< قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، خلال افتتاحه قاعدة محمد نجيب العسكرية، إن وجود الأشقاء العرب في الاحتفال «تأكيد على وحدة الصف العربي وعلى ما يجمع البلدان العربية وشعوبها من مصير مشترك، وتعاون بناء لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية». ووجه الرئيس السيسي رسالة للدول التي تتدخل في شؤون مصر - في إشارة لقطر - قائلاً: «لن تستطيعوا النيل من مصر، ولا من أشقائنا في المنطقة، ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا، ويجب ألا نتدخل في أمور بعضنا البعض، وحينما نذكر ذلك فهذا أمر شرعي ومحمود، لأن كل دولة لها خصوصيتها على رغم أنه تجمعنا ديانة وثقافة ومنطقة واحدة». وأضاف: «جميعاً اليوم نقول للعالم أجمع إننا نتشارك في البناء وليس التدمير، في التعاون وليس التآمر، في الحفاظ على السلام وليس في بث الفرقة والنزاع بين الدول والشعوب»، لافتاً إلى أن مصر تخوض معركتين فاصلتين هما مواجهة الإرهاب وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وذكر أن الإرهاب «ظاهرة معقدة لها جوانب متعددة لعل من أهمها هو دور الدول والجهات التي تقوم برعاية الإرهاب وتمويله، فلا يمكن تصور إمكان القضاء على الإرهاب من خلال مواجهته ميدانياً فقط والتغافل عن شبكة تمويله مادياً ودعمه لوجيستياً والترويج له فكرياً وإعلامياً»، وقال: «لا يمكن التسامح مع من يمول الإرهاب ببلايين الدولارات فتسبب في مقتل مواطنينا بينما يتشدق بحقوق الإخوة والجيرة». وشدد الرئيس المصري على أن بلاده «ستظل محبة للسلام وداعمة له، وستظل عصية على الرضوخ لتهديدات الإرهاب ومن يقفون وراءه، وسيظل شعبها على عزيمته رافضاً للإحباط، وستعلو إرادته دوماً فوق إرادة أعداء الإنسانية». ... وتناقضات في خطاب تميم { الدوحة - «الحياة» < تركة ثقيلة ورثها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة عن والده أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة الذي تنازل عن الحكم في ٢٠١٣ لمصلحة ابنه، أهمها السياسة المتناقضة للدوحة في تعاملها مع كل ملفات المنطقة، إذ تعتمد دعم كل الجماعات المسلحة في المنطقة السنية والشيعية للعب بها كأوراق مهمة في المنطقة، وقدمت الدوحة نفسها للغرب وسيطاً موثوقاً به في التعامل مع الجماعات المتطرفة في سورية والعراق وليبيا واليمن، وتعمل على نشر الفوضى ودعم المظاهرات في الدول العربية وتقول بأنها تدعم حق الشعوب. الشهر الماضي أنهت قيادة التحالف العربي في اليمن مشاركة القوة العسكرية القطرية، بعد ثبوت عملها ضد مصلحة اليمن والتخابر مع الحوثيين لاستهداف القوات الإماراتية. وقال وزير الدفاع القطري خالد العطية إن بلاده «لم تكن راغبة في المشاركة في التحالف العربي، وإنها أجبرت على ذلك»، وفي ملف «الإخوان المسلمين» دعمت الدوحة الجماعة والمظاهرات في مصر حتى أوصلت الجماعة للحكم، ومن ثم نفت للغرب وجود أي دعم للإخوان تقــدمه الدوحة. وتعاملت قطر مع جيرانها بالمؤامرات والدسائس، إذ أظهرت تسجيلات صوتية موثقة لأمير قطر السابق والرئيس الليبي معمر القذافي وهما يبحثان التخطيط لدعم الفوضى في السعودية، وتغذية الإرهاب، وأفشلت الأجهزة السعودية بعدها مخططاً قطرياً - ليبياً لمحاولة اغتيال الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، بعض القبض على خلية في مكة. وفي دلالة واضحة على أن أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة لا يزال يدير الأمور في السياسة الخارجية للدوحة، حمل خطاب الشيخ تميم الذي ألقاه ليل أول من أمس، جملة من التناقضات، وجاء منها أنه بدأ بشكر الشعب القطري على ما وصفه «بصمودهم». وذلك محاولة لتخفيف الضغط الشعبي الداخلي، وحاول الحديث أكثر من مرة أن بلاده لن تتأثر من العزلة، إلا أنه قال إن الأمور «تسير بشكل طبيعي في قطر»، وأعلن أنه وجه للاستفادة من الثروات الاقتصادية، ونفى تصريحاته بعد نحو شهرين على نشرها في وكالة الأنباء القطرية الرسمية. وشكر تميم الدول الغربية التي اتهمته بدعم الإرهاب وعلى رأسها أميركا، كما قدم شكره لوساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بعد نحو شهر ونصف، وشكر تركيا على مواقفها مع بلاده، كما قدم شكره إلى إيران من دون ذكر اسمها بفتحها الأجواء لطيران بلاده. وأظهرت اللقطات التلفزيونية لخطابه، حذف صورة جده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني من مكتبه، الذي انقلب عليه أمير قطر السابق ابنه الشيخ حمد بن خليفة. وقال إن بلاده لن تقبل أي إملاءات لتنفيذها وإنها تدعو للحوار والاتفاقات، وهو يخالف ما أبرمه سابقاً في اتفاق الرياض ٢٠١٣ واتفاق الرياض التكميلي ٢٠١٤.
مشاركة :