلق مجموعة مواقف سياسية تناولت «اتفاق الطائف»، «موازين القوى» و «إطاحة الأسد». وذكر كيف «تمت مصادرة اتفاق الطائف وأخذ النظام السوري منه ما يناسب بسط سيادته على لبنان وأهمل كل شيء آخر، وحلّ حزب القوات». وأكد أن «الواقع النضال السري مستمر ولن ينتهي قبل أن تحقق 14 آذار انتصاراً نهائياً». ولخّص الحقبة بقوله إنه «مهما كان مضمون أي اتفاق، يبقى المهم هو موازين القوى، واتفاق الطائف لم يترجم بشكل صحيح، فسلطة الوصاية ساهمت في ظهور المقاومة في الجنوب، والنضال مستمر لنتخلص من كل التنظيمات المسلحة». أما شهيب فلفت إلى «أننا مضينا أكثر تصميماً لإتمام مصالحة الجبل وتحول جعجع إلى حليفٍ خفيّ ومخفيّ في زنزانته في تلك المرحلة». وأشار أوغاسبيان إلى أن «ذاك اليوم شكل تتويجًا لمعركة الاستقلال الثاني التي أنهت عقودًا من الاحتلال والوصاية، وكان منعطفًا بين عهدين: التبعية والاستقلال».
مشاركة :