الشاب المصري محمد عبدالمقصود مؤخرا فيديو له عبر صفحته على الفيسبوك وهو يدرب طفلا رضيعا لا يتعدى عمره الأربعة أشهر على السباحة تحت سطح الماء، بينما الرضيع كان فاتحا عينيه كاتما أنفاسه لعدة ثوان. وأثار الفيديو دهشة كبيرة لدى من تابعوه حتى أصبح أكثر المقاطع المصورة مشاهدة في مصر في أقل من 3 أيام. ويعرف عبدالمقصود بأنه مغترب مصري، درس الحقوق بالقاهرة ثم أصبح مدربا للسباحة في أندية مصر الكبرى حتى سافر إلى روسيا نتيجة أزمة مع أحد مديريه رأى أنه لا يصلح كمدرب. وقال لـ”العرب” “تعرضت لأزمة كبيرة في مصر مع مدير فني لأحد الأندية كان يراني فاشلا في تدريب الأطفال من سن 4 سنوات، وهي تلك الشريحة العمرية التي تبدأ فيها تمرينات السباحة في مصر، وبعد أن طردني سافرت لأعمل في مدن دهب وطابا وشرم الشيخ (جنوب سيناء) وتدربت هناك على الغطس إلى أن أصبحت مدربا محترفا في هذا المجال، ومن ثم اتفقت مع زوجتي على السفر إلى روسيا لنبدأ حياتنا العملية مرة أخرى من هناك”. وأوضح عبدالمقصود أنه “وجد في روسيا اهتماما كبيرا بالأطفال الرُضع في السباحة والتمرينات والتدليك، ولديهم هناك برنامج متكامل للعناية بهؤلاء الأطفال إثر ولادتهم مباشرة وعمرهم يوم واحد، وهو ما يختلف تماما عن الدول العربية التي لا يبدأ الاهتمام فيها بالطفل إلا بعد أن يصبح عمره 4 أعوام على الأقل”. وتلقى عبدالمقصود أربع دورات تدريبية في روسيا في مجال تدريب الأطفال الرُضع على السباحة وتنمية مهاراتهم وقدراتهم على التنفس تحت الماء لأطول فترة ممكنة حتى أصبح مدربا مسؤولا يضع برامج للمدربين الآخرين. وأشار إلى أن الطفل الرضيع يكون عجينة لينة يسهل تشكيلها، وأن السباحة في سن صغيرة تساعد بشكل كبير في بناء الشخصية وتعزز من قدرات الصغار، موضحا أن “الأهم من تهيئة الطفل للسباحة هو تهيئة الأمهات أنفسهن لأن هناك تواصلا سريا يربط بين الأم ورضيعها، فإذا ما استقرت واطمأنت إلى أن نزول الرضيع إلى الماء لا يمثل خطورة عليه يكون ذلك بمثابة رسالة خفية تصل إلى نفسية الرضيع وتطمئنه وتجعله طائعا للمدرب يوجهه كيفما يشاء”. ويبدأ عبدالمقصود في تدريب الأطفال الرضع وعمرهم لا يزيد على شهرين بل وحتى شهر واحد، ولفت إلى أنه يمكن أن يدرب الطفل في حمام سباحة أو حتى في حوض الحمّام بالبيت “البانيو”. وقال إنه درّب أحد الأطفال وكان عمره 11 شهرا فقط واستطاع بعد فترة وجيزة من التدريب أن يتنفس تحت الماء لمدة 27 ثانية كاملة، وهي مدة طويلة بل مذهلة لطفل في مثل هذه السن. ونشر عبدالمقصود فيديو آخر لأطفال رُضع أثناء تدريبهم في حمام سباحة، ولكن هذه المرة كانت معهم أمهاتهم وكذلك آباؤهم في أول حصة تدريبية، وذلك بهدف تشجيع الصغار ونزع الرهبة والخوف من داخلهم. وقد فاجأته ردود الأفعال الإيجابية الكثيرة بعد نشر هذه الصور والفيديوهات وطلب منه متابعوه على الصفحة تقديم المزيد من الدورات التدريبية حتى يلحقوا أطفالهم بها. ويطمح المدرب المصري إلى إنشاء أكاديمية لتدريب الأطفال الرضع على السباحة في مصر والعالم العربي.
مشاركة :