من الميت هم أم نحن..؟ - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 11/30/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بداية اللهم أرحم والدي واغفر لهما وارزقني برهما ولقائهما في جنات الفردوس.. اللهم اغفر لموتى المسلمين والمسلمات وارزقهم جميعاً رحمتك ورضاك واسكنهم جنات النعيم.. ثراء الأمم الحقيقي في ابنائها وتقدم الأمم يأتي بارتقاء قدرات وهمم ابنائها..، ثراؤنا الفعلي في تلك العقول المبدعة والضمائر اليقظة.. وافلاسنا لن يأتي بنضوب النفط فكم من دولة ثرية اليوم ومتقدمة وهي غير نفطية بل لا ثروات طبيعية لديها ولكنها ثرية باستثمار عقول وقدرات ابنائها الثراء الدائم بالانسان وللإنسان.. عندما كان المغفور له بإذن الله معالي الدكتور غازي القصيبي على قيد الحياة.. تناولته الألسن ونهشته الكلمات نعته البعض بما لا يليق بمسلم قائلاً او مقولاً عنه..، وحين توفاه الله بدأبعضنا يكشف بعض محاسنه وبدأ بعضنا يتأوه على فقده وقال بعضنا انه الرجل المناسب في الزمن غير المناسب..؟؟ واليوم ونحن نفقد ايضاً معالي الدكتور محمد الرشيد -رحمه الله واسكنه فسيح جناته وعظم الله اجر اسرته خصوصاً ومحبيه على وجه العموم - ايضاً هذا الرجل نهشته بعض الألسن وتخطت في نقده اعماله الى حيث نواياه والى حيث تكمن التوقعات السلبية من كل انسان يرغب في التطوير والتغيير الايجابي.. توفي غازي القصيبي -رحمه الله- ولمن لا يعرف فهذا الرجل من النزاهة بحيث لم يبن منزل العمر الا قبل مماته فقط..؟؟ لم يكن ثرياً وهو صاحب اكثر من وزاره وسفير وخلاف ذلك..؟ لم تكن امكاناته المالية تسمح له بالتبرع بالملايين ولكنه كان كريم النفس وكريم السخاء في العطاء لوطنه.. حين مات الرجلان اكتشف كثير منا انهما خسارة للوطن..؟ وكشفت جماعات المعزين وكثرتهم وتنوع مشاربهم ان الخير موجود وان للرجلين الكثير من التقدير في نفوس الكثير منا.. وان الوطن خسرهما قبل ان تخسرهما اسرهما.. هل خسرنا الرجلان حيث كان يجب ان نستثمرهما مع كثير غيرهما ممن يعتبرون هم ثروة الوطن للأسف مازال بعضنا يمارس جلد الذات ونحر الآخر لمجرد اختلافه معه فكرياً او اجتماعياً.. ربما.. لأنه اعتاد تشويه كل جميل في وطننا.. مع وفاة الرجلين وهما هنا رمز وليسا استثناء بدأنا نكشف مآثرهما ووطنيتهما واخلاصهما في عملهما ونزاهتهما.. بينما بالامس كان كثير منا ينحرهما يوميا على مقصلة النقد بل وكان تكفيرهما غير صعب وكان التقاطع مع نواياهما في الكثير من قراراتهما ممارسة اعتيادية للكثير ممن اكتفوا بجلد كل جميل في بلادنا.. بيننا ناس لا تريد ان نتقدم، بيننا ناس تريد ان نعود للخلف عبر تحطيم اصحاب المبادرات.. اخشى ان هذين الرجلين جاءا في الوقت الخطأ فخسرناهما في الوقت الصحيح.. لأن الوطن لا يقوم الا على ابنائه المخلصين فإنهم يرشقون بقاذفاتهم اللفظية.. المخلصون من ابناء الوطن ينكرون عليهم وطنيتهم ويلمزونهم في دينهم.. ثم لا يجدون صعوبة بعد حين في مشاركتنا ومشاركة الوطن الحزن عليهم.. من يحب الوطن فعلاً يقف احتراماً للمتميزين والمخلصين للوطن.. ومن يحب مصالحه الخاصة ومكاسبه الذاتية ينحر دون هوادة اوردة كل جميل في الوطن.. سواء كان انساناً او ثروة او برامج تنموية..

مشاركة :