معك يا مصر العروبة - عبدالرحمن عبدالعزيز الهزاع

  • 8/18/2013
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

رياح عاتية هبت منذ سنوات قلائل على عالمنا العربي مخلفة وراءها تغييرات سياسية وحزبية، وظهور تشكيلات، وتعيين قادة ووزراء لم تكن أسماؤهم مطروحة على الأجندة من قبل. دول عربية عديدة لاتزال تعاني بشكل أو بآخر من آثار ما أصابها، والبعض لا يزال يعيد حساباته إلى اليوم ليحدد حجم المكاسب والمخاسر. رأينا كيف تغيرت الأحوال في تونس وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، ولكن القلق حقاً هو أن تمتد آثار القلاقل والتغييرات إلى مصر وتغيير قياداتها في زمن قصير. مصر في تعرضها للتغييرات الأخيرة كان الكل متأكداً أنها دولة قادرة برجالها وأبناء شعبها على تجاوز أزمتها والإبحار بالبلاد إلى شاطئ الأمان الذي اعتادت أن تقف عليه شامخة معتزة بعروبتها. وبإقصاء مرسي وحكومته بعد فشله في إدارة شؤون البلاد حاول المناصرون من جماعة الإخوان الوقوف في وجه الحكومة الانتقالية الجديدة واللجوء إلى أساليب الاعتصام والعصيان والتمرد إلى أن وصل الأمر إلى المواجهة العسكرية مع القوات الحكومية الشرعية التي تسعى إلى الحفاظ على أمن البلاد وإقرار الشرعية. اتسعت دائرة الصراع الداخلي في عدد من المدن والمحافظات المصرية وبدأت دائرة العنف في الوصول إلى حدود لم يكن الكثير يتصورها. هنا تأكد وجود من لا يريد خيراً بالبلاد وأهلها، ومن يريد أن يزعزع الثقة في مصر العروبة التي طالما كانت في مقدمة الدول العربية والإسلامية التي تعمل على لم شمل العرب والمسلمين ووحدة كلمتهم. بعد أن ازدادت قوة العمليات الأمنية الحكومية للحفاظ على أمن البلاد ووحدتها جاء من يسوق مطالباته غير الشرعية وجاء من يدعو إلى تدويل الأزمة وإظهارها على أنها انتهاك للحقوق والمواثيق الدولية ويطالب بالتدخل في الشأن المصري لتحقيق مطالب فئات ودول لا مصلحة لها في مصر وأمنها واستقرارها وإنما هي تسعى إلى كل ما فيه ضرر البلاد وتدمير بنيتها. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في كلمته الضافية عن الأحداث في مصر وضع النقط على الحروف ورسم خارطة طريق واضحة المعالم لإخراج مصر العروبة من أزمتها، وقد أكد -حفظه الله- على مرتكزات اساسية لو أمعنا النظر فيها لوجدنا فيها خلاص البلاد من كل ما تعانيه. لقد أهاب -حفظه الله- برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية والشرفاء من العلماء وأهل الفكر وغيرهم بالوقوف في وجه كل من يحاول زعزعة مصر وعدم الصمت إزاء كل ما يحدث. وفي تأكيد لمواقف المملكة السابقة وسياستها تجاه الأحداث العربية والعالمية أكد الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقوف المملكة وسعيها مع الأشقاء في مصر ضد الإرهاب والفتنة وضد كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية مشيرا إلى أن كل تدخل في شؤون مصر الداخلية يعني إيقاد الفتنة وتأييد الإرهاب الذي يدعو الجميع إلى محاربته. لقد لقي موقف خادم الحرمين الشريفين من مصر وقيادتها وشعبها أكبر الدعم والتأييد لمعرفة الجميع المسبقة أن المملكة وقيادتها في تبنيها لأي موقف لا ترمي إلى منفعة أو تحقيق مصالح منفردة وإنما تسعى، كعادتها، إلى أن يعم الأمن والسلام ربوع المعمورة ويبتعد الجميع عن كل ما فيه الإضرار بالدول وشعوبها بأي شكل من الأشكال.

مشاركة :