لبنان وتجاوز الفخّ الإيراني ـ

  • 8/7/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يفترض باللبنانيين، خصوصا بالمسيحيين منهم، السعي الى فهم معنى تورط الحزب في حرب على الشعب السوري خدمة لإيران. من اخطر ما اسفر عنه هذا التورّط الغاء الحدود المعترف بها دوليا بين دولتين مستقلتين هما لبنان وسوريا. الصحيح انّ "حزب الله" تجاوز ما يسمّى خط الحدود الذي رفض النظام السوري تثبيته يوما بسبب اطماعه في لبنان، وقرّر تكريس امر واقع. يتمثّل هذا الامر الواقع في ربط أراض سورية معيّنة باراض تقع تحت السيطرة المباشرة لـ"حزب الله" في لبنان من منطلق مذهبي بحت. هناك سابقة في غاية الخطورة تعمل ايران على تعميمها وصولا الى تحقيق ما يسمّيه المسؤولون فيها "البدر الشيعي". تتمثّل هذه السابقة في جعل الرابط المذهبي يتجاوز كلّ ما عداه في المنطقة، بما في ذلك الحدود المعترف بها دوليا بين الدول. ليس معروفا اين مصلحة لبنان في دخول لعبة من هذا النوع في وقت يعاد فيه تشكيل المنطقة وفي وقت لم تحدّد الإدارة الاميركية بعد سياستها السورية، على الرغم من مضي سبعة اشهر واكثر على دخول دونالد ترامب البيت الأبيض. يواجه لبنان في هذه المرحلة مخاطر عدّة. يمرّ البلد بسبب الظروف الإقليمية وبسبب سعي ايران الى عزله عن محيطه العربي، خصوصا الخليجي، وتوريطه في سياسات لا علاقة له بها، بمرحلة في غاية التعقيد. لذلك، من الضروري اكثر من ايّ وقت التنبه الى المخاطر. يبدأ ذلك بعدم الاستخفاف بتجاوز "حزب الله" الدولة اللبنانية وتنصيب نفسه حاميا لتلك الدولة وللمسيحيين اللبنانيين. ارتكب المسيحيون في العام 1969 جريمة القبول باتفاق القاهرة. كان في استطاعتهم، عبر زعمائهم ونوابهم، تسجيل موقف اعتراضي على الاقلّ. ما يمرّ به البلد حاليا اشد خطورة من مرحلة ما قبل اتفاق القاهرة. هناك فخّ إيراني ينصب للبنان. وحده الموقف الواضح من السلاح غير الشرعي الذي تحمله ميليشيا مذهبية معروف لمن هو ولاؤها يمكن ان يكون نقطة بداية لاستعادة بعض الوعي والتنبّه لما يدور في المنطقة وما هو المحكّ فعلا. على المحكّ مستقبل لبنان، كدولة مستقلّة، واللبنانيين بكلّ بساطة.   خيرالله خيرالله

مشاركة :