في أحيان كثيرة لا يجد ناسنا كلمة مقاربة للاسم الأجنبي فيضطرون إلى ترديد الاسم الأصلي بمقارنات وتقريب. ويبلغ بهم التسامح مع الاسم الأجنبي وتقبله حد أن يصير الاسم جزءا من العربية.العرب حسين صالح [نُشر في 2017/09/05، العدد: 10742، ص(24)] حقوق الإنسان كثيرة ويزداد عددها موسميا. والأمم المتحدة عندها لجنة كبيرة مختصة بتوسيع الحقوق ومطاردة المخالفين وتوجيه الكلمات القارصة لهم. الأمم المتحدة لا تملك سوى قارص الكلم لمعاقبة المسيء مهما بلغ مستوى إجرامه. ليس في وسعها سوى التوبيخ. في أحيان محدودة ومعدودة تكشر المنظمة الدولية عن أنيابها ثم تنسى الأنياب وبأصبعين فقط تقرص أذن أحد. أتحدث عن حق افتعله الإنسان واتخذه لنفسه ولم يصدر به قرار أممي حتى ساعة إعداد هذا العمود. يمنح الإنسان نفسه حق أن ينطق الأسماء الأجنبية خطأ. ربما لأن الاسم الأجنبي لا يعني له شيئا فيروح يبحث عن لفظ مقارب بلغته الأم. هناك مشروب غازي معروف اسمه بيبسي. في الجنوب، الفلاحون يسمونه دبسي نسبة إلى الدبس الذي يعرفونه جيدا. فالقرويون والفلاحون في جنوب العراق لا يعرفون العسل ويعرفون الدبس المستخلص من التمر. في مناطق الأكراد وعرب الشمال المسألة معكوسة. ويمكن جدا تقسيم العراق على أساس غير عرقي ولا طائفي ولا جغرافي بل إلى فئتين: أهل الدبس وأهل العسل. ومادمنا في ذكر المشروبات الغازية المشروب الغازي الشهير الآخر الذي يفترض أن اسمه فانتا يسميه العوام “فالتة” لأن الاسم فانتا لا يعني شيئا في حين “فالتة” اسم ذو معنى ويعني سائبة. ويقال “الدنيا فالتة” بمعنى يسودها الاضطراب. الاسمان يعنيان شيئا، أو أنهما موجودان، في اللغات الأوروبية. “البيبسي” اسم مأخوذ من اسم بيبسين وهو اسم أحد الأنزيمات المساعدة على الهضم وفي اللغات الأوروبية يقولون “يعاني من الديس بيبسيا” بمعنى عسر الهضم والحموضة. الاسم الثاني، فانتا، مألوف لديهم أيضا في كلمات من قبيل “فانتاستيك” و”فانتاسيا”. وهناك أيضا علاج تلبّك المعدة والغازات لدى الأطفال (واسم هذا العارض “غرايب” بالإنكليزية). العلاج اسمه “غرايب ووتر” أي ماء الغرايب والناس عندنا تسميه ماء غريب. كانت الناس تعطيه للأطفال الرضع وتقسم بفاعليته في إرسال الطفل إلى عالم الأحلام وابتسامة على وجهه، ثم اكتشفوا أنه يحتوي على الكحول. وفي أحيان كثيرة لا يجد ناسنا كلمة مقاربة للاسم الأجنبي فيضطرون إلى ترديد الاسم الأصلي بمقارنات وتقريب. ويبلغ بهم التسامح مع الاسم الأجنبي وتقبله حد أن يصير الاسم جزءا من العربية، يصرف وتشتق منه أفعال. فصار الكنس بالمكنسة الكهربائية يسمى “هوفر” ومسحوق الغسيل، مهما كانت علامته التجارية، اسمه “تايد” بحيث يمكن أن يسأل سائل “أي نوع تايد تستخدمون؟” ويكون الجواب “سيرف”. حسين صالح
مشاركة :