إميل أمين يكتب: ما بين الخلية البحرينية والأطماع الإيرانية

  • 8/25/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مرة جديدة تكشف الأحداث عن النوايا الإيرانية لبقىة دول وشعوب منطقة الخليج العربي، والتوجهات الشريرة التي تضمرها الجمهورية الإيرانية للدول المجاورة، ذلك أن ما يقال اليوم همسا في المخادع ينادى به غدا ولا شك من على  السطوح كما يقال. كشفت مملكة البحرين منذ ساعات قليلة عن تنظيم إرهابي جديد كان يعد العدة لارتكاب جرائم جديدة تخل بالأمن والاستقرار في المملكة الهادئة التي تريد أن تحيا في هدوء وسلام متصالحة مع ذاتها ومع جيرانها لكن هذا ما ترفضه ايران في الحال او الاستقبال. الخلية التي أعلن عنها خزنت اسلحة وذخائر ومتفجرات بغرض واحد وهو القيام باعمال انتحارية ، تتسق وفكر تصدير الثورة الايرانية الى باقي دول المنطقة، وهي عقيدة يؤمن بها الايرانيون امس واليوم وغدا ، كما ان المتهم الرئيس في هذه الخلية التي تنتمي الى ما يعرف بـ “سرايا الاشتر” الذراع الإرهابية لتيار “الوفاء الاسلامي” البحريني ، هارب إلى إيران. الإعلان البحريني الأخير يضعنا في واقع الحال أمام عدة تساؤلات جذرية تحتاج إلى إجابات شافية وافية حول دور إيران في الفترة  القادمة ومآلات مشروعاتها التخريبية. مثير جدا شأن الإيرانيين ذلك أنهم في الوقت الذي تتناول فيه وسائل الإعلام أخبارا طيبة تتصل باحتمالات عودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض في العلن ها نحن نراها تقوم بإذكاء نيران الفتنة في مملكة تعتبر الاخت الشقيقة الصغرى للمملكة العربية السعودية ، وعلى صغرها فان لها قيمة استراتيجية هائلة ولذا بادرت قوات درع الجزيرة قبل بضعة اعوام لنجدتها ، عندما شعرت بتحركات ايرانية مريبة تجاهها. الازدواجية الإيرانية مكشوفة ومفضوحة، فهي تعطيك من طرف اللسان حلاوة وتروغ منك كالثعلب ، وهو الامر الذي تنبه له احد دهاقنة السياسة العالمية ونعني به وزير الخارجية الامريكية الاسبق هنري كيسنجر. الأيام القليلة الماضية وعبر أحد المواقع الاخبارية البريطاني كان الرجل يحذر مما سماه “إمبراطورية ايران الراديكالية”، أي تلك التي تنشر الخراب والدمار في جوارها، عبر اذرعتها المختلفة سواء كانت ميليشيات او حشد شعبي او حرس ثوري او غير ذلك من الاسماء سيئة السمعة والتي لعبت ادوارا متباينة الايام الماضية. يحذر كيسنجر بنوع خاص من قيام طهران باستغلال ذريعة مقاومة داعش في العراق لتمكينها من اركان الدولة العراقية في المستقبل ، وهو الامر ذاته الذي تقوم به في لبنان، وسوريا بنوع خاص، اذ لم تكن مساهمتها في التصدي للدواعش في المعركة السورية مجانا وبدون اكلاف مستقبلية ، فكل شيئ مقدر له ثمن ومدفوع مقدما ومؤجلا بشكل او باخر. اما عن الذي تقوم به ايران في اليمن ومحاولاتها الدؤوبة وان شرا التمكين لجماعة الحوثي الموالية ايديولوجيا  ودوجمائيا لها ن فهو امر تتحدث به الركبان ، وهي في هذا الاطار بنوع خاص توجه سهامها المسمومة جهة المملكة العربية السعودية  بنوع خاص ، والشاهد على ذلك الصواريخ الباليستية التي تطلق من حين لاخر على المدن السعودية ، عطفا على  تهريب الاسلحة عبر البحر الاحمر ، واحلام ايران في السيطرة على ممر باب المندب الاستراتيجي من خلال اذرعها اليمينية. يعن للمرء ان يتساءل هل ارتكبت الولايات المتحدة الامريكية بل والمجتمع الدولي خطا بعينه ادى الى تعاظم الشرور الايرانية؟ الشاهد انه يمكن ان يكون ذلك كذلك بالفعل ، سيما وان الاتفاق النووي سيئ السمعة الاخير ، والذي اعتبره الرئيس الامريكي دونالد ترامب اسوا اتفاق تم توقيعه في تاريخ البلاد ، قد اعطى لايران مسارب وليس مسربا واحدا من الامل في ان تباشر بقية مشروعاتها للهيمنة والسيطرة على المنطقة الخليجية ، عطفا على  انه وفر لها فائض عبارة عن مليارات من الدولارات تستغلها اسوا استغلال . تدرك المؤسسة العسكرية الامريكية وجنرالاتها ومحلليها الثقات ان ايران هي الراعي الاكبر للارهاب في المنطقة وهذا ما يقول به مدير الاستخبارات المركزية الامريكية الحالي ” مايك بومبيو “، فايران لا تقف اشكالياتها امام تطوير برنامجها النووي  فقط ، بل تدير مشروعا كبيرا ؤثر لخلق صواريخ باليستية بعيدة المدى تؤثر ولاشك على التوازنات الاستراتيجية في المنطقة . ايران ايضا تسعى جاهدة للسيطرة على مياه الخليج العربي وهناك الكثير جدا من شكاوى البحرية الامريكية في هذا الاطار ، ناهيك ايضا عن وجود شكوك جذرية لدى اجهزة  الاستخبارات العالمية عن كون ايران تدير برامج الكترونية من شانها اصابة جيرانها بفيروسات الكترونية قاتلة يمكن ان تتسبب في وقف مسيرة الحياة اليومية واحداث اكبر قدر من الخسائر بكافة مؤسسات الحياة هناك . لماذا تزيد ايران من ضغوطاتها  وتكثر من اعمالها الارهابية في الاونة الاخيرة ودع عنك اي خطط لتسويف الوقت او التقية المشهورة من اجل كسب مزيد من النفوذ على الارض ؟ المقطوع به ان ايران تدرك تمام الادراك ان هناك حالة من حالات الاضطراب في الداخل الامريكي وان ادارة ترامب لا تحكم الخناق على بقية اركان الدولة فالكونجرس يعمل في ناحية والخارجية في ناحية ثانية ، فيما مجمع الاستخبارات والمجمع الصناعي يعزف الحانا ثالثة تتفق وتتسق مع استراتيجياته ما ظهر منها على سطح الارض ، وما بطن تحتها . في ظل هذا المناخ يبقى الوصول الى قرار حاسم تجاه ايران ومشروعها النووي وبقية اطماعها  الامبراطورية غير واضح المعالم ، وفي مقابل العقوبات الاخيرة تهدد بالانسحاب من الاتفاقية النووية والعودة الى  برنامجها النووي الذي يهدف  بدون مناورة او مداورة لامتلاك السلاح النووي . بل ان ايران ترى في الازمات الخارجية الامريكية لا سيما الازمة مع كوريا الشمالية  ظرفا يولد منافع كبرى لها ، ومعيارا لقياس توجهات الاحداث سيما اذا نجح بيونغ يانغ في اخضاع واشنطن لرغباتها  النووية والصاروخية قسرا . المعضلة الايرانية في واقع الامر ابكر كثيرا جدا من مجرد الخلايا  الارهابية في البحرين او ارتباطها مع قطر التي تعلن اليوم عن توثيق التعاون الاستخباراتي مع طهران ، في مكايدة سياسية لا تخطئها العين لبقية اعضاء دول مجلس التعاون الخليجي … المعضلة في دولة تطاردها اوهام تاريخية وكانها تريد ان تعيد عجلة الزمن الى الوراء وهو ما لايحدث ابدا . السؤال قبل الانصراف كيف للعالم العربي ان يقوم مقام الجد في مواجهة الاطماع الايرانية ؟ الحقيقة التي لا مراء فيها هي ان المشهد يقتضي تحركا سريعا واسعا ومدروسا، وعبر رؤى استشرافية تمضي قدما، رؤى من طروحات الذات لا من المراهنات على الاخرين فطرح القضايا المصيرية كما نقول على الدوام ينبغي ان تقوم به الذات الواعية الخلاقة ولا حلول ترجى من الآخرين. المشهد الإيراني وكارثيته أمر يرشح عنه يوما تلو الآخر مزيدا من القلاقل والاضطرابات، ويحتاج إلى خلايا إدارة الأزمات لمتابعته ومجابهته، إنه تحدٍ عصراني خطير  وقاتل إن لم يتم التنبه له في الحال والاستقبال بأسرع شكل وأدق امكانيات، من قال إن الماضي الفارسي وأحقاده تجاه العالم العربي قد مات؟.

مشاركة :