الشارقة: زكية كرديمفردة «إجازة» في قاموس الكاتبة والشاعرة الإماراتية، صالحة عبيد غابش، الأمين العام للمجلس الأعلى للأسرة في الشارقة، هي مرادف للراحة والهدوء، ومحطة للتزود بالوقود من أجل الاستمرار بالرحلة، وفرصة لتكوّن رؤيا لسير عملها ومخططاتها في الحياة ككل، والأهم هي مساحة للاجتماع بالأهل والأصدقاء والتزود بذاك المخزون العاطفي من الدفء والتواصل. تؤمن غابش، بأن الإنسان بحاجة إلى الابتعاد تماماً عن كل مشاغل العمل والالتقاء بالعائلة كما هي العادة في دول الخليج والبلدان العربية أيضاً، حيث يجتمع الأخوة في منزل الأهل على الغداء، وتكون فرصة نقاش لأمورهم الحياتية، مشاغلهم، وأخبارهم، وكل المستجدات التي طرأت على حياة كل منهم، والتي قد لا تتسنى الفرصة لهم ليتشاركوها خلال زحمة أيام الأسبوع، مع العلم بأن هذه الحوادث اليومية الصغيرة، والتفاصيل التي يحرصون على نقاشها سوية تبقي هذا الرابط الجميل بينهم.تخصص، غابش، حوالي 60 إلى 75% من إجازة آخر الأسبوع للعائلة، بينما تبقي مساحة صغيرة للقاء الأصدقاء، أو للكتابة إن سمح الوقت المتبقي، فتلجأ إلى ركنها الهادئ، تفتح بوابات المخيلة، وتعيش في عالم قرائها الصغار لتكمل كتابات بدأتها سابقاً، وتنسج لهم أحلاماً وجسوراً من المعرفة. ولأن بداية اليوم تشكل جزءاً كبيراً ومهماً من الطريقة التي سوف يستمر عليها الشخص، أحببنا أن نطلع على خياراتها الصباحية، خاصة أن هناك الكثير من الدراسات التي تربط ما بين الحفاظ على الاستيقاظ المبكر أيام العطل، وبين النجاح والإنجاز، وهذا ما توافق عليه غابش، إذ تحرص على الاستيقاظ مبكراً كعادتها، فلا تعود إلى النوم بعد صلاة الفجر، مشيرة إلى أن الساعة البيولوجية تخلق نمطاً يحدد ساعات النوم، وهذا ما اعتادت عليه، لكنها تبدأ نهارها بهدوء واسترخاء على غير العادة في أيام العمل التي لا تتوفر لها مساحة فيها لتعيش طقوس الصباح الجميلة، فالقلق والتوتر، والحرص على الالتزام بمواعيد العمل يقطعان فترة الاسترخاء الصباحي كما هو حال معظم الناس.وعن لقاءات الأصدقاء تذكر أنها تأتي بفعل الصدفة غالباً، أو تكون نتيجة تخطيط مسبق في بعض الأحيان، فيتبادلن الدعوات على الغداء، أو يقصدن السينما لمشاهدة فيلم ما، فيعتبرن هذا الوقت أشبه بمساحة خاصة لأحاديثهن المشوقة، ولأنشطتهن المحببة، والتي تحافظ على العلاقة الجميلة والودية التي تجمعهن سوية، لهذا تحرص على استغلال الوقت عندما يكون متاحاً للقاء صديقاتها والاستمتاع بصحبتهن، وتشعر بحماس للخروج عندما تطرح عليها إحدى الصديقات فكرة موعد تتبادلان فيه الأحاديث عند نهاية الأسبوع. وأخيراً تشاركنا صالحة عبيد غابش نظرتها للإجازة الصيفية التي تعتبر المحطة الأهم للانفصال عن العمل، والأهداف الذاتية، والركض المستمر من أجل الإنجاز، موضحة أنها تعيش في تحدٍ مع الذات طوال أيام السنة، وهذا أمر مرهق لكل شخص لديه مشروع، وإحساس بالمسؤولية، كونه يدمن شدة المتابعة، وتحمل المسؤوليات تجاه وطنه قبل كل شيء، فيلتزم بالمنجزات التي عليه أن يحققها، ولهذا يحتاج إلى شيء من الراحة حتى يتمكن من مواصلة العمل على نفسي الوتيرة، ليبعد نفسه قليلاً، حتى يتمكن من العودة مجدداً ويكمل ما بدأه، أو ليخطط للبداية ولكل الأمور التي تشغله بطريقة مختلفة بفضل التأمل والطاقة المختلفة التي يحظى به، وتضيف أنها رغم إدراكها لكل هذه الإيجابيات للإجازة وأهمية الابتعاد عن العمل، إلا أنها تعجز عن منع نفسها من الذهاب ومتابعة سير الأمور إن كانت متواجدة في البلد، لهذا لا يمكنها أن تفصل نفسها عن عملها بشكل فعلي إن لم تسافر.
مشاركة :