يوتيوب يحاصر حزب التحرير المنظر الأول لفكرة الخلافةيجد حزب التحرير الإسلامي نفسه في ورطة بعد إيقاف مصدر انتشاره الدعوي على يوتيوب.العرب [نُشر في 2017/08/25، العدد: 10733، ص(19)]لداعش وجوه متعددة واشنطن - أغلق موقع يوتيوب أربع قنوات رئيسية تابعة لما يسمى حزب التحرير الإسلامي تحوي الآلاف من التسجيلات في خطوة يتبعها الموقع، على غرار بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وتهدف للحد من نشر المحتوى المتطرف والحاث على الكراهية. وقال بيان للحزب نشره عبر موقعه على الإنترنت إن يوتيوب أغلق في الـ20 من يوليو قناة المكتب الإعلامي للحزب بفلسطين، وفي الـ10 من أغسطس تم إغلاق قناة المكتب الإعلامي للحزب في سوريا، وفي الـ12 من نفس الشهر تم إغلاق قناة منبر الأمة، كما تم في الـ16 من أغسطس إغلاق موقع إعلاميات حزب التحرير، وهي أقدم قناة للمكتب الإعلامي المركزي، وعليها كل تسجيلات المكتب المركزي. ورغم أنّ عودة الحديث عن “الخلافة” ارتبطت في السنوات الأخيرة بتنظيم داعش، غيرَ أنّه لم يكن سوى وافد على المضمار، إذ يعد حزب التحرير أقدمَ جهة تنادي بعودة “الخلافة الإسلامية”، وهذا هو هدفه الأوحد. وكان الحزب صاحب الانتشار الدعوي الكبير على الإنترنت، ورافع “راية العقاب”، وأوّل من بشّر بأنّ “المُناخ يبدو مناسبا لإعلان الخلافة” قبل أن يسبقه تنظيم داعش بإعلانها. ويقول خبراء إن المجموعات الجهادية كتنظيم القاعدة وتنظيم داعش لم تقم على فراغ بل استندت إلى مبادئه. ويجمع الكثير من المتابعين على أن خطابات حزب التحرير المتطرفة على الشبكات الاجتماعية كانت سببا مباشرا في انخراط الكثير من الشباب في تنظيمات إرهابية. ويعود إليه الفضل الأبرز في تهيئة “الحاضنات الشعبيّة” لها التي تشمل “سوقا” من الشباب المسلمين يفوق عددهم 500 مليون فرد. وسبق أن أكد الحزب الذي يصف نفسه بأنه “سياسي مبدؤه الإسلام” أنه يستفيد من مواقع التواصل الإلكتروني وشبكة الإنترنت “لنشر دعوة الإسلام الصافية النقية”، ما “يبدو أن هذا النشاط أصبح يقض مضاجع الغرب وأتباعه وعملاءه!”. وينشط الحزب في عدد من الدول لكنه محظور في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وهناك خطوات لحله في بعض الدول الأفريقية منها تونس التي قررت تجميد نشاطه في يونيو الماضي. واستنكر الحزب في البيان حظر نشاطه على يوتيوب متهما الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة بـ”قمع حرية التعبير” و”عدم احترام الديمقراطية”، واللجوء لـ”الدكتاتورية” لإسكاتهم ومنعهم من “استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة”. يوتيوب كشف عن إزالته المحتوى الديني المثير للجدل مشيرا إلى أنه أضاف المزيد من التحسينات لأدوات محاربة المحتويات الإرهابية والمتطرفة التي تنتهك سياسته وكان يوتيوب كشف عن إزالته المحتوى الديني المثير للجدل، وإزالة الإعلانات منه، مشيرا إلى أنه أضاف المزيد من التحسينات لأدوات محاربة المحتويات الإرهابية والمتطرفة التي تنتهك سياسته. ويستخدم المسؤولون عن يوتيوب مساعدا آليا ذاتي التعلم لمراقبة هذه المقاطع عند نشرها. وأعلن موقع يوتيوب أن نظام المساعد الآلي نجح في إزالة المقاطع التي تبث الإرهاب بسرعة. وأوضح أن لهذه التقنية دقة وسرعة كافيتين لإزالة 75 بالمئة من الفيديوهات الإرهابية والمحتويات المتطرفة قبل أن يقوم أي شخص بالإبلاغ عنها. وقال يوتيوب إنه في العديد من الحالات تفوقت خوارزميات الذكاء الاصطناعي عند الإبلاغ عن مقاطع الفيديو الإرهابية مقارنة بالموظفين البشر، خاصة وأن مراقبة ومنع انتشار الفيديوهات التي تحتوي على فيديوهات ومحتويات إرهابية ومتطرفة يعتبران تحديا كبيرا للعامل البشري. وترفع حوالي 400 ساعة فيديو كل دقيقة على يوتيوب. وتعرض يوتيوب خلال الفترة الماضية للعديد من الانتقادات من عدد من الشركات الكبرى التي اتهمته بأنه يتساهل مع المحتويات الإرهابية والعنيفة ويبقيها، بل ويعرض الإعلانات عليها، الأمر الذي أجبر الشركة في النهاية على سحب الإعلانات وإيقاف ميزانياتها الضخمة ريثما تصلح غوغل، الشركة المالكة ليويتوب، الوضع، ومن المنتظر أن يتحسن الوضع بعد هذه السياسات الجديدة من يوتيوب. كما سيحيل يوتيوب الباحثين عن دعاية متطرفة عنيفة لما يسمى بتنظيم داعش إلى فيديوهات تدين الإرهاب. وأضاف يوتيوب أن الباحثين عن بعض المواد التي أنتجها التنظيم سيقدم لهم في المقابل فيديوهات “تكشف زيف أساطيره”. ومضى يوتيوب قائلا إنه يرغب في أن يساعد في منع الناس من اعتناق أفكار متطرفة. وتجد شركات وادي السيليكون، عموما، نفسها بين المطرقة والسندان، فهي بحاجة لتحسين صورتها وإظهار أنها لا تسمح للمتشددين باستخدام مواقعها للتواصل والإعداد لعملياتهم، ولكنها في الوقت ذاته تعاني لإيجاد آلية لمنعهم، فهي لا ترغب في تنفيذ ذلك عبر قوانين أو إجراءات متسرعة دون تفكير. ويأتي ذلك بعد سلسلة الهجومات التي شهدتها مدن أوروبية آخرها اعتداء برشلونة الذي تبناه تنظيم داعش. وكانت تحقيقات أثبتت أن بعض المهاجمين “تحولوا إلى التطرف بعد قراءة مواد منشورة على الشبكات الاجتماعية”، كما أنهم خططوا للاعتداءات عبر نفس المواقع. وفي جلسة لمجلس الأمن العام الماضي أكد ستيفين كراون نائب رئيس شركة “مايكروسوفت”، أن لا حل سحريا لمكافحة التطرف على الإنترنت. وفي مارس الماضي، أعلنت كبرى شركات التكنولوجيا أنها تنوي “توحيد الجهود” لحجب المحتوى الإلكتروني الذي يحض على الإرهاب. وقالت شركات فيسبوك وغوغل وتويتر ومايكروسوفت إنها سوف “تشجع على تطوير أكبر للأدوات التقنية لحذف المواد المحرضة على التطرف”.
مشاركة :