أهازيج الحج بهجة العيد في صعيد مصر

  • 9/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يتمسك أهالي صعيد مصر بطقوس عيد الأضحى المبارك الذي يطلقون عليه اسم «العيد الكبير»، على نحو يدفع غالبية سكان المدن للعودة إلى قراهم للاستمتاع بالعادات التي فقدت كثيراً من رونقها في العاصمة. تبدأ الطقوس الشعبية لاستقبال العيد مع أول أيام ذي الحجة، وفيها تعيد السيدات ترتيب المنازل وتهيئتها بينما يرددن الأهازيج التي توارثنها عن الحج كجزء من فولكلور شعبي، ومنها «رايحة فين ياحاجة يا ام شال قطيفة. رايحة أزور النبي والكعبة الشريفة»، «يا بير زمزم حلوة سبيلها حرير وكل شربة منها دوا للعليل. وبير زمزم سبيلها سلاسل وشربة منها دوا للمسافر»، «يا فاطمة يا فاطمة يا بنت نبينا افتحي لينا البوابة دا أبوكي داعينا». في المساء، تجتمع النسوة في منزل إحداهن لصنع بعض المخبوزات الشعبية التي ترتبط بالعيد وعلى رأسها «الرقاق»، وهو مخبوز يصنع من الدقيق قوامه هش، وبه تعد أطباق خاصة في العيد بعضها باللحم وآخر كحلوى. وتُحمل بعض المخبوزات إلى المدافن التي تعد زيارتها طقساً متوارثاً منذ القدم. وتقول الباحثة في التراث أسماء مناع لـ «الحياة»: «عادات كثيرة للأعياد في صعيد مصر توارثها الأهالي عن أجدادهم الفراعنة. فإضافة إلى زيارة القبور التي كانت تحصل في مصر القديمة ضمن ما يسمى «أعياد الموتى»، هناك التجمع للاحتفال بأيام العيد على ضفاف نهر النيل ووسط الحدائق والمتنزهات، وكل العادات مسجلة على جدران المقابر ومعابد الفراعنة في الجيزة والأقصر وأسوان، إذ تؤرخ معابد مدينة «هابو» الشهيرة (غرب الأقصر) لتفاصيل 280 عيداً عرفتها مصر القديمة عبر نقوش ورسوم ونصوص فرعونية». ويبرز الرسم على الجدران كأحد طقوس تقاليد عيد الأضحى المرتبط بموسم الحج، إذ يعمد أهالي الحجاج وجيرانهم إلى تهنئة الحاج عبر تزيين جدران منزله برسوم للكعبة وقبر الرسول وعبارات تهنئة ولقب «حاج»، وبعض العبارات المقتبسة من أحاديث نبوية مثل «من زار قبري وجبت له شفاعتي»، «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». وإلى جوار اسم «عيد الفطر» و «العيد الكبير»، هناك اسم آخر يرتبط بالعيد وإن كان ذا دلالة غير سارة عند الأطفال، وهو «عيد اللحمة» في إشارة إلى الأضحية، فالعيدية هناك تكون للصغار قطعة من اللحم بدل أن يحصلوا على قليل من النقود.

مشاركة :