يقول وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس، الذي نكن له كل احترام وتقدير، «إنه يرفض الجلوس في البرج العاجي وإعطاء الأوامر»، وذلك رداً على منتقديه، وهو يتفقد برادات المياه في المدارس استعداداً للموسم الدراسي المقبل. أنا أرضى بجلوس الوزير في مكتبه، سواء أطلق عليه «برج عاجي» أو أي وصف آخر يروق للمنتقدين الذين لا همَّ لهم سوى الانتقاد، وبعضهم ينتقد من باب التندر يعني «ماكو شغل»... لكن في الجانب الآخر نبحث عن إجابات من الوزير عن أمور أكبر من جهوزية المدارس، وهي من مهام الوكلاء والوكلاء المساعدين ومديري المناطق... وزير التربية وزير التعليم العالي مطالب بإيجاد كادر استشاري على قدرة عالية من الكفاءة والنزاهة والخبرة في مجال التعليم العام والعالي، إضافة إلى التنسيق مع الجهات الرقابية في الدولة، مع ضرورة توافر «تدقيق داخلي» يتابع منشآت الوزارة وجهوزيتها من النواحي الفنية والإدارية. ثمة خلل في بعض القرارات، مثل منع النقل لرياض الأطفال وفي الوقت نفسه يحصل استثناء، إضافة إلى تحديد 40 في المئة درجات أعمال يساء رصدها ويضيع على اثرها الطلبة... وقس عليها مشاريع تربوية من فلاش ميموري وأيباد وتابلت والسبورة الذكية والتجاوزات وخلافه. وفي التعليم العالي، هناك مشكلة عدم اعتماد الشهادات أو اعتماد البعض منها فقط، والغريب أن الوزارة ألغت الاعتماد في الجامعات الأميركية، ونعلم بأن واحدة من الجامعات الخاصة مناهجها من إحدى تلك الجامعات التي ألغي الاعتماد بها... إنها مشكلة منظومة إدارية تنتهي بإعادة الحق لأصحابه عبر قضاء الكويت العادل. دور وزير التربية وزير التعليم العالي محصور في المسؤولية السياسية وتنفيذ إستراتيجيات وزارتي التعليم العالي والتربية والمشاكل التي يتم رصدها في المرافق التابعة لهما أمام مجلس الأمة وجمهور المتابعين وأصحاب النقد البناء، وكان الله في عونه حيث التركة كانت ثقيلة ومحملة بقضايا من تراكمات الزمن الماضي القريب. أبدينا النصح للوزير وحضرنا له ناصحين وقدمنا له بعض التفاصيل، لكن يبدو أن ثمة جهات تنفيذية سائرة على نفس نهجها ولا تبالي في ما يقال ويطرح، وحان وقت لإيجاد عملية تصحيحية عاجلة لتعود الأمور إلى نصابها الصحيح. الخلل علاجه عبر إيجاد قيادات فاعلة تدرس سبب تدني مستوى التعليم والعوامل التي أدت إلى ظهور شهادات «مزورة» وعدم اعتماد شهادات كثير من الطلبة، وقد كتبنا في هذا المجال مقالات عدة، لكن لا حياة لمن تنادي. الزبدة: من أخطاء الأمس واليوم، تتم صياغة إستراتيجية الغد التصحيحية التي يأتي في مقدمها تغيير قيادات... وللعلم فإن رسم خطة العمل الاحترافية لا يمكن التوصل إليها إلا عن طريق قياديين من نوع آخر وكل عام وأنتم بخير... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :