في كُلِّ سَنَة أكتُب عَن أَهمّية العِيد، ووجُوب الفَرَح فِيهِ، ومَن لَم يَستطع الفَرَح؛ فالوَاجِب عَليه أنْ يَتفَارَح، حتَّى يَتمَاشى مَع المَجموع، ويَنسجم مَع الجَمَاعَة، ويَتوافَق مَع المُجتمع..! مُنذ سَنوَات وأنَا أُكرِّر نَفس هَذه الوَصيّة، لأنَّني لَاحظتُ طَائفة غَير قَليلة مِن الأُدبَاء، والمُفكِّرين وكِبَار السّن، حِين يَأتي العيد، وتَسأله: كَيف أنتَ والعيد؟ فيَقول لَك بَعد أنْ يَتنفّس تَنفُّساً عَميقاً، ويَنفث الهوَاء المَشحون بالتَّشاؤم؛ في الفَضَاء الذي أمَامَه.. يَقول: "عِيد بأيّة حَال عُدت يَا عِيد"..؟! إنَّ هَذا الشَّطر مِن بَيت قَاله المُتنبِّي قَبل أَلف سَنَة، ومَازَال المُثقَّف التَّعيس يُعيده ويُكرّره، مُوهماً نَفسه أنَّه يَحمل جرَاحَات المُتنبِّي، وآلَامه، وعَذَابَاتَه..! إنَّ روح التَّشاؤم والإحبَاط والاكتِئاب، التي تُلازم المُثقَّف في كُلِّ عِيد، قَضيّة غَير مُبرّرة، وغَير مَقبولة، ولا يَليق بنَا أن نَستورد أحزَان المُتنبِّي في عِيده؛ لنَصبغ بهَا أعيَادنا، لأنَّ لكُلِّ عِيد حَالته، ونَحن نَعيش في أحسَن الحَالَات..! إنَّني أُحب شَاعرنا الكَبير "حسن صيرفي"، وأَحترم شِعره، وكُنت كُلَّما زُرته؛ قبَّلتُه بَين عَينيه، ولَكنَّني سأُخَالفه -رَحمه الله- في نَظرته للعِيد حِين قَال: يَا عِيدُ عُدْتَ كَسَائِرِ العَادَاتِ سُنَنُ الحَيَاةِ رَتِيبَةُ المِيقَاتِ قَدْ كُنْتُ أَفْرَحُ فِي الطُّفُولَةِ عِنْدَمَا تَأْتِي وَأَنْتَ اليَوْمَ مِنْ نَكَبَاتِي نَعم إنَّني أختَلف مَع العَم "حسن"، وسأَقول لَه: سَمعنا وعَصينَا، لأنَّ العيد حَالَة سَعادة لَا عَادة..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، افرَحوا بالعيد واستَمْتَعوا بِه، فالعُمر مَرَّة وَاحِدة، ومَن يَدري؛ هَل سنَعيش لنُدرك العِيد القَادِم أَم لَا؟ فالعِيد سَعادة، والفَرح بِه نَوعٌ مِن العبَادة، لذَلك قَررتُ أنْ أتزوَّج السَّعادَة..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :