عمان/رهام علي/الأناضول يواجه الأردنيون بداية الشهر المقبل، ثنائية العيد والعودة إلى المدارس مما سيثقل كاهل المواطنين لا سيما محدودي الدخل، في ظل ارتفاع معدلات التضخم في البلاد. وارتفعت أسعار المستهلك (التضخم) في الأردن على أساس سنوي بنسبة 1.8 بالمائة في يوليو/ تموز الماضي، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، بينما صعد التضخم بنسبة 3.4 بالمائة منذ مطلع العام الجاري حتى نهاية يوليو/ تموز الفائت. وقال خبراء ومختصون، إن الأردنيون باتوا في مأزق خلال تلك الفترة، بسبب صعودبة تدبير مصاريف شراء الأضاحي وباقي التزامات العيد، من ملابس وعيديات من جهة، وتغطية مستلزمات المدارس من جهة أخرى. وأضاف الخبراء والمختصون لــ "الأناضول"، أن الأردنيين يكافح الآن من أجل تقسيم راتب شهر أغسطس/ آب، بما يمكنهم من العبور إلى الشهر المقبل حتى نهايته دون الاضطرار إلى السلف (الاقتراض) وتحمل ديون إضافية. وارتفع إجمالي القروض الممنوحة للقطاع الخاص في الأردن (الأفراد والشركات) بنسبة 9 بالمائة، على أساس سنوي، خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي. وبحسب أحدث بيانات البنك المركزي الأردني، بلغ إجمالي قيمة القروض حتى نهاية يونيو/حزيران 21.42 مليار دينار (30.21 مليار دولار)، مقارنة مع 19.64 مليار دينار (27.7 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام الماضي. ** ترتيب أولويات وقال الخبير الاقتصادي قاسم الحموري، إن "تزايد المناسبات في آن واحد جعل الأردنيين يعيدون ترتيب أولوياتهم، وتوزيع احتياجاتهم للوفاء بكل منها بحسب أولويته، تجنبا لتحمل المزيد من الديون". وأضاف الحموري، في حديثه مع "الأناضول": "العديد من الأسر لم تعد الألبسة الجديدة أولوية في كل عيد، في وقت هم فيه ملزمون بتسديد أقساط المدارس، فيما باتت العديد من الأسر مضطرة لنقل أبناءها من المدارس الخاصة إلى الحكومية نظرا للارتفاع الكبير في رسوم الأولى خلال السنوات الماضية". ** شعائر دينية من جانبه قال القصاب ومربي المواشي عمر أبومحفوظ، "مع قرب قدوم عيد الأضحى، فإن شريحة كبيرة من الأردنيين ورغم كل التزاماتهم لا يستغنون عن شراء الأضاحي مهما كانت أسعارها، باعتبارها أحد أهم الشعائر الدينية التي ينتظرونها من عام لآخر". و"الأضحية"، هي إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله بتقديم ذبح من الأنعام وذلك من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق، وهي من الشعائر المشروعة والمجمع عليها. وأضاف أبو محفوظ في حديثه مع "الأناضول" أن "أسعار الأضاحي لهذا العام في الأردن قريبة جدا من مستوياتها للعام الماضي، أو حتى أقل منها إذا ما تعلق الأمر بالخراف البلدية". وبين أبو محفوظ إن أسعار الأضاحي البلدية تتراوح للموسم الحالي ما بين 180 دينار (253.8 دولار) إلى 250 دينار (352.6 دولارا) في حدها الأعلى. وأرجع سبب استقرارها، إلى منافستها من قبل الخراف الرومانية، التي حددت الحكومة الأردنية من استيرادها بهدف حماية الماشية البلدية. وقال إن هذه الأسعار ممكنة لعدد كبير سواء من المواطنين أو المقيمين في الأردن معتبرا ان العديد يرون أن الأضحية، أهم بكثير من أمور أخرى يمكن تأجيلها في هذه الفترة". ** موسم المدارس من جهته، قال نقيب تجار الألبسة أسعد القواسمي، إن "الأسواق في الأردن تأثرت بشكل كبير بتقارب موسم المدارس، إضافة إلى التزامات الأضاحي، ما جعل الأسر الأردنية تحدد أولوياتها خلال هذه الفترة". وأضاف القواسمي، في حديثه مع "الأناضول"، أن "أولى هذه الأولويات كانت أقساط المدارس ومستلزماتها من زي إلى كتب وقرطاسية، ثم جاءت مخصصات الأضاحي ثانيا في موازناتهم لهذه الفترة لتحل ألبسة العيد بعد ذلك كله". وقال القواسمي “إن الإقبال على شراء ألبسة جديدة للعيد تراجع بشكل ملموس في الأسواق مقارنة بمستواه قبل 4 إلى 5 سنوات حين كانت المناسبات السابقة متباعدة عن بعضها مقدرا ان التراجع في حركة الشراء لا يقل عن 60 بالمائة ما بين الفترتين". وأشار إلى أن المراكز التجارية الكبرى ومحال العلامات التجارية، تشهد أيضا تراجعات واضحة في حجم مبيعاتها، لأنها لم تعد مقصدا للمغتربين والسياح بسبب ارتفاع اسعار بضائعها، ما دفع هذه المحال إلى اعلان تخفيضات وصلت إلى 70 بالمائة." الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :