وفد الحجيج من مشارق الأرض ومغاربها على بيت الله الحرام ملبين ومهللين ومكبرين يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً، والحج صورة مشرقة ومتكاملة ينظر المرء من خلالها إلى انماط من المساواة في كل شيء وان الناس عند الله هم سواسية كأسنان المشط. وفي يوم عرفة يفد الحجيج إلى صعيد عرفة الطاهر حيث يقفون في ذلك المكان الطيب من طلوع الشمس وحتى الغروب وهم يبتهلون ربهم ويدعون بالعفو والمغفرة والستر والسداد ولأهل هذه الديرة الطيبة سمات وصفات وسيرة في يوم عرفة فكل شيء في وقت زوال الشمس يسكن والأم تشير إلى اطفالها ان يلتزموا الهدوء والسكينة في ذلك الوقت تضامناً مع موقف الحجاج والاشتراك معهم في دعائهم. واذا بزخت شمس يوم العيد استقبلت الأم اطفالها وهم يرتدون الملابس الجديدة وقد اعدت لهم ريوق العيد المميز وأتى والدهم من المسجد فيحيوه ويعطيهم العيدية وهم مستبشرون حيث يذهبون الى ألعابهم التي اعتادوا عليها في مثل هذه المناسبة وهي منتشرة في البرايح والفرجان. اما الوالد يستقبل الأهل والاصدقاء والجيران في الديوانية. وكل يصافح بعضهم بعضاً مستبشرين بهذا اليوم المبارك. عزيزي القارئ عيد مبارك ممتلئ بالابتسامة المشرقة والقلب المطمئن الهادئ والمستقر والمفعم بالسكينة في رحاب دنيا تعج بالظلم والاستبداد والقهر والتشريد والتنكيل وجياع يتضورون جوعاً وأطفال ظمأى لا تصلهم جرعة من اللبن، فعسى ان تكون هذه المشاهد آيات نستلهم منها التفكير في نعمة الله وامل نتمناه على حجاج بيت الله الحرام. اذا وقفوا على صعيد عرفة او في المشعر الحرام ان يبتهلوا لجميع المحرومين والمظلومين بأن يفرج الله عنهم وان تكون هذه الديرة في رغدٍ وخير مستمرين. واذا ما نحروا الأضاحي ان يبتهلوا لنا ان ننحر كل حقد وحسد وضغينة فتندثر وتبعد عن رحاب هذه الديرة الطيبة. واذا ما رجموا الشيطان ان يدعو لنا بأن نرجم الفرقة والتباعد والتفرقة فتهوي الى مكان سحيق. امال كثيرة نطمح بأن يحققها الله لنا ونسأل الله الكريم ان يسلم جميع الحجيج ويعودون إلى أهليهم وذويهم وهم مكللون بالخير والسلامة وتحقيق الأمل وقبول الدعوات وأن يعيد هذا العيد المبارك على الجميع والكل يرفل بأثواب من الصحة والعافية والهناء. غنيت مكة أهلها الصيد والعيد يملأ اضلعي عيدا فرحوا فلألأ تحت كل سما بيت على بيت الهدى زيدا وعلا اسم رب العالمين علا بنيانه كالشهب ممدودا يا قارئ القرآن صل له أهلي هناك وطيب البيدا من راكع ويداه آنستا أن ليس يبقى الباب موصودا عساكم من عواده
مشاركة :