المرأة كما يحبها السعوديون - د. شروق الفواز

  • 9/4/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما كان الحديث عن المرأة وقضاياها شيقاً للكثيرين مستفزاً للبعض وممنوعاً لدى البعض الآخر. ما الجديد الذي يمكن أن يقال في كل مرة يفتح المجال فيها للنقاش وماهو المكرر؟ تفاوت النسب يعكس الحالة النفسية والاجتماعية التي عليها المجتمع ومدى تأثره بوسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والشحن السلبي أو الإيجابي الذي يسبقها ومع أنها آراء تمثل أصحابها إلا أنها معاً تشكل لوحة اجتماعية واحدة قد تكون متناغمة في أجزاء معينة منها ونشازاً في أجزاء أخرى. المرأة التي يحبها بعض السعوديين وربما معظمهم في تغير مستمر قد يتقبله المجتمع رجالاً ونساء وقد لا يتقبله أو ينسجم معه بالرغم من أنه مجبر على التعاطي أو التعايش معه. المجتمع السعودي لا يختلف عن غيره من المجتمعات الخليجية والعربية والأجنبية من أوروبية أو أميركية أو آسيوية أو أفريقية ففي كل من هذه المجتمعات سجال في التعاطي مع ما تريده المرأة من مجتمعها وما ُيعطى لها وما تغنمه هي إن صح التعبير. ملفات المرأة متشابهة وقد يراها البعض مكررة لكنها بالرغم من ذلك لا تزال معلقة وحلولها دائماً متدرجة. ما هو السقف الذي يمكن أن يقف عنده طموح المرأة وآمالها في أي مجتمع أو مكان؟ حقيقة لم يجرؤ مجتمع بعد على تحديدها صراحة وإن تحدث به البعض ضمناً. فلطالما كان هنالك سقف زجاجي شفاف لتقف عنده المرأة، هذا السقف قد يرتفع وينخفض لكنه موجود غير مرئي لكنه محسوس في مجتمعنا السعودي هذا السقف لم يكن من زجاج يوماً لنتغابى ونتجاهله بل هو من فولاذ في مواضع ومن خشب في مواضع أخرى! أسقف الخشب هذه نخر فيها السوس وتهالكت مع الزمن ولم تجد المرأة السعودية عناء في تخطيها لأنها كانت مبنية على أسس هشة من تقاليد بالية ومفتراة لا تشبه الدين الإسلامي ولا تمت له بصلة. لذا لم يستنكر السعوديون كمجتمع على المرأة تخطيها لها لأنهم توقعوا ذلك مسبقاً ورغبوا به كثيراً لكنهم لم يجرؤوا على المطالبة به حتى تهالكت أسسه مع تغير المجتمع وتجدده فارتضوه كواقع وتعايشوا معه ولعلهم أحبوه بعد أن جنوا شيئاً من فوائده! الانتخابات البلدية كمثال وواقع مشاركة المرأة السعودية فيها كناخبة ومنتخبة تجربة سبقتها فيها مجتمعات أخرى مشابهة قلل الكثيرون من شأنها وارتأى البعض فيها فشلاً لكنها مع ذلك أحدثت فرقاً لأنها سمحت بتجاوز سقف لم يكن مسموحاً بتجاوزه. ما الذي يمكن أن تقدمه المرأة فيه ولا يقدمه الرجل فكرة نمطية تبرمجت عليها عقولنا التي اعتادت على تحديد الأداء وكفاءته بجنس صاحبه. ولو دخلنا في التفاصيل لوجدنا المرأة السعودية أكثر إلماماً من الرجل بما هو الحال عليه في حيها وما يصله من خدمات؛ حدائقه ومدارسه ومطاعمه ومشاغله، وأكثر تعاطياً معه، وبناء عليه فإن أداءها يتوقع له أن يكون إضافة إن لم يكن الأفضل. لكننا يجب ألا ننجرف وراء هذه النمطية ونضيع الوقت في جدال عقيم حول المرأة والرجل في شيء يخص كليهما وننسى الأساس الذي عليه بنيت هذه التجربة وهو المشاركة الفعليه واختيار الممثل الأفضل لاحتياجات الناس ورؤاهم ومطالبهم. والانتخابات البلدية هي تجربة حقيقية للمرأة السعودية لتثبت لمجتمعها أن تخطيها لهذه الأسقف المفتعلة هو نجاح لمجتمعها قبل أن يكون نجاحاً لها لأنه انسجم معه وتعاطى بإيجابية وحب وهذا ما نحتاجه حقيقة في مجتمعنا، نحتاج أن نحب ما نحن ماضون فيه ونتفاعل معه بإيجابية لنتجاوز أي سلبية قد تصاحبه ومهما حاول السوداويون تعتيم صورة مشرقة فستظل المرأة السعودية محافظة على ما أحبه السعوديون فيها وبه متميزة، ولأنها الأم والزوجة والأخت والابنة ستنجح مثلما نجح في ذلك الرجل وهذا هو الأمل.

مشاركة :