تعددت الأسباب ويظل ارتفاع رواتب الخادمات خلال شهر رمضان وغيره إلى أرقام فلكية لغزًا له أكثر من مفتاح، سعى قراء "عاجل" إلى التقصي وراءه، وتوصلوا إلى عدة أسباب رصدتها صحيفة "عاجل". ونشرت صحيفة "عاجل" تقريرًا سلّط الضوء على ارتفاع رواتب الخادمات خلال شهر رمضان المعظم؛ ما جعل العديد من السعوديين يعانون تحت وطأة استغلال مكاتب العمالة المنزلية والخادمات، لا سيما المخالفات منهن. ولم تقفز أجور الخادمات فقط، بل قفزت معها المبالغ التي يتلقاها السماسرة وأصحاب مكاتب العمالة المنزلية لتتجاوز 500 ريال؛ وذلك بسبب الطلب المتزايد من الأسر السعودية على الخادمات خلال الشهر الكريم. وفي المقابل، تزيد نسبة هروب الخادمات للعمل بأجر أعلى مما تتقاضاه. وهنا طرح قرّاء "عاجل" عدة أسباب وراء هذا الارتفاع، كان منها ما ذكره قارئ اسمه "أبو أحمد"؛ حيث قال إن سبب ارتفاع أسعار العمالة من مكاتب العاملات المنزلية هو الاحتكار وعدم الرقابة والمماطلة في الشكاوى المقدمة من المواطنين إلى الجهات المعنية في البت في موضوعها. وأشار إلى ما وصفها بحالة "جشع" في سوق الخدامات، وارتفاع سعر الاستقدام إلى 25 ألف ريال، وصعود سعر تفويض العمالة المنزلية إلى 1500 ريال على كل تفويض. فيما كتب قارئ اسمه "أبو عبد العزيز"، أن السبب في ارتفاع رواتب العمالة المنزلية، هو ما وصفه بكسل ربات المنزل من الأمهات والبنات، ونومهن الكثير، مضيفًا أن من خلق هذه المشكلة هي الأسر ذاتها بعدم استغنائها عن الخادمة. لكنه دعا إلى ضرورة التماس العذر للمرأة السعودية إذا كانت تعمل، وأنه لا حرج عليها من الاستعانة بخادمة لإعانتها على تدبير شؤون المنزل. ووافقه في الرأي قارئ آخر رمز إلى نفسه بـ"ش.ش."؛ حيث قال إن هناك بيوتًا مليئة بالفتيات ومع ذلك يستأجرون شغالة تساعد شغالاتهم، لافتًا إلى ضرورة وجود شغالات في المنازل التي بها كبار السن والمعاقون. وكان لقارئ آخر أطلق على نفسه اسم "ابن الوطن" رأي مختلف؛ حيث عزا ارتفاع أجور العاملات إلى فشل وزارة العمل في جميع ما يخص العمالة المنزلية رغم نجاحها في كثير من قراراتها؛ حيث يرى أن قراراتها تصب في مصلحة الوافد، علاوةً على أن مكاتب الاستقدام لم تجد من يوقف تلاعبها ومماطلاتها. كما أوضح القارئ أن هروب العمالة يقابل بنقل كفالتهم بدون موافقة الكفيل الذي دفع لهم الكثير، وطالب وزارة العمل بإيجاد حلول منصفة للطرفين (الكفيل والمكفول)، وإلغاء نقل كفالة العاملين لدى الأفراد ومنع المتاجرة بها، بالإضافة إلى تحديد رسوم الاستقدام رسميًّا وعدم تركها لمكاتب الاستقدام التي تستغل انشغال وزارة العمل بكثير من الأمور الشائكة. وذكرت قارئة أطلقت على نفسها اسم "توتة" أن الأسر هي سبب ارتفاع الأسعار؛ فكلما زادت مكاتب الاستقدام السعر وافقت عليه العائلات، ولو تكاتفت العائلات لكانت هي التي تحدد الأجر لا المكاتب، بلا ضرر ولا ضرار. وقالت: "ثم شهر رمضان، لماذا نجعل منه مشكلة؟ لو رشدنا الطعام وعملنا اللازم فقط لشعرنا أنه لا فرق بين رمضان وغيره، ولما أصبح أزمة لنا وللعاملات فهو شهر الخير.. والعبادة وليس النوم والكسل". وعن أسعار الخادمات، ذكر القرّاء أن السعر وصل إلى 6 آلاف، وفي مناطق أخرى إلى 7 آلاف ريال في رمضان وغير رمضان، ومن 4.5 إلى 5 آلاف في الشهر.
مشاركة :