من ينقذ جاحظية الجزائر بقلم: أزراج عمر

  • 8/18/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لقد حاول الطاهر وطار من خلال إنشائه لجمعية الجاحظية أن يتجاوز نفسه كفنان ومثقف من خلال توسيع نشاطه الأدبي والثقافي في الجزائر والمساهمة في بلورة مشروع ثقافي حيّ. العرب أزراج عمر [نُشر في 2017/08/18، العدد: 10726، ص(15)] في الأيام القليلة الماضية نشرت صحيفة جزائرية خبرا مفاده أن مجموعة من أعضاء جمعية الجاحظية الثقافية قد شرعوا في التفكير في البحث عن سبل لإنقاذ هذه الجمعية من الشلل الذي أصابها منذ وفاة مؤسسها الأديب الجزائري المعروف الطاهر وطار، ولكن يبدو أن هؤلاء لن يقدروا على تجاوز هذا الشلل لأن معظمهم لا يتمتعون بالمكانة الفكرية والأدبية التي تؤهلهم لأن يلعبوا من خلال هذه الجمعية دورا ثقافيا حيويا في الساحة الأدبية والفكرية على المستوى الجزائري والمغاربي والعربي. ومن هنا فإن المطلوب من عائلة أديبنا الراحل الطاهر وطار التي ورثت عنه هذه الجمعية ومقرها في وسط عاصمة البلاد أن تدعو إلى عقد ندوة يشارك فيها أبرز الأدباء والمثقفين والمفكرين الجزائريين من أجل تشكيل اللجنة التي تسند إليها مسؤولية تسييرها، وبدون هذا فإن هذه الجمعية ستبقى مشلولة إن لم نقل ميتة تماما. تكتسب جمعية الجاحظية الثقافية أهميتها من اسم مؤسسها الروائي الجزائري المعروف الطاهر وطار ومن مكانته المتميزة في مشهد الحركة الأدبية الجزائرية والعربية المعاصرة، ولولا ذلك لكانت مجرد جمعية بسيطة مثل غيرها من الجمعيات الثقافية المجهرية التي ليس لها صيت في المجتمع الجزائري أو خارج حدود الجزائر، أو دور فاعل ومؤثر في الحياة الثقافية عربيا ومغاربيا وعربيا. لقد حاول الطاهر وطار من خلال إنشائه لجمعية الجاحظية أن يتجاوز نفسه كفنان ومثقف من خلال توسيع نشاطه الأدبي والثقافي في الجزائر والمساهمة في بلورة مشروع ثقافي حيّ. وبالفعل فقد تمكن، وهو على قيد الحياة، من عقد عشرات الندوات الفكرية والأدبية والأمسيات الشعرية والقصصية ذات الطابع الوطني والمغاربي والدولي. وأكثر من ذلك فقد استطاع الروائي وطار أن ينشئ مجلة “التبيين” الأدبية، ومجلة “القصيدة” المتخصصة في نشر الشعر، وفضلا عن ذلك فقد صدرت عن دار النشر التابعة لهذه الجمعية كتب كثيرة لعدد من الأدباء الجزائريين وغيرهم كما أسس وطار جوائز أدبية للشعر والرواية ذات طابع وطني ومغاربي. ولكن جمعية الجاحظية أدركها الموت الاكلينيكي فور وفاة الطاهر وطار وذلك لأسباب كثيرة منها أن مؤسسها لم يشكل حينما أدرك أنه أصيب بمرض السرطان لجنة بعضوية زملائه وأصدقائه الأدباء والمثقفين الجزائريين البارزين للقيام بمهمة إبقائها حية وتطوير عملها لتكون منبرا فاعلا في الحياة الثقافية الوطنية من جهة، ومن جهة أخرى فإنه بمجرد وفاة الطاهر وطار احتكر مسؤولية هذه الجمعية عدد من الأشخاص غير المؤثرين في الحياة الثقافية والفكرية الجزائرية الأمر الذي أدى ولا يزال يؤدي إلى يومنا هذا إلى شلّ الدور الثقافي والفكري لجمعية الجاحظية وتحويلها إلى مجرد بناية مهجورة لا حياة فيها. كاتب جزائريأزراج عمر

مشاركة :