مشاري الخلف وحسين الفضلي | أتمت حملات الحج في البلاد إجراءاتها وتجهيزاتها للموسم الحالي، وفي الوقت الذي أقفلت فيه بعض الحملات أبوابها مع اكتمال حجاجها، لا يزال بعضها مستمراً في استقبال الراغبين في الحج. وبلغ مجموع حملات الحج المعتمدة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لموسم حج 1438 الهجري 44 حملة، ولكل حملة عدد معين من الحجاج وفقاً لإمكاناتها وخدماتها، ويتم تسجيل الحجاج بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في البلاد، والسلطات السعودية. القبس جالت على عدد من مكاتب الحج، ورصدت استعداداتها وتجهيزاتها لموسم الحج، إضافة إلى أسعارها وخدماتها وبرامجها المقدمة للحجاج، كما استفسرت منها عن المشاكل والصعوبات التي تواجها. وأجمع ملاك ومسؤولو حملات على أن الخدمات التي تقدمها المكاتب الكويتية هي الأفضل على مستوى المنطقة ولها سمعة طيبة. واستعرضوا المشاكل التي تواجههم، ومنها «الرسوم التي تضاف باللحظات الأخيرة»، لافتين إلى أن «تكاليف ومصاريف الحج زادت على الحملات كثيراً في السنوات الأخيرة». وأشادوا بجهود وتعاون السلطات السعودية لخدمة ضيوف الرحمن. صاحب «حملة المنشد» عبدالرحمن المنشد أوضح أن الاستعدادات طيبة، ونحن مستعدون لموسم الحج منذ أكثر من شهرين، إذ قمنا بتجهيز الاحتياجات والمتطلبات اللازمة، كالسكن والأثاث وتراخيص السكن واعتمادات وزارة الحج السعودية والبعثة الكويتية، إضافة إلى تجهيز المخيمات في عرفة بأفضل التجهيزات التي تلبي احتياجات الحجاج، وتوفر لهم سبل الراحة. وأضاف: سجّلنا في الحملة نحو 108 حجاج، من ضمنهم كادران طبيان وصاحب الحملة والمرشد الديني، ومن بينهم أيضاً 5 حجاج «منخفض التكاليف»، وقد وافقنا على قبول الحجاج بالتكاليف المنخفضة، رغم أن الأمر اختياري من قبل الوزارة، وهناك حملات ربما لا تقبل ذلك. الأسعار المحددة وعن الأسعار المحددة، قال: أسعارنا هذا العام متفاوتة، ويتم تحديدها وفقاً للخدمات والتجهيزات والتسهيلات المقدمة لكل حاج يذهب مع الحملة لأداء مناسك الحج، حيث تبدأ من 1950 ديناراً إلى 3000 دينار، وللحاج اختيار السعر والخدمة اللذين يناسبانه، مؤكداً أن الحملة تدفع أموالاً كثيرة للسفر والسكن والمواصلات والمعيشة والرسوم، وتحدد أسعار الحج وفقاً لتلك الطلبات. وأشار إلى أن الحملة سترسل حجاجها عن طريق النقل الجوي عبر خطوط الطيران فقط، حيث ليس هناك أي نقل بري كالباصات أو ما شابه، مبينا أن الحملة مجهزة ببرامج دينية متنوعة للحجاج في المشاعر المقدسة، تشمل محاضرات دينية ومسابقات ثقافية وجوائز قيمة، إضافة إلى تقديم هدية الحاج، التي تصل قيمتها لـ 90 ديناراً. وأكد المنشد أن الحملة لديها عمارة كاملة لسكن حجاجها، ويكون سكنهم وفقا لاختيارهم، كغرفة منفردة، أو مزدوجة أو ثلاثية، ولها مخيم مجهز في مزدلفة، مؤكداً أن مواقع الحملة مزودة بجميع الاحتياجات المعيشية، كالحمامات والثلاجات والخزانات وأجهزة التكييف وغير ذلك الكثير. وأشاد بالجهود التي بذلتها وزارة الأوقاف ومكتب شؤون الحج خلال الفترة الأخيرة، لتسهيل معاملات واجراءات تسجيل الحجاج للعام الحالي، والتعاون والتنسيق مع القائمين والمسؤولين في الحملات بكل ما يخدم ويسهل على حجاج الكويت خلال الفترة الماضية. مشاكل وسلبيات وعن المشكلات والسلبيات التي واجهتها الحملة، قال المنشد: نعاني كثيراً من الرسوم التي تضاف أحيانا بأوقات متأخرة، نتيجة قرارات أو تعليمات جديدة، فتلك الرسوم تجعل حملتنا تواجه مشكلة في من يتحمل تبعية تلك الرسوم الاضافية التي لم تكن الحملة ولا الحجاج يعلمون بها مسبقا قبل تسجيلهم في موسم الحج. وبشأن الحجاج «البدون»، ذكر المنشد: علمنا بموافقة السلطات السعودية بالسماح لهم، وإلى الآن مازلنا ندرس ونتابع مع الجهات المعنية بالبلاد موضوعهم، ولم نسجل حتى الآن أي أحد منهم، حيث إن وزارة الأوقاف تريد أن يكون السعر مخفضا لهم، متسائلا: هل يعقل أن يكون الاهتمام بالأسعار فقط دون السؤال عن الخدمات التي ستقدم لهم، حيث بكل تأكيد أن الأسعار تحدد وفقا الخدمات المقدمة. أفضل الخدمات انتقلنا إلى حملة محمد جواد كاظم للحج والعمرة، والتقينا بمنسق الحملة محمد جواد، واستفسرنا منه عن موسم الحج للعام الحالي، وأسعار الحملات وخدماتها، إضافة إلى ابرز المشاكل التي تواجهها خلال استعداداتها الراهنة. وبين جواد: ان الخدمات التي تقدمها حملات الحج الكويتية هي أفضل الخدمات على مستوى العالم، مبينا أنه قد تتفاوت هذه الخدمات لكن بشكل عام ما تقدمه حملات الحج الكويتية يعتبر الأفضل. وأضاف: هناك من يدعي بأن الأسعار مرتفعة، ويتهم أصحاب الحملات ويصفهم بكلام غير لائق. فهذا في اعتقادي فيه جور كبير على رجال يتعبون أنفسهم في خدمة ضيوف الرحمن، مضيفا: نعم هناك ارتفاع في أسعار تذاكر الطيران والسكن والإعاشة، وهو ارتفاع أسعار مفروض على أصحاب الحملات يقابله عدد قليل من الحجاج. ودعا إلى تحري الدقة وعدم قذف أصحاب الحملات جوراً وبهتاناً، فهناك خدمات متميزة بالتأكيد لها سعرها، وهذا سبب تفاوت الأسعار. 2550 ديناراً وعن أسعار الحملة، قال: نحن نأخذ من كل حاج منذ وقت مغادرته معنا وحتى عودته سالما إلى أرض الوطن، 2550 ديناراً، ونقدم له كل ما يحتاج اليه من أكل وشرب وسكن وتنقلات، إضافة إلى حقيبتي سفر وإحرام وساعة يد وأكياس للجمرات والأحذية وسجادتين للصلاة وغيرها من مستلزمات الحج، كما أن السعر يشمل الذبيحة «الهدي». وعن المشاكل والصعوبات، أشار جواد إلى أن هناك عقبات، ولكن الله سخر لها رجالاً يذللونها لأنهم يعملون في مجال عمل فيه الصالحون، وهو خدمة ضيوف الرحمن، وأي خدمة هذه، ونحن كحملات حج لدينا اتحاد تم اختياره وهم رجال اكفاء ونعمل مع مكتب شؤون الحج الذي فيه أيضاً رجال اكفاء واعتقد ان تكاتف المثلث والاخلاص في العمل لخدمة ضيوف الرحمن ورفعة سمعة وطننا الحبيب سوف تذلل جميع العقبات. واشاد بجهود وزارة الحج السعودية، ومختلف القطاعات هناك، وقال: يداً بيد نقضي على تلك العقبات، وتستمر دورة الحج. وأوضح أنه في كل عام هناك مستجدات سواء من الحملات أو من مكتب شؤون الحج في وزارة الأوقاف، أو من وزارة الحج في المملكة العربية السعودية، كما أن استعدادات بعض الحملات يبدأ بعد نهاية كل موسم، ذاكرا أن الحملة هي من ضمن هذه الحملات فقد بدأت استعداداتها منذ أشهر في اختيار الفندق الأفضل وشركة الاعاشة الأفضل، وغيرها من الأمور الجيدة التي نستطيع من خلالها تقديم الأفضل لضيوف الرحمن. حلقات ومحاضرات وذهبنا إلى حملة يوسف الكندري للحج والعمرة، والتقينا بمدير تسجيلها في موقع منطقة الرميثية تامر العلي الذي اعتبر حملة الكندري من أكبر حملات الحج الكويتية، حيث تأسست قبل 35 عاما، وهي على دراية كاملة بشؤون الحج والإجراءات المتبعة، وقال: نحن مستعدون لموسم الحج للعام الحالي بالشكل المطلوب. وأضاف: فتحنا الباب لمن يرغب بالتسجيل في الحملة بوقت مبكر، سواء من الكويتيين أو الوافدين، مشيراً إلى بلوغ عدد حجاج الحملة الآن 900 حاج أغلبهم كويتيون، ومنهم نحو 100 حاج وافدون من جنسيات مختلفة. وأكد أن الحملة تقدم لحجاجها حلقات ومحاضرات وإرشادات خلال تواجدهم في المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، يقدمها عدد من المشايخ والدعاة، إضافة إلى استضافة نخبة من المشايخ في مكة المكرمة. وعن الأسعار، بين العلي أن بالحملة 3 برامج للحجاج هذا العام، ولكل برنامج أسعاره وخدماته وبرامجه، الأول برنامج التميز، وتبدأ أسعاره من 2750 للغرفة المزدوجة، و2450 للغرفة الثلاثية، و2350 للرباعية، مبينا أن الحاج بذلك البرنامج سيسافر على الدرجة السياحية، وسيسكن بمجمع سكني في حي النسيم في مكة المكرمة. وتابع: البرنامج الثاني يسمى النخبة، وأسعاره تكون بواقع 2850 للغرفة المزدوجة، و2600 للغرفة الثلاثية و2500 للرباعية، مبينا أن الحجاج بهذا البرنامج سيتمتعون بالإقامة الفندقية وستكون مخيماتهم في عرفة ملكية، وستوفر لهم باصات حديثة وإدارة متميزة بمكة المكرمة. وأفاد بأن برنامج الخدمات الخاصة أسعاره أغلى وخدماته أعلى، حيث يبلغ الحجز بالغرفة المفردة 8650 ديناراً، و7300 للمزدوجة و6200 للثلاثية، مشيراً إلى أن سفر الحاج سيكون بذلك البرنامج على طائرة خاصة، وجميع التنقلات ستكون عبر باص V.I.P، أما مخيم عرفة فتم إنشاؤه من الخيام الملكية، بينما مخيمات منى فستكون مزودة بكل وسائل الراحة، والكثير من الخصوصية. غياب الدعم شدّد محمد جواد على ضرورة وجود دعم حكومي مادي ومعنوي لحملات الحج لما تقوم به من دور كبير، حيث إن هذا الدعم يساعد على تقديم خدمات افضل ويقلل من رسوم الحاج. وأكد أن حملات الحج الكويتية دورها واضح وبارز على مستوى الخليج والعالم الاسلامي، وتتنافس في ما بينها لتقديم أفضل الخدمات، مستغربا عدم اهتمام الدولة بهذه الحملات، وقال: صحيح ان هناك رقابة من مكتب الحج وبعض الخدمات الصحية التي أرى أنها لا تتناسب والكويت، وأعتقد ان الأعضاء في الاتحاد يستطيعون أن يقدموا رؤية للحكومة إذا كانوا جادين في دعم الحملات. آراء متباينة استطلعت القبس خلال جولتها على الحملات، آراء عدد من المواطنين حول حملات الحج، واستمتعت الى آرائهم حول خدماتها وأسعارها وبرامجها التي أعلنت عنها خلال الأيام الماضية، والخاصة بموسم الحج للعام الحالي. وتباينت آراء المواطنين، ففي الوقت الذي اعتبر بعضهم ان الاسعار معقولة، وفي متناول الراغبين في الحج هذا العام، لا سيما مع تعدد الفئات والخدمات، وترك حرية الاختيار لكل حاج بان يحدد ما يناسب امكاناته المادية، رأى آخرون ان الاسعار مرتفعة، وان على الجهات المعنية ان تتدخل في مراقبة الاسعار والخدمات المقدمة من الحملات. السوار الإلكتروني أكد صاحب حملة المنشد أن الحملة ستؤكد على حجاجها بضرورة ارتداء السوار الالكتروني الذي طبقته سلطات الحج السعودية على الحجاج بالمشاعر المقدسة، بهدف سهولة التعرّف عليهم في حال حدوث أي طارئ، لا قدر الله. عزوف عن النقل البري تواصلت القبس هاتفيا مع كثير من الحملات، وكان أغلبيتها تعتمد في نقلها للحجاج جوّا، وتوقفها عن النقل البري، وقد تعدّدت أسباب العاملين بتلك الحملات عن الأسباب التي أدتهم الى ذلك، كأحوال الطقس، وبعد المسافة، وعزوف الكثيرين عن النقل بالباصات وغير ذلك الكثير. المغادرة والوصول وعن مواعيد وطريقة مغادرة حجاج الحملة، أوضح تامر العلي بأن الحملة سيغادر جميع حجاجها جوا وليس هناك نقل بري، وأن الحجاج المسجلين ببرنامجي التميز والنخبة سيغادرون في 5 و6 ذو الحجة، وسيعودون خلال يومي 13 و14 ذو الحجة، بينما سيغادر الحجاج المسجلون ببرنامج الخدمات الخاصة في يوم 8 ذو الحجة، ويعودون بعد أداء مناسك الحج في 13 ذو الحجة إلى أرض الوطن. وعن المشاكل والسلبيات، أكد العلي عدم وجود أي مشاكل تواجه الحملة، حيث إن إجراءات الحج وتسجيل الحجاج هذه السنة كانت ميسرة من خلال الإجراءات التي اتخذها مكتب شؤون الحج، مشيداً بالجهود التي بذلتها وزارة الأوقاف والتعاون والتنسيق المستمر مع القائمين على حملات الحج الكويتية على مدى الأسابيع الماضية. مكاتب و«شبرات» الحملات تعمل في مواقع متفرّقة، بعضها في مكاتب مستأجرة في مناطق عدة، تستقبل الحجاج وتتابع شؤونهم واستعداداتهم للمغادرة، واخرى في «شبرات» في ساحات ترابية في بعض المناطق السكنية.
مشاركة :