مصري يراقص ثعبان الكوبرا بحثا عن قوت يومه بقلم: نجوى درديري

  • 12/28/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الشاب المصري محمد عطية يتعامل مع الثعابين كحيوانات أليفة، ويأتمنها على مشاركة أطفاله الصغار في فقرة راقصة أمام المارة بالشوارع المصرية بحثا عن قوت يومه.العرب نجوى درديري [نُشر في 2017/12/28، العدد: 10854، ص(24)]فرد من العائلة القاهرة – لم يمنع خطر الاقتراب من الأفاعي الشاب المصري محمد عطية، من مواصلة الرقص مع الثعابين، والبحث عنها بين الجحور في رحلة لا يعلم هل سيعود منها حيا أم لا. واختار الشاب الأربعيني مهنة اصطياد الثعابين ليس بغرض قتلها وإماطة الأذى عن الأخرى، لكن حبا في جمع وتربية تلك الزواحف السامة، وبات يتعامل معها كالحيوانات الأليفة، ويقدم لها الطعام، بل ويأتمنها على مشاركة أطفاله الصغار في فقرة راقصة أمام المارة بالشوارع بحثا عن قوت يومه. ويقف عطية وسط مجموعة من المارة، يحمل ثعبانا ضخما يتلوى بجسده الغضروفي حول رقبته تارة وحول ذراعه أخرى، لكن تلك الشجاعة المصطنعة التي تظهر على وجهه تخفي وراءها الحرص والقلق، وهو كذلك يظل على أهبة الاستعداد لأي مفاجأة، فيلقي له أحد المتابعين ببضعة جنيهات، تعبيرا عن إعجابه أو لمساعدة هذا الشاب الذي يعرض نفسه للمخاطر. وتسبق تلك الرقصة حكايات مشوقة عن كيفية اصطياد الثعبان من الحقول والترع أو المصارف المائية، إلى أن يصبح واحدا من أفراد الأسرة، وربما تجده ملتفا بجوارهم على الأريكة وهم يشاهدون التلفاز. ويروى عطية التفاصيل قائلا لـ”العرب” إنه يرتدي الملابس الثقيلة لاتقاء لدغات الثعابين، ويصل الأمر إلى ارتداء خمسة بنطلونات، الأخير منها لا بد أن تكون خامته من الجينز، كما يحمي يديه حتى المرفقين بقفاز من الجلد المبطن بالقماش الثقيل، ويرتدي أيضا سترة من الجلد الثقيل. أما سبب الحرص على اتباع هذه الاحتياطات ليس لمجرد أنه يمسك الثعابين بيديه، بل بمجرد رؤيته للغنيمة يلقي بجسده عليها، وهنا يتبدل الوضع لأن الثعبان السام هو الذي يصبح الفريسة للرجل، لذلك فإن شعوره بنشوة الانتصار يدفعه للإمساك بذيل الثعبان ويطير به في الهواء بمشهد استعراضي لا يخلو من التباهي. ومنحت هذه الشجاعة الشاب المصري لقب “تايسون”، أسوة بالملاكم الأميركي الشهير مايك تايسون، وهو أيضا قريب الشبه منه ببشرته السمراء وبنيانه القوي. وقضى عطية عشرة أعوام كاملة بين الثعابين، وبدأت حكاية العشق بسؤال وحيد طرحه على نفسه، حينما كان يرى والده يلتقط الثعبان ويقتله بحجر حتى لا يؤذي أحد، وتساءل حينها لماذا نقتل هذه الثعابين؟ ودفع عطية الذي يعيش في إحدى قرى محافظة الدقهلية بدلتا مصر، ثمنا مؤلما للإجابة عن هذا السؤال، وقال إنه تعرض لـ”لدغات الثعابين والأفاعي، وعرف أن النوع الوحيد السام والقاتل هو ثعبان الكوبرا”. ويعلم تايسون الكثير عن حياة الثعابين، فهو ليس خريج أحد الكليات العلمية المتخصصة، لكن حالة الشغف التي سيطرت عليه قادته إلى مراقبة الثعابين، للتعرف على طريقة معيشتها والطعام الذي تتناوله، وكذلك وقت تزاوجها وخروجها من جحورها. وأهلته خبرته لإسداء النصيحة إلى أهل قريته إذا تعرض أحدهم للدغة ثعبان. ولم تقتصر هواياته على صيد الثعابين وجمعها، بل إنه يشترى الأنواع الناقصة من هواة جمع الثعابين.

مشاركة :