اندلعت معارك عنيف جداً في الرقة معقل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بين «قوات سوريا الديموقراطية» - التحالف الكردي العربي المدعوم من الاميركيين – والمتشددين، وفق ما ذكرت «فرانس برس». ولاحظ مراسلها أن المعارك اندلعت داخل المدينة القديمة في الرقة، بينما كان على مشارف هذه المنطقة بالقرب من الجدار التاريخي. وسقطت قذائف هاون أطلقها المتشددون بالقرب من مواقع «قوات سوريا الديموقراطية» التي ردت باستخدام رشاشات ثقيلة وقذائف الهاون. وكانت طائرة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقصف بشكل متواصل مواقع «داعش» في المدينة القديمة ما تسبب بتصاعد دخان كثيف. وكانت «قوات سوريا الديموقراطية» تمكنت في وقت سابق من دخول مدينة الرقة، وباتت تسيطر حالياً على أكثر من نصفها، لكنها تواجه مقاومة شرسة من متشددي «داعش». وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب الكردية» نوري محمود: «نحن الآن في مرحلة حساسة». وأضاف: «المعارك شديدة، خصوصاً في المدينة القديمة، وقواتنا تحاول أن تضيق الطوق على داعش من أجل حصارها». وبالقرب من الجدار التاريخي، شاهد مراسل «فرانس برس» مقاتلين من «قوات سوريا الديموقراطية» ينقلون خمسة من جرحاهم الذين أصيبوا بانفجار أحد الألغام التي يستخدمها «داعش» في المعركة. واوضح محمود: «داعش قامت بتحصينات كبيرة، وعناصرها يلجأون الى كل ما لديهم من وسائل للبقاء في الرقة». وقالت «قوات سوريا الديموقراطية» إن «داعش» يستخدم ألغاماً وسيارات مفخخة وطائرات بلا طيار وانفاقاً وانتحاريين، دفاعاً عن مواقعه بالرقة. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة «روعت» لمقتل سبعة عناصر من «الخوذ البيضاء» - الدفاع المدني السوري العامل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة - برصاص مجهولين تسللوا الى أحد مراكزهم في شمال غربي سورية. وصرحت الناطقة باسم الخارجية الاميركية هيذر نويرت: «نشعر بالحزن والرعب لسماعنا عن عمليات القتل الوحشية ضد سبعة سوريين اعضاء بالدفاع المدني والمعروفين على نطاق واسع باسم الخوذ البيضاء». وأضافت: «هذه الأعمال الجبانة التي ارتكبها رجال ملثمون أودت بحياة متطوعين عملوا بلا كلل (...) لانقاذ الارواح في بيئات خطرة للغاية». ونفذ الاعتداء فجر السبت في مدينة سرمين في محافظة ادلب التي تقع بمعظمها تحت سيطرة فصائل جهادية، حسب ما اعلنت منظمة «الخوذ البيضاء» على موقعها الالكتروني. وقالت المنظمة إن «مركز الدفاع المدني السوري في مدينة سرمين بريف إدلب تعرض لهجوم مسلح (مجهول) فجر السبت 12 آب (أغسطس) 2017، ما أسفر عن ارتقاء 7 متطوعين». وأشارت الى «قيام المجموعة المهاجمة بسرقة سيارتين من نوع فان وخوذ بيضاء وقبضات لاسلكي». ونشرت المنظمة صوراً تظهر جثث اشخاص غارقة بالدماء. وأفاد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن بأن «المسعفين السبعة قتلوا برصاص في الرأس»، لافتاً الى أن «زملاءهم وصلوا لتولي مهامهم ووجدوهم ميتين».
مشاركة :