موطن الندامة (2 – 2)

  • 8/3/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

هروب أعضاء خلية العبدلي هو بداية فصل جديد من الإرهاب المقبل والتخريب، فجميع المعطيات تنذر بمستقبل يهدد أمن واستقرار الكويت ودول أخرى على قائمة الإرهاب! كويت الدستور أصبحت مرجعاً في تاريخ هروب المجرمين والمتهمين، فقضايا جنائية وجنح بعضها سرقة للمال العام واعتداء على ثروة الوطن والبعض الآخر سياسي وأمني، تمكن مرتكبو هذه الجرائم من الهروب، وتردد أنها كانت بتسهيل بعض المسؤولين الرسميين، وهو الأمر المحزن المؤلم! هل يمكن أن تغمض جفوننا بينما تبكي الكويت، وطناً ومواطناً، دموع الندامة، لأننا نكاد نفقد الثقة في المساءلة والمحاسبة، ونرى في دولة الدستور مظاهر للفساد والجريمة وفقدان هيبة القانون؟! نحن في بداية «درب الندامة»، ولا نريد أن يكون مستقبلنا مجهولاً وغير آمن لنا وللأجيال القادمة! في 2016/7/18 نشرت مقالاً عن المناهج الفارسية وقرار وزارة التربية باستحداث منصب رقابي على المناهج الفارسية، وتناولت أيضاً علاقة السفارة الإيرانية بمجمع المدارس الإيرانية، مستنداً إلى ما نشرته صحيفة الوطن في 2007 بشأن «ممارسة دبلوماسي إيراني دور المدير للمدرسة الإيرانية»، ورمت وزارة التربية تلك المخالفة على الرغم من أنها تربوية في ملعب وزارة الخارجية، باعتبار أن الموضوع شأن دبلوماسي بحت! من المؤكد أن وزارة الخارجية اتخذت الإجراءات اللازمة، ولكن ربما لم تكن شديدة، وربما ناعمة دبلوماسياً. وبصرف النظر عن طبيعة الإجراءات وحجمها، يظل هذا الحادث مؤشراً تاريخياً على تدخل السفارة الإيرانية في ملفات تربوية وسياسية وقانونية، إلى درجة نشر بيانات صحافية تعترض فيها السفارة على سلطة النيابة العامة في اعتقال مواطن إيراني ضمن خلية العبدلي من دون اللجوء إلى القنوات الدبلوماسية التي حددتها المواثيق الدولية واتفاقية فيينا! وردت السفارة الإيرانية على المقال من دون تبرير للجزء الخاص بالمناهج الفارسية وعلاقة السفارة بما نشر عن الدبلوماسي الإيراني وعلاقته بالمدرسة الإيرانية وإدارته للمدرسة! إيران، الجارة المسلمة، ندعوها إلى توضيح لماذا استحوذت ملفات سياسية في العراق والبحرين واليمن وسوريا والكويت أيضاً على اهتمامها؟ هل نصرة المستضعفين هي المبرر؟ وهل إيران تخلو من مستضعفين؟ هل إيواء مخربين ومجرمين والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار العربي والخليجي تبرره مواثيق دولية؟ الشق الآخر الذي لا يقل أهمية عما سبق هو نشاط حزب الله الذي تم تصنيفه دولياً بأنه تنظيم إرهابي وعلاقته بقضية خلية العبدلي، كيف يمكن التعامل مع لبنان، الشقيق العربي، بينما حزب الله فرض سيطرته على مفاصل الدولة اللبنانية وفرض نفسه في التشكيل الوزاري اللبناني؟ لبنان، دولة التعددية السياسية والدينية، أمام تحد خطر، وكذلك الدول المستهدفة إرهابياً من تنظيمات وأنظمة معروفة جغرافياً وسياسياً، وهو ملف يستحق أن يتم بحثه دولياً بدعم مجلس الأمن الدولي حتى يصدر قراراً دولياً ينقذ المجتمع الدولي من مخططات إرهابية ترعاها دول وتنظيمات مسلحة وخلايا منتشرة في بقاع العالم. غفر الله للأجداد والآباء ووالد الدستور الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ عبد الله السالم، فقد رحمهم الله بوفاتهم حتى لا يشهدوا اليوم مرحلة الندامة الوطنية! دعوتي للحكومة في الجزء الأول من هذا المقال ليست تفريطاً في هيبتها، بل في حثها على تحمل المسؤولية السياسية وتعبير للاعتذار للشعب الكويتي وتسجيل موقف تاريخي أمام العالم أجمع حتى لا نفقد أكثر مما فقدناه ونندب حظنا لأننا لم نحسن استكمال مسيرة وطنية وتاريخية لمؤسسي دولة الدستور! خالد أحمد الطراح

مشاركة :