بيروت: «الخليج» طوى لبنان صفحة إرهاب «داعش» في جرود الفاكهة ورأس بعلبك والقاع وسط فرحة وطنية عارمة، بعد ترحيل المسلحين وعائلاتهم إلى الداخل السوري على غرار ما حصل مع مسلحي جبهة «النصرة» من جرود عرسال منذ 3 أسابيع، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن يوم السبت الماضي وتضمن ترحيل المسلحين وعائلاتهم البالغين 1777،وتأمين خطّ انسحابهم عبر أحد معبرَي ميرا أو مرطبية إلى البوكمال في دير الزور السورية.فيما أعلن «حزب الله» الإرهابي عن مصرع 11 من مقاتليه وسبعة جنود سوريين في معركة القلمون ضد «داعش» قرب الحدود مع لبنان.وقامت حافلتان بنقل 70 سورياً من عائلات مسلحي «داعش» من مخيمات عرسال باتجاه وادي حميد للالتحاق بالمسلحين المنسحبين من لبنان باتجاه البوكمال، بعدما تجمعت الحافلات وعددها 17 عند معبر الشيخ علي في جرود القلمون، ودخلت 11 سيارة إسعاف للهلال الأحمر السوري من معبر الشيخ علي الروميات إلى المربع الذي ينتشر فيه مسلحو «داعش» في جرود القلمون الغربي لنقل 35 جريحاً في وقت قام المسلحون بحرق نقاطهم وآليّاتهم في أماكن انتشارهم.إلى ذلك لا تزال عمليّات البحث جارية لمعرفة مكان وجود جثة الجندي الشهيد عباس مدلج، الذي أعدمه «داعش» في أيلول/ سبتمبر من العام 2014، وقد ناشد والده علي مدلج في حديث تلفزيوني امس، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم عدم السماح بمغادرة عناصر «داعش» قبل استعادة جثمان ابنه، كي لا يكون مجبراً على القيام بأمر لا يريده.وفي هذا السياق تابع الرئيس عون أمس التطورات الميدانية التي تشهدها جرود رأس بعلبك والقاع بعد تحريرها من تنظيم «داعش» الإرهابي، وما تقوم به وحدات الجيش لتنظيف المنطقة المحررة والتمركز فيها، فيما قال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في بيان أمس أنه «إذا كان اليوم هو يوم لانتصار لبنان على الإرهاب وطرد تنظيماته، فإنه أيضاً يوم لتحية قيادة الجيش التي تحمّلت مسؤولياتها بكل جدارة واستحقاق، وخاضت واحدة من أشرف المعارك الوطنية، ويوم لتكريم الشهداء الذين سطّروا بدمائهم صفحة مجيدة من صفحات الدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته»، مؤكداً «أن الحكومة اللبنانية، وبعد التداول مع الرئيس العماد ميشال عون، ستعلن يوم حداد وطني فور التأكد من نتائج فحص الحمض النووي للجثامين الثمانية، ويوم تضامن مع الجيش ومع أهالي الشهداء، الذين قدّموا على مدى أشهر طويلة نموذجاً للتفاني والصبر وإرادة الصمود في وجه المحنة».وعلّق المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على اعتراض البعض على خروج «داعش» من الأراضي اللبنانية بسيارات مكيفة قائلاً: «إنّ لبنان يخضع لمنطق الدولة والدولة لا تنتقم»، وقال «إنّها تخضع للقوانين والاتفاقات الدولية ونحن نحترمها لهذا لم نعامل تنظيم «داعش» بالمثل».وأشار إبراهيم في حديث إذاعي أمس إلى أنّ الجيش اللبناني وعندما طُلب منه تنفيذ المهمة في الجرود، كان ذلك لهدفين وهما تحريرها وكامل الطرف اللبناني، أما الهدف الثاني فهو الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين، وقال:«لقد تم تحقيق كلا الهدفين».
مشاركة :