الغيرة صفة محمودة وجميلة بين الزوجين وهي حالة طبيعية عند البشر وتختلف من إنسان إلى آخر من خلال ثقافته وتربيته ودينه وعاداته وتقاليده وهي بطبيعة الحال ملح الحياة إذا تفهم الزوجين معنى الغيرة وماهي حدودها؟, فكم من غيرة هدمت بيوتاً وكم من غيرة بنت عشاً زوجياً مثالياً وكم من غيرة غايتها التملك والاستبداد بمعناها الضيق والمتخلف, فالبعض من الرجال لا يجد معنى للغيرة إلا القمع والسطوة والقوامة المتزمتة مستنداً بفهمه القاصر على النصوص والآيات الدينية. يعرف أستاذ علم النفس نبيل حاجي ((الغيرة)) بأنه انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب، وللغيرة معنيان: المعنى الأول: هو الغيرة من الآخر الذي تفوق علينا أو نافسنا على مواردنا ومصادر عيشنا وسعادتنا، فالأخ يغار من أخيه الذي ينافسه أو يشاركه في عطاءات أبويه، أو لتفوقه عليه في عمل أو موضوع هام. وكذلك يغار الشخص من رفيقه، أو صديقه الذي حقق النجاح ولم يحققه هو. ونحن نلاحظ أننا لا نغار من البعيدين عنا وليس لنا علاقة معهم، فنحن لا نغار من الصيني أو الهندي أو الياباني..، الذين تفوقوا ونجحوا، يمكن أحياناً ان نحسدهم بشكل خفيف على نجاحهم وتفوقهم. فالغيرة ليست ناتجة عن الرغبة في الحصول على شيء يملكه الشخص الآخر (القريب والذي لنا علاقة معه)، بل هي أن ينتاب المرء القلق بسبب تفوق الآخر أو تقدمه نتيجة قدراته التي يملكها، والأوضاع والظروف التي أتيحت له. الغيرة المحمودة بين الزوجين هي التي تعطي الحب والثقة بينهما وتبتعد عن ثقافة الشك والريبة والسؤال الذي يشم منه رائحة الخيانة, وبالتالي من المهم جداً أن يعرف الزوجين مصدر تلك الغيرة المشتعلة وماهي أسبابها حتى لا تكون سبباً في نهاية حياتهم الزوجية. يلعب الجمال الخارجي دور للرجل وللمرأة في إشعال فتيل الغيرة ولكن علينا أن نتفهم ذلك وأن نتحلى بالصبر وعدم الإساءة لأحد الطرفين تصبح الغيرة مدمرة عندما يعيش الطرفين حالة من التحقيق وسوء الظن من خلال التعامل مع المجتمع ومكوناته المختلفة فالتعامل مع الرجل الأجنبي للزوجة وتعامل الزوجة من الرجل الأجنبي مرفوض وعلى هذا الطريق يعني النهاية الحتمية. يحق للزوج أن يغير أن رأى زوجته تخالف شرع الله وتعمل المحرمات وتجاهر بالمعصية ويحق للزوجة أن تغير من سلوك زوجها عندما لا يتورع عن محارم الله ولايجد مانعاً من مخالطة النساء والجلوس معهم . طرحت سؤال عبر صفحتي بالفيسبوك حول هذا الموضوع وكان التالي: متى يغير الزوج على زوجته؟ وكان هناك ثلاث خيارات وهي : صاحبة مال أو صاحبة شهرة أو متفوقة علمياً واتفقت الأغلبية على التفوق العلمي وإنها المحفز لغيرته والمحطمة لرجولته ,ومن الآراء المشاركة بين مؤيد ومعارض كانت الإجابات مختلفة. ابتسام شمس: أظن التفوق العلمي هو ما يجعل الرجل يغار من زوجته فتضعه في موقف يشعر فيه بالضعف لكن ليس كل متعلم مثقف. بعض الرجال وان اختاروا شريكة حياتهم مثقفة يمنعونها من العمل ليشعروا انهم اقوى منها والبعض الاخر بالعكس يرى في نجاح زوجاتهم فخرا لهم. فاطمة الحويدر: باختصار الرجل أغرب كائن على وجه الأرض! غير مفهوم التوجهات ولا الرغبات ولا حتى القناعات! سواءً أكانت الزوجة التي ينشدها (جميلة فسينظر للأقل منها ويخونها معها) أو ( متعلمة فسيتعالى عليها ويذلها بأناه الفوقية) أو ( بسيطة وطيبة فسيحتقرها كخادمة له وآلة للإنجاب) لذلك لا توجد حقيقة واحدة يمكن التعويل عليها بالنسبة لشخوص الذكور. جميل البزوني: الرجل الذي يغار من زوجته هذا فاقد للرجولة لأن الرجل ليس ينقصه شيء اذا قام بواجبه الاجتماعي وبالتالي قناعته بنفسه تكفيه عزة عن الالتفات إلى زوجته وما عندها والمرأة مهما علت مكانتها بسبب من الأسباب المذكورة فهي تبقى تابعة للرجل وهو الذي يتحكم في حياتها وبالتالي لا يوجد أي وجه مقارنة بين الرجل والمرأة من هذه الجهةولا تستطيع المرأة أن تكون رجلا بمالها كما لا يستطيع الرجل أن يكون أنثى بماله. نصل إلى نتيجة وهي أن الغيرة صفة طبيعة عند كل البشر ويبقى تعريفها في الشريعة الإسلامية إطار للحفاط على البيت الأسري والبيت العاطفي من الهدم والخراب إذا أدركنا معنى ذلك.
مشاركة :