«تويتر» حصان طروادة

  • 7/9/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تخصص كثير من البسطاء والغافلين في نشر المعلومات المغلوطة مما يمس أمن الوطن أو ينشر الكراهية بين مكوناته أو يسيء إلى العلاقة بين الدولة والمواطن، سواء كانت المعلومة صادقة أو مكذوبة. تضم قصة طروادة مجموعة من الشخصيات التي يمكن أن نربطها بواقع "تويتر". هناك القائد العسكري أو السياسي الذي لم يستطع أن يحقق أهدافه بفروسية من خلال المواجهة المكشوفة، فابتدع معاونوه خدعة لاختراق عدوه. هناك الخبراء الذين استعان بهم ملك طروادة لكشف إن كان الحصان مكيدة، فلم يؤدوا دورهم المأمول في كشف الخدعة التي تحولت إلى كارثة. يوجد فيه الجواسيس والخونة الذين أقنعوا الناس بأن الحصان هدية، والشعب الذي سكر حتى الثمالة وهو يحتفل بتلك الهدية "المكيدة". الحسابات المشبوهة في "تويتر" هي حصان طروادة الذي حمل مقدمة جيش العدو وهي تغريدات تلك الحسابات، التي تتغلغل داخل عقول الناس، ثم تخرج لتفتح الباب للفتنة والكراهية والشك والعداء بين مكونات المجتمع، لتدمر الجبهة الداخلية. تقول وزارة الداخلية: إن هناك أكثر من نصف مليون حساب مشبوه في "تويتر". هذا الرقم الكبير يستدعي الحصافة في قراءة ما يظهر على شاشاتنا من محاولات بث الفتنة والإساءة للدين والدولة والمواطن والمسؤول. صدرت أخيراً عقوبات مغلظة على من يقومون بترويج معلومات تضر أمن البلاد. الهدف هو حماية أمن المواطن والوطن، وقطع الطريق أمام محاولات اختراق المجتمع من قبل الأعداء الداخليين والخارجيين. يستمر مستخدمو "تويتر" في توزيع "الهدايا" التي يفبركها جواسيس حقيقيون أو مجازيون من حساباتهم المشبوهة أو المخدوعة. تبقى هيئة الاتصالات مقصرة في أداء دورها المهم في التعامل مع الاختراقات وكشف منشئي وناشري المعلومات المسيئة لأمن واستقرار البلاد. ينتشي كثير من متابعي "تويتر" وهم ينشرون عدد أو أسماء المصابين بكورونا، أو الخلاف بين هذا وذاك، أو المؤامرة التي تحاك في الوزارة أو المكتب الفلاني، أو تحرك قوة هنا أو هناك، وغيرها من المعلومات التي قد تكون صحيحة، وتم ربطها بأحداث أو أماكن لتحقيق أهداف معينة، أو مكذوبة وملفقة من الأساس. للجميع أقول: إن لم تستطع أن تقاطع "تويتر"، فلا تكن من جواسيسه أو المخدوعين به.

مشاركة :