في شهر فضيل.. وفي يوم الجمعة الفضيل.. وساعات النهار الأخيرة.. وفي أجواء روحانية وفضيلة.. غادر دنيانا الفانية الزميل الخلوق عبدالرحمن الثقفي، في وقت من أطيب الأوقات، وهو صائم «يرحمه الله» ويسكنه فسيح جناته. قبل ساعات فجر السبت هاتفني الزميل حسن باخشوين وقال لي ما هي أخبار عبدالرحمن الثقفي، وبصوت مكلوم قال «سمعت خبرًا حزينًا أن زميلنا توفي»، وأكد لي في اتصال آخر أن النبأ صحيح، وتحول القسم إلى حالة حزن ومواساة بين كافة الزملاء، فقد فقدنا رجلًا خلوقًا صادقًا مؤدبًا في كل شيء.. في حديثه وحواره ونقاشه، وودعنا بطيب خصائله.. زاملته في «المدينة».. وزاملته في إدارة تعليم جدة، ووجدته كما هنا.. هناك رجلًا طيبًا ومؤدبًا ووقورًا. أتذكر حينما بدأت مهمتي في «المدينة» كان أحد القلائل الذين بقوا معي ودعمني يوميا وهو يحضر الزميل سعود الثبيتي للعمل الميداني، وقال مداعبًا «كبرنا على الوجود في الأندية»، استمر العمل بيننا طوال 9 سنوات إلى أن ذكر بأن ظروفه الخاصة لا تساعده حاليًا، وسيعود من جديد أول ما تسمح الظروف، ولكن إرادة الله كانت أسبق، فوافته المنية وفقدنا صحفي المصداقية.. الرجل الذي عمل في وسط يعج بالمشكلات دون أن يكون طرفًا في مشكلة واحدة.. يحاور ويناقش بكل موضوعية، ويطرح رأيه بكل مصداقية، كم كانت رسالته عبر الجوال والتي نشرتها «المدينة» أمس معبرة وتصف شخصيته المتسامحة والتي تحث على عمل الخير كما كان ذلك في مقاله الأخير بصحيفة البلاد يوم أمس السبت، ونصيحته للأجيال، فهو مربٍ فاضل. استوقفتني عبارات الزملاء وهم يؤكدون جميعهم بأنه لم يخط بقلمه يوما نقدًا جارحًا لأحد.. هنيئًا لأبي أنس العمل الطيب.. والسيرة الطيبة.. والوداع في يوم طيب.. وفي ساعات طيبة.. ويلقى ربه وهو صائم. كل التعازي والمواساة لأبناء الفقيد وكامل أفراد أسرته ونعزي أنفسنا في أخينا وزميلنا. إلى جنات الخلد يا أبا أنس.
مشاركة :