السراج يستنجد بالسبسي لفتح ثغرة في جدار الأزمة الليبية بقلم: الجمعي قاسمي

  • 8/7/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

السراج يستنجد بالسبسي لفتح ثغرة في جدار الأزمة الليبيةدخلت الأزمة الليبية منعطفا جديدا على وقع تغييرات متسارعة دفعت برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج للاستنجاد بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.العرب الجمعي قاسمي [نُشر في 2017/08/07، العدد: 10715، ص(4)]لقاء ينتظر منه الكثير تونس - قالت مصادر مطلعة لـ“العرب” إن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، يبدأ الإثنين زيارة رسمية إلى تونس وُصفت بالهامة. وتهدف الزيارة إلى رسم خطوط الحل السياسي، وإعادة تشكيل خرائط جديدة ما زالت تصطدم بتعقيدات تشابك الأجندات السياسة بأبعادها الإقليمية والدولية. وتأتي هذه الزيارة، فيما ارتفعت حدة التحركات السياسية والدبلوماسية ارتباطا بتطورات الأزمة الليبية التي يبدو أنها دخلت منعطفا جديدا على وقع مُتغيرات مُتسارعة وغير مسبوقة، أشاعت تفاؤلا مشوبا بالحذر بقرب التوصل إلى حل للأزمة اللبيبة المُستعصية. لكن هذا التفاؤل لم يتمكّن من تبديد الغموض الذي يشي بأن مُخطط إبقاء ليبيا رهينة للحرب واستنزاف خيراتها الذي تدعمه قوى داخلية ليبية، وأخرى إقليمية ودولية اتخذت من ليبيا ساحة لتصفية حساباتها، مازال يُلقي بظلاله على المشهد العام في البلاد. وقالت مصادر مُقربة من القصر الرئاسي التونسي لـ”العرب”، إن السراج الذي يُفترض أن يكون قد وصل إلى تونس مساء الأحد، سيبحث مع الرئيس السبسي، مستجدات الشأن الليبي على الصعيدين السياسي والأمني. وسيبحث أيضا سبل تفعيل مخرجات تفاهمات لقاء باريس، إلى جانب استعراض “خارطة الطريق” التي اقترحها لإنهاء الأزمة الليبية. وكان السراج بادر في منتصف يوليو الماضي، بطرح خارطة طريق للخروج من الأزمة التي تعصف بليبيا منذ أكثر من ست سنوات. وتتكون المبادرة من تسع نقاط، أبرزها الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مشتركة في مارس المقبل، ووقف إطلاق النار وتشكيل مجلس أعلى للمصالحة الوطنية.صلاح الدين الجمالي: نأمل في أن تسفر المحادثات بين السبسي والسراج عن مواقف جديدة ورغم تباين ردود فعل الفرقاء الليبيين بين مُؤيدين لهذه المبادرة، ورافضين لها، فإنها لقيت ترحيبا لدى الأمم المتحدة على لسان المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا غسان سلامة. واجتمع سلامة السبت مع السراج في العاصمة طرابلس التي زارها لأول مرة منذ تعيينه رئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلفا للألماني مارتن كوبلر. وبحسب مصادر “العرب”، فإن السراج يسعى إلى أن تكون هذه المبادرة محور الحراك السياسي بأبعاده الإقليمية والدولية،عله بذلك يتمكّن من فرضها كبديل لكل المبادرات السابقة. ويبدو أن زيارة السراج لتونس، ومحادثاته المرتقبة مع السبسي تندرج في هذا المسعى، لا سيما بعد حملة الانتقادات التي استهدفته في أعقاب السماح لعدد من القطع البحرية الحربية الإيطالية بالانتشار في المياه الإقليمية الليبية. وتبدو العملية في ظاهرها موجهة للتصدي للهجرة غير الشرعية، وفي باطنها ترسيخ لتدخل عسكري ايطالي مباشر في المعادلة الليبية لا يخلو من أبعاد سياسية أبرزها قطع الطريق أمام استفراد فرنسا بالملف الليبي. ويرنو السراج من خلال هذه الزيارة إلى كسب المزيد من الدعم لمبادرته، وتبديد المخاوف التي تنتاب الأطراف الإقليمية الأخرى المعنية بالملف الليبي، ومنها تونس. وذلك من خلال تأكيده على مواصلة العمل من أجل البناء على بقية التفاهمات في سبيل تحقيق التوافق المطلوب على القضايا الخلافية العالقة بين الفرقاء الليبيين، والانتقال إلى البناء من خلال تحديد الخطوات الممكن تنفيذها في المرحلة المقبلة. وقال الدبلوماسي صلاح الدين الجمالي المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ليبيا لـ”العرب”، إن هذه العناوين مُجتمعة بما تحمله من رغبة في تفكيك التعقيدات التي تُحيط بالملف الليبي، والمخاوف من محاولة بعض الأطراف فرض رؤيتها للحل، فرضت هذه الزيارة التي تأتي فيما دخلت الأزمة الليبية في منعطف حاد. واعتبر أن توقيت هذه الزيارة يكسبها أهمية خاصة، بإعتبارها تأتي فيما كثفت الرئاسة التونسية من اتصالاتها ومشاوراتها مع مختلف الأطراف الليبية في تناغم مع التحركات الإقليمية والدولية، بحثا عن اختراق جدّي في هذه المرحلة. ووصف دور تونس بالمحوري في الملف الليبي، لافتا إلى أنه في سياق هذا الحراك السياسي، اجتمع السبسي قبل ثلاثة أيام مع محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية، وقبل ذلك، اجتمع مع علي القطراني نائب رئيس المجلس الرئاسي، كما تحادث هاتفيا مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر. وأعرب الجمالي عن أمله في أن تُسفر مُحادثات الإثنين، بين الرئيس السبسي وفايز السراج عن مواقف جديدة تدفع نحو التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة بما يخدم مصالح الليبيين، وكذلك أيضا ضمان مصالح تونس نظرا لما يمثله استمرار تدهور الأوضاع في ليبيا من مخاطر على أمنها. وتسعى تونس جاهدة إلى أن تكون أكثر فاعلية في الملف الليبي الشائك، وتطمح إلى لعب دور مهم في تفكيك هذا الملف من خلال دفع الفرقاء الليبيين إلى طاولة الحوار، عبر تسهيل تقريب وجهات النظر بين مختلف الفاعلين الأساسيين في المعادلة الإقليمية والدولية في ليبيا. وتذهب العديد من الأوساط السياسية إلى القول إن السراج باختياره هذا التوقيت لزيارة تونس، يُدرك أن تعدّد المبادرات والتدخلات الإقليمية والدولية لا يُلغي دور تونس في الملف الليبي، وهو بذلك يستنجد بالرئيس السبسي لإحداث ثغرة جديدة في جدار الأزمة الليبية.

مشاركة :