دفعت عمليات الشراء المنظمة التي تشهدها شريحة من الأسهم القيادية، ممثلة في البنك «الوطني» و«بيتك» و«أجيليتي» و«زين» و«هيومن سوفت» و«الامتياز»، المؤشرات الرئيسية للبورصة نحو استقرار ملحوظ.وسجلت القيمة السوقية الإجمالية للبورصة خلال الجلستين الماضيتين، مكاسب تزيد على 400 مليون دينار، بفضل انتعاش الحركة على تلك السلع التي تمثل الملاذ الآمن للاوساط الاستثمارية ذات النفس الطويل، أو لراغبي تكوين المراكز على الأسهم الإستراتيجية.وانعكس مسار السيولة على مؤشر «كويت 15» الذي حقق مكاسب تصل الى 16 نقطة، بما يعادل 1.7 في المئة عن الإقفال السابق، فيما ترجم المؤشر الوزني نشاط الأسهم الثقيلة بوضوح ليحقق مكاسب بواقع 1.3 في المئة.وكان لتلك التحركات تأثير في ارتفاع الأموال المتداولة، إلى مستوى لم تشهده منذ 65 جلسة مضت وتحديداً من 20 أبريل الماضي، بدفع من ضخ المزيد من السيولة، في ظل إفصاح الكثير من الشركات عن نتائج أعمال مستقرة إلى حد كبير.ويتضح من خلال التعاملات أن هناك تركيزاً صريحاً على الأسهم التشغيلية، دون أن تشمل عمليات شراء بكثافة على الأسهم الورقية أو المضاربية التي تعتمد فقط على التقييمات ومعايير نفخ الأصول.ويُلاحظ أن التوجه الرئيس للمحافظ والصناديق ولأصحاب السيولة «الباردة»، ينصب في اتجاه البنوك والشركات الخدمية والصناعية والعقارية ذات النماذج الواضحة، والتي يشكل أدائها داعم للسوق بوجه عام، ولا يتأثر كثيراً بالهزات التي يتعرض لها.وقال مديرو استثمار في مؤسسات مالية، إن السوق الكويتي يترقب معطيات أكثر قوة منها ما يتعلق بالترقية إلى الناشئة، وتقسيم الكيان إلى ثلاث أسواق بمؤشرات جديدة تعتمد القياس الوزني، لافتين إلى إن مثل هذه العوامل ستغير شكل الاستثمار محلياً، وستكون عامل جذب لروؤس أموال خارجية.وأضافوا «يوجد في البورصة فرص جيدة، ولكن عامل الثقة يمثل العنصر الاساسي الذي تُبنى عليه القرارات الاستثمارية»، منوهة إلى أن التأثر بالأوضاع الاقليمية ينعكس على نفسيات المتعاملين.وشهدت جلسة تداول البورصة أمس تحسناً ملحوظاً، بحيث أغلقت على ارتفاع مؤشراتها إلى جانب ارتفاع القيمة المتداولة على الاسهم القيادية بشكل واضح، بدعم من تفائل المتداولين بشأن النتائج المالية للشركات.وبحسب «كونا»، كان ملاحظاً في جلسة الأمس تأثير جو التفاؤل الذي ساد السوق، نتيجة للنتائج الجيدة للشركات عن النصف الاول من هذا العام مقارنة بالعام الماضي.ودفعت زيادة السيولة في السوق إلى ارتفاع جرعة التفاؤل والثقة لدى المتداولين بعد حالة التراجع والتخوف الذي ساد الجلسات السابقة، بسبب الظروف الجيوسياسية وترقب نتائج البنوك.وتابع المتداولون نتائج أرباح بعض الشركات التي أعلنت بعد إغلاق السوق أمس الأول، بحيث اعلنت كل من (فيفا) و(القرين) أرباحاً في النصف الاول من العام الحالي بارتفاع نسبته 0.6 و 24 في المئة على التوالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، أما (مزايا) فقد أعلنت عن أرباحها في بداية جلسة أمس محققة نمواً بنسبة 0.88 في المئة.وتصدر قطاع (مواد اساسية) القطاعات في الارتفاع بنسبة 19.9 مدعوماً بارتفاع اسهم من قطاعه فيما تصدر قطاع (خدمات استهلاكية) تراجعات القطاعات اليوم بنسبة 9.3 في المئة.وكانت الشركات الاكثر ارتفاعا هي (شارقة ا) و(مشاريع) و (ارزان) و(امتيازات) و(ارجان) و(بيت الطاقة) و الاكثر تداولا هم (بيتك) و (وطني) و(الامتياز) و(زين) و(هيومن سوفت) و(اجيليتي).وأقفل المؤشر السعري مرتفعا بنحو 22.5 نقطة ليبلغ مستوى 6822 نقطة محققا قيمة نقدية بلغت نحو 25 مليون دينار من خلال 139 مليون سهم تمت عبر 4064 صفقة.