دعوة لخصخصة حرب أفغانستان

  • 8/18/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اقترح إريك برنس، مؤسس شركة «بلاكووتر» الأمريكية وهى شركة أمنية خاصة تعتمد على المرتزقة خصخصة الحرب في أفغانستان، وهي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة. وتتقدّم حركة «طالبان» في مواجهة القوات الحكومية، على رغم دعم أمريكي و«أطلسي» بالرجال والسلاح وبمليارات الدولارات. وكان برنس ضابطاً في القوة الخاصة في البحرية الأمريكية، وباع «بلاكووتر» عام 2010، علماً أن متعاقدين مع الشركة مكلفين بحماية الديبلوماسيين الأمريكيين في العراق، قتلوا 14 عراقياً وجرحوا 17 في إطلاق نار في بغداد عام 2007. وكشف الحادث ممارسات مشبوهة للشركة التي كانت أحد أبرز الجهات المستفيدة من الحرب التي أطلقها الرئيس السابق جورج دبليو بوش. ولم يتمكّن بوش أو خلفه باراك أوباما من التوصل إلى حلّ دائم لأفغانستان المعروفة باسم «مقبرة الإمبراطوريات»، كما يبحث الرئيس دونالد ترامب عن إستراتيجية، متعهداً إعلانها في هذا الصدد «قريباً جداً»، ومستدركاً أنه «ورث فوضى حقيقية». وكان ترامب طلب لدى دخوله البيت الأبيض مراجعة الإستراتيجية المتبعة في أفغانستان، حيث ينتشر 8400 جندي أمريكي مع 5 آلاف عسكري من الحلف الأطلسي، لمساعدة الجيش الأفغاني الذي يعاني خسائر «لا يمكن تحمّلها» في مواجهة «طالبان» التي تسيطر على مزيد من الأراضي. ويميل وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس إلى إرسال 4 آلاف جندي إضافي. واقترح برنس تعيين نائب حاكم، مثل الجنرال دوغلاس ماك آرثر في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، يكون مسؤولاً فقط أمام الرئيس الأمريكي، وأن يحلّ 5500 من المرتزقة محل الجيش الأمريكي، باستثناء القوات الخاصة، لتدريب الجنود الأفغان والقتال إلى جانبهم. ومن شأن سلاح طيران خاص صغير الحجم، إكمال العدد مع 90 مقاتلة لدعم القوات البرية. ويعتقد برنس بأن الكلفة ستكون بحدود 10 مليارات دولار سنوياً، أي أقل بكثير من 45 ملياراً مخصصة للجيش الأمريكي من أموال دافعي الضرائب عام 2017. ولقيت خطة برنس، وهو شقيق وزير التربية في إدارة ترامب، استحساناً لدى كبير الإستراتيجيين في البيت الأبيض ستيف بانون، وأعضاء في الكونجرس. لكن رد فعل وزارة الدفاع كان بارداً. وقال برنس إنه لم يلتقِ ترامب، مؤكداً أن ماتيس ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر لا يرحبان باقتراحه، ومبرّراً ذلك بالأفكار التقليدية لدى الضباط البارزين. لكن هؤلاء ليسوا المشككين الوحيدين، إذ قال السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام: «إنه شيء يخرج من رواية سيئة حول مرتزقة. لديّ ثقة في الجنرالات، لا بمقاولي الباطن لاتخاذ القرارات التي تمسّ أمننا القومي». ونبّه شون ماكفيت، وهو متعاقد عسكري من الباطن في إفريقيا وواضع كتاب «المرتزقة الجدد» إلى أن الخطة «خطرة في شكل لا يُصدق وحمقاء»، مشيراً إلى عدم وجود أي آلية للرقابة. وأضاف: «في النهاية، ستحصل على ما تدفعه في المقابل». وتابع أن الأمر مشابه لقيام «مقاول زهيد الكلفة بإصلاح منزلك. في نهاية المطاف سيستغرق ذلك وقتاً أطول، كما أن الكلفة ستكون أكبر بأربع مرات». ويعتبر ستيفن بيدل، وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، أن الاقتراح «سيئ حقاً»، وزاد: «الرئيس ليس سعيداً جداً بالخيارات المتاحة له، وهو مستعدّ للميل في اتجاه أمور جديدة». واستدرك: «ليست كل فكرة جديدة تكون جيدة بالضرورة».

مشاركة :