من هذا الذي يريد أن يحرم الأحياء حقهم في الحياة؟! من يريد أن يعيش وحده؟! من يريد أن يوقف جريان الأنهار.. وتنفّس الهواء.. ويطوي الأرض التي بسطها الله لكل الاحياء؟! ما عاش من عاش، وحده حتى لو وجد الماء و الكلأ والهواء.. ذلك جمود وتحجّر أو تحلل لا يمكن أن تستقيم معه حياة! اعتبروا يا أولي الأبصار.. تفكّروا في خلق السماوات التي رفعها الله، لا يعلم مداها إلا هو.. وزينها بالكواكب المتناهية في الكبر والبعد والعلو.. وتفكّروا في خلق الأرض التي بسطها الله للأحياء، يمشون في مناكبها ويأكلون من رزقه وإليه المصير.. (المصير) الذي قدّره (هو) لا (هم)! أرأيتم كيف أن غيركم من مخلوقات الله التي سخّرها لكم تعيش حياة هي أجمل وأرقى وأنبل وأهدأ وأمتع وأروع من حياتكم، حياة القتل والفتك البغي والتسلّط والتكبر والتجبر! انظروا إلى آثار أقدام الإنسان على الارض في كل مكان.. ثم انظروا إلى آثار غيره من الكائنات بتنوعها وتفاوت أشكالها وألوانها وأحجامها.. لم تقرر فيما بينها أن يبغي بعضها على بعض.. ولم يقرر أرقاها ولا أقواها أن يزيل عن ظهر الأرض من لا يشبهه ليبقى فيها وحده ونوعه وشكله ولونه! من حق إنسانية اليوم أن تعيش حياة مستقرة.. تنعم فيها بالطمأنينة.. في ظروف طبيعية تحفظ أسباب عيشها وتؤدي دورها وتحمي كل ما يلفتها عن مسارها في عمارة الأرض! إن لم يدرك الإنسان حجمه ووزنه وطوله وقصره في ملكوت الله فإن عليه أن يتعلم من غيره من الكائنات أن الله الذي سخر له الارض لم يبسطها له وحده، فكيف يضيق بمن هم من جنسه ونوعه؟!
مشاركة :