منذ قيام الثورة الإيرانية والعديد من الساسة هناك يروجون لمشروعهم الإمبراطوري التوسعي. وابتدعوا أساليب كثيرة لتحقيق ذلك المشروع الخرافي. ومن الأساليب التي ظنوا أنها ستساعدهم في تحقيق مشروعهم التوسعي في المنطقة العربية تنشئة خلايا موالية لنظام طهران في داخل الدول العربية تحت شعار تصدير الثورة المعلن والصريح من أغلب عناصر النظام. وأفراد تلك الخلايا هم مواطنون يحملون جنسية الدولة التي يعيشون فيها. إلا أنهم مع الأسف أصبحوا كالطابور الخامس في داخل الدول العربية، لكونهم يعملون لخدمة المشروع الإيراني التوسعي. بالتالي تحولت هذه الخلايا المسلحة والمدربة إلى ذراع تدين بالولاء للولي الفقيه، وتحارب من أجل تحقيق الأهداف التي يرسمها مرشد الثورة الإيرانية. ومن تلك الخلايا حزب الله اللبناني بقيادة نصر الله وخلايا الحشد الشعبي في العراق، والشيخ النمر في السعودية، وعيسى قاسم في البحرين، والحوثي في اليمن، وخلية العبدلي في الكويت. من خلال هذه الخلايا التي أنشأتها طهران وينظرون إليها على اعتبار أنها أذرع عسكرية في الدول العربية، يتأكد لنا أن هذه السياسة تتخلى عن خطاب الدولة وتستخدم لغة الميليشيات لتحقيق مشروعهم السياسي. واتخذوا من العقيدة مبرراً لتحقيق شعار تصدير الثورة، وجعلوا هذا المبدأ ضمن دستورهم. فهم لا يعترفون بالحدود ولا بسيادة الدول على أراضيها. وهذا ما حملهم على القول إن تحرير القدس يجب أن يمر بكربلاء ودمشق ولبنان. فخلية العبدلي هي جزء من منظومة الخلايا التي أنشأتها إيران لمد نفوذها على الدول العربية. لقد استمعت إلى تسجيل لخطاب أحد المنتمين إلى فكر القيادة الإيرانية يعد جمهوره المتحمسين لما يقول ويقاطعونه بصيحاتهم وهتافاتهم المشهورة. يدعي انهم «على أبواب نصر كبير، ويعدهم بأن هذا النصر لن يتوقف عند حدود العراق، ولن يتوقف عند حدود الشام، بل سنستمر حتى نصل إلى عقر دارهم وسنحرر أرض الجزيرة العربية والحجاز، وسنعيد منطقتنا الشرقية والحجاز ومكة والمدينة كما كان يعيش علماؤنا تحت راية الإسلام الواحد، فالمقاومة لا تعرف الحدود ولا المعاهدات والاتفاقات، أتمنى لمقاومتنا في كل ربوع العالم ان تحقق النصر المؤزر.. عندئذ ستصبح القدس تحت أيدينا». في ظل مثل هذا الفكر الأيديولوجي العدواني تربى أفراد حزب الله الكويتي، أو ما عرف بخلية العبدلي، على أيدي ميليشيا حزب الله اللبناني الذي دمر لبنان، فكراً واقتصاداً وسياسة، وعلى استعداد لتدمير جميع البلاد العربية لخدمة المشروع الإيراني. تربوا على حمل السلاح واستخدامه ليستولوا على السلطة في دولتنا الكويت العربية ليمحو عروبتها ويربطوها بالمشروع الإيراني. هذا ما اعترف به المجرمون الذين أدينوا بعد محاكمة عادلة استمرت أكثر من عام. لقد اختفى المجرمون، وهناك من يعتقد أنهم متوارون من تنفيذ حكم العدالة. ونحن لا نستنكر ما قام به أولئك المجرمون وحماية أيّ كان لهم فحسب، بل نستنكر كل من تعاطف معهم ويدافع عن المجرمين والجريمة التي ارتكبوها وكأنهم يقدمون أنفسهم على أساس أنهم جزء من ذلك الفكر الأيديولوجي. نأمل أن نخرج من هذه الأزمة ونحن أصلب عوداً. وعلى ثقة بأن سمو الأمير سيقود الدولة في ظل هذه الظروف بكل قوة وحكمة. د. عبدالمحسن حمادة
مشاركة :