هل المسجد مؤسسة فردية أم عامة..؟ - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 7/26/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

المسجد هو بيت الله الذي نقف فيه بين يدي الرحمن سجودا وركوعا راجين رحمته موقنين بوحدانيته.. عاملين على مرضاته عز وجل تبارك وتعالى... ولكن بعضنا يذهب للمسجد وقد نسي انه في خير واطهر مكان وامام اعظم الملوك..، يذهب بلباس لا يليق احيانا ان يجلس به امام اسرته من رداءته اما ان يستقبل به ضيفاً فانني على ثقه انه لن يفعل ذلك خجلا وتقديرا لذاته ولضيفه ... ناهيك عن رائحة الطعام وخاصة الثوم والبصل وبالذات في هذا الشهر الكريم حيث يكثر ولله الحمد مرتادو المساجد في شهر الخير. وفي نفس بيوت الله نجد نساء برائحة الطبخ حيث البصل والزيت تفوح من ملابسهن واجسادهن..، ويزداد السوء حيث تصر على احضار صغارها للمسجد غير مبالية بحركتهم وتعالي اصواتهم مما يسبب ازعاج المصليات، او ان تقتطع جزءا من وقت صلاتها للحديث مع هذه وتلك وفتح ملفات مشاكلها..مع خادمتها وزوجها واخت زوجها وابنائها الذين يصرون على السفر في العيد تاركينها وأباهم ..؟ وفي جانب آخر من زوايا المسجد نجد بعض الائمة يبالغ في اطالة صلاة التراويح حيث يتباهى بعضهم بختم القرآن في ثلاثة او أربعة ايام؟ ألا يدرك هذا الإمام ان في الامر سعة وان خلفه كباراً وكبيرات في السن وربما مرضى حرصوا على الصلاة خلف امام بالغ بالإطالة فأثقل عليهم؟ وهل قراءة القرآن سباق بين الائمة أم هي عبادة وتمعن...وتدبر في معاني القرآن الكريم.. الإساءة للمسجد لا تقف عند هؤلاء البسطاء فهي تصرفات لا تتجاوز سياقها الزمني بل تتزايد جسارة لتصل للاسف لبعض خطباء المساجد حيث نجده يحول المسجد لمنبر خاص للتعبير عن فكره وتبنيه لمواقف ترتكز على بُعد ايدلوجي متطرف ويعمل على تكريس هذا الفكر في مجموع المصلين عموما والشباب على وجه الخصوص بل وصل الامر ببعضهم الى تجاهل ما تواجهه بلادنا المملكة العربية السعودية من عمليات ارهابية لاجل تحقيق اشباع رغباته المؤدلجة والمسيسة في مجملها؟ المسجد بيت الله وهو اطهر مكان نقف فيه امام الله عبادة وطاعة وخضوعاً لملك الملوك، هو المكان الذي نستلهم داخله علاقتنا الروحية مع خالقنا..وهو بذلك يمثل الحلقة الرئيسة في مؤسسات التنشئة الاجتماعية وبناء منظومة الفكر للمجتمع المسلم ومن الخطأ ان يقوم اي امام في خطبته بغير ذلك حيث انشغل كثير منهم ببناء خطاب مسيس واحيانا متعارض مع التوجه العام ومصالح الوطن والمواطن.؟ ويستغل البعض موضوع خطبة الجمعة للتعريض او قدح الآخرين من ابناء وبنات وطنه وتناول من يختلف معهم فكريا بما لا يليق بالمسلم وابن الوطن الواحد؟ وهوبذلك يمارس دوره التربوي بشكل خاطئ حيث يبني فكرا متطرفا ورافضا للتغيير او التجديد فكرا متصادما مع اي فكر اصلاحي ويغذي ثقافة العنف برفض السلم والتعايش الاجتماعي ..، فيما المسجد في الاسلام يفترض ان يكون مؤسسة تنموية فكرية وتربوية وان يكون تنويريا اكثر منه مؤسسة مؤدلجة بفكر افراد وليست خاضعة لفكر مؤسسي ينتمي لوزارة الشؤون الاسلامية التي هي جزء من بناء حكومي مؤسسي يعمل بشكل متكامل لخدمة التنمية والاصلاح... ان كنا نلوم الافراد على سلوكياتهم غير الحضارية التي لا تليق بقدسية المسجد وطهارته فاننا يجب ان نرفض عمليا خضوع مؤسسة بأهمية وحجم وقيمة المسجد لفكر فرد ....له حق الاختلاف وليس له حق تحويل المسجد لمنبر لهذا الاختلاف.. فيزرع الخلاف بين اعضاء المجتمع...

مشاركة :