حال السعوديين في رمضان - د. شروق الفواز

  • 7/4/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

السعوديون مثلهم مثل غيرهم من الجنسيات الأخرى لهم طبائع وعادات وطقوس يمارسونها في أوقاتها متى ما ارتأوا ذلك. ولرمضان أجواء أخرى تجعل مما هو سهل صعباً أحياناً والعكس صحيح. ولأن الوقت صيف والأجواء المناخية صعبة عندما يمتزج التراب مع وهج الشمس ويتبخر كل ما هو حي تتغير أشياء أخرى لا نلحظها ولكننا نعيشها ونتعايش معها في تواؤم عجيب مع البيئة. ولنعد للسعوديين أنفسهم بعيداً عن بيئتهم القاسية والعوامل المكتسبة الأخرى من الزحام في أوقات الذروة. فهم مختلفون في حالهم وما يحبون أن يبدو عليهم، منهم التقليديون ممن هم حريصون على توارث عاداتهم في هذا الشهر الكريم بموائده العامرة وجمعة الأهل والأحباب على موائد الفطور والسحور. ومنهم المنغلقون ممن يلعب الجو والصوم عن الطعام والمسليات الأخرى دوراً أكبر في أمزجتهم فلا يجوز لهم سوى البقاء في بيوتهم أمام شاشات التلفاز والتنقل من قناة لأخرى. وآخرون لاتفهم طبيعتهم ولا هواهم فتراهم يعاكسون غيرهم ويأنسون بأشياء أخرى لا حصر لها عدى الزيارات المنزلية وما يترتب عليها من ارتباطات! هذه الفئات الثلاث في رمضان يصعب انسجامها وبسببها يختلف هذا الشهر الفضيل بكل مافيه من روحانية وقرب من الله عن باقي الشهور لأن التركيز فيه على كل فرد أكبر. ومع أن لكل فئة ما يميزها وحججها ومبرراتها المنطقية في انتقاد الفئات الأخرى التي تفهم عكس ذلك وتفنده. إلا أنها تظل مختلفة عن بعضها فيما تراه صحيحا وفيما يمكن أن تتنازل عنه. أمزجة الناس تختلف وكذلك احتياجاتهم وفهمهم لهذا الشهر الكريم وفضائله المترتبة من صيامه وقيام لياليه، لكن كثيرين لا يستطيعون تقبل ذلك ويحاولون تطبيق الصورة النمطية المتوارثة أو التملص منها واستهجانها. مع أن فكرة الصيام في هذا الشهر والتي هي ركن من أركانه الخمسة مبنية على التجرد من أهم ما يحتاجه الإنسان إرضاء لربه والصبر على ذلك ترويضاً للنفس وشهواتها من امتناع عما هو محرم فيها. هذه الفكرة تغيب عن أذهاننا كثيراً ونحن مندمجون في استعدادنا لرمضان أو صومنا له ،ولو استحضرناه لفهمنا أمزجة غيرنا وتقبلناها برحابة صدر. وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة :