مصاريف البنات.. تثقل كاهل الأسرة!

  • 3/31/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مع تغير أنماط الحياة الاجتماعية في المجتمع السعودي، تضاعفت مصاريف البيت السعودي بصورة لافتة خلال السنوات الأخيرة، وفُتحت أبواب مشرعة للأنفاق لم تكن موجودة في الماضي إلا في أطر ومستويات معيشية محدودة، ورغم اهتمام بعض البيوت في التوجه نحو الترشيد وحتى الادخار، إلا أن المصاريف باتت تتنامى وتتكاثر يوما بعد يوم مع ارتفاع أعداد افراد الأسرة، وأصبحت السيطرة على ميزانية الأسرة الشهرية أمرا ليس باليسير. ومع تنوع أسباب زيادة مصروف الأسرة، إلا أنه وفي كثير من الأحيان يوجه أصبع الاتهام للفتاة على أنها أحد أهم أسباب زيادة نفقات الأسرة، نظرا لمتطلبات الفتاة المختلفة واعتمادها المباشر في كثير من الأحيان على والديها لتغطية احتياجاتها في ظل تطور نمط الحياة الاجتماعي واختلاف إيقاعه عما كان عليه في الماضي. "الرياض" تطرح هذا القضية التي تشكل وجعا دائما داخل البيت السعودي وحتى الخليجي والعربي بشكل ملحوظ، خاصةً الفتيات اللواتي مازلن يأخذن مصروفهن الشهري أو اليومي من أولياء أمورهن فالتقت بدورها بمجموعة من الأمهات والفتيات والمختصات واستطلعت آراءهن في مصروف الفتيات الذي تضاعف عشرات المرات خلال السنوات الاخيرة، فكانت اجباتهن الواضحة والصريحة في هذا التحقيق. نمط حياتي مختلف بداية تقول السيده لطيفة المعدي -موظفه متقاعدة-: لاشك أن مصروف البنات تضاعف كثيرا عن الماضي، فالفتاة الصغيرة التي كانت تأخذ مصروفا لا يتجاوز العشرة ريالات في الأسبوع قبل عقود باتت تأخذ ما لايقل عن الف ريال شهريا، فهي فتاه الآن تحتاج لمصاريف شخصية، وتحاول دائما أن تكون في مستوى صديقاتها وزميلاتها في اللبس وغير ذلك من الاشياء ذات الخصوصية عند البنات، فكان الله في عون الأباء والأمهات، وتضيف لا يمكن أن ننسى المصاريف الإضافية التي يضاف الى مبلغ الألف ريال فقيمة فاتورة هاتفها، ومتطلباتها الحياتية والشخصية الاخرى كل هذا من يدفعه هم الاهل. احتياجات باهظة الثمن وتقول السيدة لولوة السعد- معلمة وربة منزل-: الحمد لله ان أحوالنا بخير فأنا معلمة وزوجي موظف، ولدينا ولله الحمد فتاتان واحدة في المرحلة المتوسطة، والكبرى تدرس في المرحلة الجامعية، ومصاريفهما أكثر من مصاريف شقيقهما، لان احتياجات البنات مختلفة، وفي السنوات الأخيرة، زادت مصاريف هواتفهما بصورة كبيرة مع تحول الهواتف من عادية الى ذكية، وبدلا من كون مصاريف هواتفهما لا تتعدى في المتوسط ال180 ريالا وصلت الآن الى 350 ريالا، ولا ننسى الملابس والفساتين والعبايات، والفتيات بطبعهن يعجبهن ملاحقة صيحات الموضة، وهذا بلا شك مكلف ويزيد من أعباء الأسرة، كل البيوت تعاني من الصرف غير المعقول، ومهما حاولنا الترشيد إلا أن الصرف بات مثل أحجار الدومينو يتساقط علينا بصورة مستمرة ولا نستطيع مقاومته، ولا نحب بصراحة أن تبدو بناتنا أقل من غيرهن، فنحن في مجتمع متقارب وكل بيت يعرف الثاني، وبالتالي اهتمامنا بالمظاهر وعلى الاخص البنات ومحاكاتهن للفتيات الأخريات في الكلية أو حتى في المناسبات الاجتماعية وما أكثرها تستحوذ على نصيب الاسد من مصروفات الاسرة". معاناة حقيقية أما وطفا العنزي- معلمة- فتقول: كان الله في عون كل فتاه ليس لها دخل ثابت كالطالبة أو التي لا عمل لها فهي تعتمد اعتمادا كليا على والدها فتصوري عندما يكون الأب لديه مجموعة من الأبناء والبنات وهو موظف محدود الدخل فلا شك ان معاناته كبيرة مع تنامي مصاريف بيته وأسرته عاما بعد عام. والجميع يعاني من ظاهرة مصاريف البنات التي تضاعفت بصورة عجيبة في السنوات الاخيرة، وكل فتاه تحاول ومن حقها أن تكون في مستوى طيب بين زميلاتها أو قريباتها لذلك أشعر بإحساس الفتاة وحرجها وهي تطلب مبلغا إضافيا لمصروفها الشهري من والدها خاصة وهي تعرف ظروفه، لكنها أحيانا تطلبه بطريقة غير مباشرة من خلال والدتها". نهم الشراء "الرياض" أيضا التقت بمحور القضية الأساسي وهن الفتيات أنفسهن، اللواتي تجاوزن سن المراهقة، اذ تقول مها العبدي -طالبة جامعية-: تضاعفت مصروفاتنا في السنوات الاخيرة بصورة غريبة، والسبب في اعتقادي انتشار الأسواق والمجمعات وما تزخر به من مختلف البضائع التي تغري بالشراء، إضافة الى ما ينشر من صور عن المأكولات والمنتجات في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الأخص " انستغرام" أو ما يصل ضمن برشور من تحت الباب، كل هذا ساهم في زيادة نهم المستهلك ورغبته في الشراء والصرف حتى بدون وعي، ولا ننسى أننا صرنا نصرف على الهاتف والانترنت الكثير، ومن هنا تضاعفت مصروفاتنا ليس في بلادنا وإنما في مختلف دول العالم. مجاملات اجتماعية من جانبها تقول أنيسه الوهب - طالبة -: قبل أن ينتهي الشهر أكون قد صرفت كل ما توفر لدي من مصروف من الوالد، ولولا الوالدة وما تمدني به من تمويل لوقعت في إشكاليات كبيرة، نحن البنات لنا مصاريفنا الكثيرة كمصاريف شخصية، ومصاريف ملابسنا، ومتابعة كل جديد ومشاركة الأخريات في المناسبات أو حتى تبادل الهدايا، ولا ننسى أن المجاملات وحتى والبهرجة الخداعة تأخذ منا الكثير، لذلك أنصح كل فتاة أن تحاول الترشيد قدر المستطاع حتى تلائم مصروفاتها مع المصروف الذي يمنحها إياه والدها، أقول ذلك وأنا شخصيا اتجاوز الحدود في الصرف فعندما تدعوني صديقة أو قريبة لتناول القهوه وما يقدم معها من حلويات او كيك في محل شهير في احد المجمعات التجارية فبالطبع اذهب وهذا بلاشك يزيد المصروف ففي الماضي لم يكن هناك محلات راقية تقدم كل شهي ولذيذ من المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة والعصائر الطازجة، وكل هذا يحتاج إلى مال. إيقاع معاصر سولاف الشمري- طالبة- تقول: أعتقد أن تضاعف مصروفات البنات في السنوات الأخيرة بصورة عجيبة، ولكن الفتيات لسن مسؤولات عن ذلك، لإنه ايقاع الحياة المعاصرة وما فيها من مغريات تدفع بالجميع ليس الفتيات فحسب وإنما حتى الشباب، فيكفي فقط أن نشير إلى مصاريف الهواتف الذكية وفواتيرها والانترنت والتردد على الاسواق والمولات والشراء حتى بدون وعي، لقد وقعنا ضحية الدعايات التي اقتحمت بيوتنا من خلال إعلانات الفضائيات وحتى البروشورات التي تحمل صورا ملونة وجذابة للعديد من المنتجات والمأكولات والمشروبات وحتى الاجهزة ومختلف التقنيات، كل هذا وذاك جعلنا نقع تحت رحمة تلك الإعلانات ومن ثم الشراء وهكذا تسرب مصروفنا المحدود لأشياء غير محدودة ومغرية. صعوبة الترشيد من جهتها قالت صباح الملحم -اخصائية اجتماعية-: المصروفات تضاعفت بشكل عام ليس مصروفا البنات فحسب وأنما مصروف كافة أفراد الأسرة، فالبيت السعودي والخليجي يعاني من ذلك فواقع الحياة المعاصرة وما فيها من تطور وتقدم جعل الجميع يخضع لسيطرة هذه الحياة المعاصرة بصورة فيها الكثير من الاستسلام وعدم القدرة على الترشيد والإدخار الحقيقي، وبالتالي الكثير منا يتحدث عن الترشيد والبعد عن البهرجة، ونجده يركب أفخر السيارات ويقضي اجازته في أغلى دول العالم وبات هذا الشخص قدوة، ومع هذا والحق يقال أعرف الكثير من الأسر تضع ميزانية وتجاوزها يعتبر خط احمر، أتصور أننا لوفعلنا ذلك فسوف نساهم في عملية الترشيد.

مشاركة :