البوليساريو مازالت مصدومة بعودة المغرب للاتحاد الأفريقيشن رئيس جبهة البوليساريو إبراهيم غالي هجوما على حلفاء الرباط، منددا بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي قبل إجباره على مراجعة حدوده.العرب محمد بن امحمد العلوي [نُشر في 2017/08/25، العدد: 10733، ص(4)]لا للمساس بوحدة المغرب الرباط - لم تتجاوز جبهة البوليساريو بعد صدمة عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي دون تطبيق شروطها وشروط الدول الداعمة لها. وقال رئيس الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي إن “المملكة المغربية تمارس انتهاكا صارخا للقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، وخاصة مبدأ الحدود الموروثة غداة الاستقلال، باحتلالها لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية”. وجاءت تصريحات غالي خلال ما يسمى بـ“الجامعة الصيفية ببومرداس” التي اختتمت الأربعاء 23 أغسطس الجاري. وقال نوفل بوعمري، الخبير في قضية الصحراء، إن تصريحات غالي تؤكد أنه لم يتجاوز صدمة عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي. وأوضح لـ“العرب” أن كلمة غالي تؤكد انزعاج البوليساريو من انضمام المغرب إلى الاتحاد الأفريقي وتجيب على كل من اعتبر أن هذه العودة اعتراف بـ“الجمهورية الصحراوية”. وبحسب البوعمري فإن البوليساريو كانت تنتظر إلزام المغرب بتعديل خارطته وحدوده قبل العودة إلى الاتحاد وهو ما يفسر تنديدها بقبول عودته بحدوده التي تدخل ضمنها الصحراء. وقال غالي إن “الصحراء الغربية والمملكة المغربية بلدان منفصلان، وقرار محكمة العدل الأوروبية في 26 ديسمبر 2016 جاء ليدعم ترسانة من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وغيرها، والتي تنفي بشكل قاطع أي سيادة مغربية على الأراضي الصحراوية”.طبيعة النزاع الإقليمي تحتم أن يكون الحوار بين المغرب والجزائر لا مع البوليساريو التي لا تتحكم في قراراتها وقال بوعمري إن كلام غالي مجرد تأويل وقراءة سياسية تقدمها الجبهة، وأكد أن الحكم الاستئنافي رفض الدعوى لأن الجبهة لا صفة قانونية لها، مشيرا إلى أن غالي يحاول القفز على منطوق الحكم الاستئنافي. وألح غالي في كلمته على ما أسماه بـ“التطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير، خاصة في ما يتعلق باستئناف مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية”. وحسب بوعمري فإن هذا الطلب ليس له أي معنى في ظل إقرار الأمم المتحدة بالطبيعة الإقليمية للنزاع المفتعل حول الصحراء، وفي ظل عدم استقلالية الجبهة وتبعيتها المطلقة للنظام الجزائري وعدم قدرتها على اتخاذ القرار بشكل مستقل. وتابع “إذا كان هناك من حوار فيجب أن يكون بين المغرب والطرف الرئيسي الذي هو الجزائر سواء كان مباشرا أو غير مباشر تحت إشراف الأمم المتحدة”. ولم يتوان رئيس بوليساريو عن التذكير بمسؤولية الدولة الإسبانية التي قال إنها ستبقى قائمة ما لم ينته النزاع بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال. واتهم غالي فرنسا بـ“اتخاذ موقف منحاز وداعم للأطروحة الاستعمارية المغربية على مدار عقود من الزمن”، مطالبا إياها باتخاذ موقف منسجم مع مكانة فرنسا كمهد للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومع مسؤوليتها، كعضو دائم في مجلس الأمن، عن تحقيق الأمن والعدالة والاستقرار واحترام الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني. واعتبر بوعمري هجوم إبراهيم غالي على حلفاء المغرب الدوليين خاصة منهم فرنسا، التي نالت نصيبها من الاتهامات، يعكس الدور الذي لعبته فرنسا داخل الأمم المتحدة، وحالة خوف من حلفاء المغرب خاصة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن ومواقفهم المساندة للمغرب و لأطروحة الحكم الذاتي. وقال متتبعون للشأن المغاربي إن إبراهيم غالي حاول استغلال هذه المناسبة السنوية كي يعطي الانطباع بأن بوليساريو تدافع عن حق أصيل في الاستقلال، متجاوزا ظروف إنشائها وطبيعة الدعم المقدم لها. وأكد هؤلاء أن غالي يعيش وهم الدولة بقوله إن “الدولة الصحراوية المستقلة حقيقة وطنية وجهوية ودولية لا رجعة فيها”. واعتبر بوعمري أن كلمة إبراهيم غالي احتوت على كم هائل من التمجيد للجزائر حيث شملت ست فقرات؛ أربعا منها خصصت لشكر النظام الجزائري والتأكيد على عنصر الطاعة والولاء لنظامها وعسكرها. وقال بوعمري إن الجامعة الصيفية لبومرداس نظمت بدعم مالي من سونطراك؛ الشركة الجزائرية التي تعيش حالة إفلاس بسبب نهب أموالها التي بدل أن تنفقها على الشعب الجزائري، تصرفها من أجل تمويل أنشطة عدائية تجاه المغرب.
مشاركة :