عواصم - وكالات: اعتبر مقال نشرته مجلة ذي ناشيونال إنترست الأمريكية أن إيران ربحت جولة أخرى في ما وصفتها بالحرب الباردة مع السعودية نتيجةً لما وصفها كاتب المقال بحماقة الرياض نفسها. وقال كاتب المقال محمد أيوب - وهو أستاذ في العلاقات الدولية بجامعة ميشيجان- إن الرياض زجت بقطر في أزمة دبلوماسية اعتقادا منها بأن الدوحة سترتمي في أحضانها بسبب الحصار الذي تفرضه السعودية وجاراتها. وهذا الاعتقاد -يتابع الكاتب- قائم على أساس أن قطر تعتمد كليا على جارتها في التجارة والحركة الجوية والمواد الغذائية وغيرها من السلع،إلى درجة لا يمكنها الصمود أمام الحظر السعودي على الاقتصاد والسفر، لكن ما حدث كان العكس تماما. فقد رفضت قطر بقوة المطالب السعودية، بما فيها إغلاق قناة الجزيرة، وفوق ذلك كله، قطع العلاقات مع طهران التي تشارك الدوحة في أكبر مخزون احتياطي من الغاز الطبيعي. ويعزو الكاتب قدرة قطر على الصمود إلى سببين رئيسيين، أولهما أن إيران وكذلك تركيا، التي كانت على علاقة طيبة مع السعودية، ساعدتا قطر فورا في تجاوز العقوبات عبر كسر الحصار وإمدادها بما تحتاجه عبر الشحن الجوي والبحري. والثاني أن السعودية فشلت في الأخذ بالاعتبار قيمة العلاقات الأمريكية القطرية في نظر واشنطن، وخاصة في ظل وجود أكبر قاعدة جوية أمريكية في قطر، والتي تشكل ضرورة كبيرة بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية في عملياتها بأفغانستان وسوريا. وقد أدركت الرياض أن أي تهديد ضد قطر سيواجه معارضة أمريكية ويلحق ضررا بأهدافها الكبرى المتعلقة بشراكتها الإستراتيجية مع واشنطن في منطقة الخليج. وفي ظل هذين العاملين -يقول كاتب المقال- فإن قطر أعلنت يوم 23 أغسطس الماضي عن قرارها تعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع المجالات، وإعادة السفير إلى طهران، عقب مكالمة هاتفية بين وزيري خارجية البلدين. وقال إن هذه الخطوة تمثل نصرا بارزا لإيران وتطورا كبير في محاولاتها لتطبيع العلاقات مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الذي تهيمن عليه السعودية بحكم حجمها. وما هو في غاية الأهمية أيضا -والكلام لكاتب المقال- أن تقارب إيران مع قطر يأتي في أعقاب تحسن العلاقات بين إيران وتركيا، وقد ساهمت الخطوات السعودية «غير المحسوبة» في التقارب بين طهران وأنقرة اللتين سعتا إلى تضيق الخلافات بشأن الملف السوري. ويختم الكاتب بأن «السعودية -نتيجة لسوء حساباتها التي تقوم على أساس الغطرسة أكثر من أي شيء آخر- مهدت الطريق أمام انتصارات إيران الدبلوماسية الأخيرة».
مشاركة :