ذكرنا في مقال سابق أن مقولة «الجزيرة تصنع الخبر» روجها متشدقون كارهون للسياسة الأميركية بعد هجمات سبتمبر الإرهابية، وكان هؤلاء معجبين بجرأة الإرهابي الهالك، أسامة بن لادن، ويبحثون عن مبررات لجرائمه النكراء، ولم يكن هناك منبر ليسوقوا منه مبرراتهم القبيحة سوى قناة الفتنة القذرة المسماة بـ«الجزيرة». تلك الشريحة من المغفلين المضللين الجهلة، لم تكن في الإمارات فقط، وإنما في كل أرجاء العالم العربي والإسلامي، وهم معذورون لجهلهم، فقد أعماهم نموذج الرأي والرأي الآخر، الأول رأي مجرم اسمه حمد بن خليفة، والرأي الآخر لخبيث لا يقل إجراماً وهو حمد بن جاسم، هذه هي الحقيقة. في آخر سنة بالكلية وقعت هجمات سبتمبر، وسارعت «الجزيرة» في استضافة الإرهابيين لتبرير الهجمات وإعطائها صبغة دينية، من خلال ترديد آيات قرآنية مُخرَجة من سياقها، وانساق الجهلة، ومنهم شريحة كانت تدرس معي، خلف مبررات الجزيرة، المضحك أنهم كانوا يتحدثون عن مقاطعة البضائع الأميركية نهاراً ويشربون قهوة «ستاربكس» مساء وعشاؤهم «ماكدونالدز» ليلاً وترفيههم أفلام أميركية. وكل يوم يتشدقون أمامنا، بحضور معلم مادة الصحافة التطبيقية، بأن «الجزيرة تصنع الخبر»، دعونا نحلل تلك المقولة: الخبر نموذجان: إما بيان صحافي جاهز أو سبق صحافي، «الجزيرة» استهلكت الأول، أما الثاني فلم تصنعه «الجزيرة» قط، وأتذكر جيداً في بداية حياتي العملية بغرفة الأخبار أن الخبر الوحيد المنسوب لها كان خطابات الإرهابي بن لادن من كهوف أفغانستان. قناة الفتنة والإرهاب كانت تبث كل المؤتمرات الصحافية التي يتحدث فيها رئيس أميركي مثلاً، وهذا معناه أن الخبر معلّب وجاهز من إدارة الاتصال في البيت الأبيض ولم تصنعه «الجزيرة». كانت «الجزيرة» تبث أخباراً من كل أنحاء العالم، هي أصلاً منقولة من وكالات الأنباء العالمية المعتمدة، وهي الحال مع كل قنوات الأخبار الأخرى، فأين صناعة الخبر في هذه العملية؟ أما الخبر الوحيد الذي ادعت الجزيرة صنعه فكان يطبخ في قصر داعم الإرهاب الأول، حمد بن خليفة، الذي كان ينسق مع الإرهابيين في أفغانستان ويرسل إليهم طاقم قناة الشر لعمل مقابلات حصرية، ظهر فيها الهالك بن لادن وبجنبه الإرهابي أيمن الظواهري، وخلفهما رشاش كلاشنيكوف، وتلك الفيديوهات كانت تبث سموماً وفتاوى قتل ودمار اكتوى منها العالم العربي والإسلامي. هذا الخبر الذي يتشدق المخدوعون بأنه صناعة «الجزيرة» لا يتوافق مع معايير صناعة الخبر، لأن «الجزيرة» مجرد ناقل للخبر أو تحصل عليه من نظام الدوحة جاهزاً معلباً، بعد توزيع الأموال هنا وهناك، سواء على الإرهابيين أو لاستضافة كأس العالم. لم أشاهد يوماً هذه القناة، ولم تنطلِ علي كما فعلت مع المتشدقين الجهلة، وعندما كانت الخيار الوحيد في فنادق السفر كنت أفضل مشاهدة قناة بلغة لا أفهمها على مشاهدة تلك القناة الكريهة. ختاماً: المقاطعة الرباعية ضد قطر هي التي صنعت الخبر، انظروا إلى «الجزيرة»، تأخذ صورة مظاهرات عن شأن داخلي أوروبي وتقول إنها مظاهرات مؤيدة لقطر، هذه هي «الجزيرة»، قناة صناعة تلفيق الأخبار ونشر الأكاذيب، ولم تصل يوماً إلى مستوى صناعة الخبر.. هذا درس يجب على المخدوعين التعلم منه. Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .
مشاركة :