سنة واحدة من التمويل الخرافي في حضن الثورة كانت كفيلة بتغيير الخرائط كلها. كما أن هناك اطمئنانا يكاد يكون مطلقا لدى المتعاونين مع مشاريع التدمير إلى أن ليس هناك عقاب في انتظارهم. اما التاريخ فإنه سيكون مجرد وجهات نظر. اليوم وبعد أن تم القضاء على المجموعات الإرهابية ومحاصرتها في أماكن بعينها في سوريا تبدو المعارضة الممولة في أسوأ أحوالها. فهي مضطرة من أجل أن يستمر الاعتراف بها إلى التفاوض مع جهات معارضة أخرى لم تنعم برخاء أن يكون أفرادها سفراء مثلا. لم يعد استعمالها واجهة نافعا. فهي في حقيقة حجمها التمثيلي لم تعد واجهة، إذا افترضنا أن حجمها كان يوما ما يؤهلها لكي تكون كذلك وهو أمر مشكوك فيه. أسوأ ما قامت به المعارضة السورية الممولًة أنها لم تكتف بالمتاجرة بمعارضتها وهو ما يمكن أن يغض النظر عنه بل عرضت الثورة السورية في مزاد علني. سيُقال إن ذلك حدث بالصدفة. وهو أمر يمكن أن نصدقه لولا أن المعارضين أنفسهم ما زالوا يتقدمون الصفوف باعتبارهم حملة لسر الثورة وسدنتها الحريصين على مبادئها. اليوم صار واضحا أن المعارضة الممولة منها وغير الممولة لا تشكل رقما صعبا في المعادلة السورية. غير أن وجودها لا يزال ضروريا من أجل أن تصل القوى الكبرى إلى حل سياسي لإنهاء الصراع. أما أن تكون هناك معارضة أو لا تكون. ذلك هو السؤال المصيري الذي لا يزال المعارضون السوريون الممولون يتحاشون مواجهته. غير انهم ولأسباب خارجة عن ارادتهم لن يتمكنوا من الارتقاء إلى مستوى الاعتراف بالفشل. لقد فضل البعض الانزواء جانبا والتزام الصمت. يوما ما سيُحسب ذلك الصمت لذلك البعض لا عليه. فاروق يوسف
مشاركة :