قرية الدهماني.. تاريخ عريق من التراث

  • 8/10/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الفجيرة: بكر المحاسنةيسعى سيف راشد أحمد الدهماني، من خلال قرية الدهماني التراثية التي أقامها بمنطقة ميدق، التابعة لإمارة الفجيرة، إلى المحافظة على طقوس الحياة التراثية الإماراتية، وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ الآباء والأجداد، الذين عاشوا على هذه الأرض الطيبة منذ مئات السنين، وإتاحة الفرصة للزوار والسياح للاطلاع على تراث الدولة، وتعريفهم بكيفية الحياة في بيئات جبلية وصحراوية.وتعيد القرية إحياء ملامح الحياة في الإمارات قديماً، من خلال العديد من الأدوات والمعدّات التراثية التي استخدمها الأهالي في الماضي، ونماذج المنازل والألعاب الشعبية، مثل لعبة السيارات، وكرب النخل والرنج، كما تضم العديد من المقتنيات الأثرية والمعدات والفخاريات، وأدوات الطبخ والدلال النحاسية.يقول الدهماني: «عملت على إقامة القرية بمبادرة شخصية لتعريف الأجيال الجديدة بماضيهم وتاريخ أجدادهم، والحياة القاسية التي عاشوها. وقمت ببناء عدد من البيوت الأثرية ذات الأشكال والاستخدامات المختلفة ك»العريش»، و»بيوت الحصى»، و»الكرين»، و»العسبق»، وجعلت بداخلها مجموعة من الأجنحة، مثل جناح الأدوات الزراعية والرّي، وطرق العلاج قديماً، وآخر للأدوات المنزلية المصنوعة من سعف وجريد النخيل، وأدوات القنص القديمة والأسلحة التقليدية والخناجر والسيوف، فضلاً عن مجموعة من الصور التي تسلّط الضوء على ملامح الحياة، وأخرى قديمة وحديثة. وتضم أيضاً محتويات تراثية منوعة، مثل «الطوي» الذي يعد نموذجاً للبئر القديمة التي كانت تُوجد في بعض البيوت والمزارع؛ الأمر الذي يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتعريف السياح من كل حدب وصوب، إلى تاريخ وتراث الدولة».ويضيف: «تشتمل القرية أيضاً على العديد من نماذج أنماط الحياة القديمة، والأدوات التي كان أجدادنا يستعملونها في مختلف طقوس حياتهم، وعلى بعض الصناعات مثل الألبان ومشتقاتها، منها «الضبية والركابة والشكوة»، وبعض الحرف التقليدية التي ازدهرت في زمن الآباء والأجداد مثل الأزياء، كما يوجد ركن خاص يضم دلال القهوة ومحاميصها، ومواقد النار وجلسة خاصة لإعدادها بالطرق التقليدية المعروفة لدى أهالي الإمارات. وتضم القرية الكثير من الأواني التي كانت تستخدم في الطهي وجلب الماء وحفظة، مثل القدور القديمة والسعن والصناديق الخشبية، وقربة الماء والخابية، وأيضاً هناك مكان للعرس الإماراتي التقليدي في الماضي، وصناديق خشبية توضع فيها «زهبة العروس»، والعديد من أدوات الزينة والإكسسوارات التي استخدمتها النساء في الماضي في المناسبات المتعددة». وتضم القرية عدداً كبيراً من الفخاريات والدلال النحاسية، التي كانت تستخدم في المنطقة وفي شبه الجزيرة العربية بشكل عام، ويعود عمر تلك الفخاريات إلى 70 عاماً ماضية، بينما تعد النحاسيات الأقدم؛ إذ يصل عمرها إلى نحو 80 عاماً ماضية. ومن الدلال الموجودة في القرية التي كانت منتشرة في الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، يقول الدهماني: «لدينا دلال القريشية والحساوية والعمانية والنجدية، والحيرية والبغدادية والشامية، كما توجد فخاريات من مناطق عدة في الفجيرة، وجميعها تؤكد أصالة إنسان تلك الأرض الطيبة؛ لذلك أركّز خلال الزيارات المتكررة للقرية على شرح جميع ما يحتويه قسم الفخاريات والدلال النحاسية، ووقتها تبدو الدهشة على الزائرين، خاصة الطلاب الذين ينبهرون بما يشاهدونه من أدوات تراثية لم يروها ولم يتعاملوا معها قط، وهنا تكون الرسالة والمعنى من وجود تلك القرية».ويشير الدهماني إلى أن القرية التراثية ترصد الحياة الاجتماعية القديمة للأهالي، من خلال المنازل والمطبخ التقليدي ومكوّناته والمجالس، إضافة إلى الملبوسات وأدوات زينة المرأة ومقتنياتها، والعديد من المجسّمات لمختلف العادات والتقاليد القديمة، التي ترصد طقوس أهالي الإمارات، خاصة الفجيرة قديماً، وهناك أيضاً معرض خاص لصور مؤسسي وحكام الدولة، والمواقع التاريخية التي تشتهر بها إمارة الفجيرة.وسعياً لترسيخ الهوية الإماراتية تفتح القرية أبوابها أمام الجمهور وطلاب المدارس، إلى جانب السياح الذين يتوافدون للتعرف إلى تاريخ وتراث الدولة. ويعلق الدهماني على ذلك قائلاً: «تجعل قرية ميدق التراثية الزائر يشعر بعراقة ماضي الأجداد، ليكتشف الجيل الجديد أسراراً تدفعه إلى التعمق للتزوّد بأهم ما يميّزنا من طابع وملامح أصالة، حيث إن القرية تجذب المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات والسياح العرب والأجانب، من مختلف أنحاء العالم على مدار أيام السنة؛ نظراً لما تحتويه من أماكن جلوس تراثية، ووقوعها في منطقة جبلية خلابة جميلة، تشتهر بكثرة المناظر الطبيعية الجبلية ومناخها المعتدل».موقع مميزتقع «قرية الدهماني» التراثية في منطقة مميزة أسهمت بشكل كبير في الترويج لها وزيادة الإقبال عليها، وهي «ميدق» التي تعد إحدى المناطق الجميلة، واكتسبت المنطقة الاسم نسبة إلى وادي ضخم تجري فيه المياه باستمرار، وكان يعد في السابق مصدراً رئيسياً لري عشرات المزارع الصغيرة والمنتشرة على السفوح السفلية لجبال المنطقة. وتحتوي المنطقة على عيون مياه طبيعية، وتزخر أرضها بمياه الوديان في فصل الشتاء، وفيها قلعة يطلق عليها اسمها «ميدق» ومجموعة من القلاع الصغيرة، وقد تم العثور على مجموعة من الآثار فيها.

مشاركة :