الحب كلمة رقراقة تفضي الى صاحبها كثيراً من الاستقرار، كلما زاد الانسان حباً للآخرين ازدادت أواصر الرحمة في ربوع المجتمع وحل الخير في أوساطه وانتشرت السعادة بين افراده. نحن اليوم في وقفة مع احبة لهم حقوق كثيرة على المجتمع كي يجعلهم فاعلين في بنائه وهم ذوو الاحتياجات الخاصة حيث احتفلت المنظمة الأممية في الثالث من الشهر الجاري باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يهدف الى زيادة الفهم لقضايا الاعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من اجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وزيادة الوعي في ادخال اشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ولا يكون ذلك الا بشحذ الهمم وتمحيص الفكر واعداد فكر تربوية واضحة المعالم بينة الاهداف تشمل نواحي متعددة من جوانب الشخصية لهؤلاء الاحبة وتعنى بالنواحي الاجتماعية والنفسية. جميل في هذا اليوم ان نذكر الجهود التي حققها احبتنا في المجالات الرياضية المختلفة ورفعوا علم الكويت خفاقاً في الاوساط الأممية ونشيدها الوطني يدوي في الآذان وتسمعه القلوب انهم اناس جديرون بالتحية والشد على ايديهم لمواصلة جهودهم من اجل امهم الكويت. عزيزي القارئ، ان مجال التربية الخاصة في هذه الديرة الحبيبة واسع الارجاء ومر بتطورات كثيرة منذ افتتاح معهد النور في الخمسينات من القرن الماضي وخطوات التطور تترى من عام الى عام حتى افتتحت مدارس التربية الخاصة وشكلت اللجان المختلفة للنهوض بذوي الاحتياجات الخاصة في المجالات النفسية والاجتماعية والثقافية وتوفير المستلزمات التي تعينهم على التحصيل ومواصلة التعليم والركب يسير حتى أصبحت مدارس التربية الخاصة من معالم هذه الديرة التربوية التي يشار إليها بالبنان، وما من مهتم في الشؤون التربوية والانسانية الا زار هذا الصرح الكبير ولكننا مع تطور الامم وكثرة المستلزمات الحديثة في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وكثرة الطرق التربوية التي تعينهم على اقتباس الحقيقة التي تتفق مع ميولهم واستعداداتهم ومواهبهم الا إننا لا نجد في وقتنا دراسات واضحة وخططا ناهضة وطرقا مستجدة تستخدم في مجال تنشئة وتأهيل وتربية وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة. تحية لجميع أبناء التربية الخاصة من نورها وأملها وتأهيلها ورجائها ووفائها وتربيتها وسلوكها التوحدي. ولا بد ان يزداد التفكير والاهتمام في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم وإيجاد التخصصات التي تتلاءم وقدراتهم وتتفق مع سوق العمل المحلية، ولا بد ان تكون هناك خطة واضحة لدمج هؤلاء الأبناء في المجتمع ولا يكونون حبيسي صفوف لا تطل من نافذة على أقرانهم من صفوف التعليم العام. ولابد ان تهتم وزارة التربية مع بزوغ تشكيل الحكومة الجديدة التي نأمل من الله العلي القدير ان تكون هي والبرلمان منظومة تعمل من اجل البناء والتربية. ونبارك للدكتور محمد الفارس وزير التربية ووزير التعليم العالي تقلده الوزارة ونأمل بأن يمد يد العون في مجال رعاية الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعمل الوزارة على الاهتمام بمناهجهم وبمعلميهم حتى يتوافر المنهج الذي يتلاءم وقدرات اصحاب الاعاقة والمعلم الذي يعمل على استنباط الحقائق وتذليل العقبات التي تعتري سبيل هؤلاء الاحبة. وعلى مجلس الامة ولجنة شؤون التعليم والثقافة والارشاد الجديدة ان تهتم بالنواحي التربوية المختلفة لذوي الاحتياجات الخاصة، ووزارة الشؤون جديرة ان تهتم بتنفيذ قانون المعاقين وان يعمل كل من له علاقة في وضع اللوائح الصارمة التي تعاقب المعاقين الاصحاء وكل من ساعدهم على التعوق من دون ان يشكروا الله على نعمة الصحة. يا بلادي وأنت قرة عيني طبت نفساً على الزمان وعيني ستفوزين رغم أنف الليالي عجل الدهر بالمنى أو تأنى
مشاركة :