* عرفتُ البلد الحرام، وجيرته، وحلقات العلم بين زمزمه وحطيمه منذ الثمانينيات الهجرية، وشاءت الأقدار أن أنزح إليه طالبًا، وفي كليته العريقة -الشريعة- مع مطلع التسعينيات الهجرية. ولأن دعوات الوالدين كانت تلاحقني بكل خير، فلقد توثقت العلاقة بيني وبين رجل المروءة والفضل الوالد الشيخ عبدالله بصنوي، وإنني مدين له -بعد الله- بكثير من الفضل الذي لا يمحوه مرور الأيام والسنين، ومن ذلك إنني في داره العامرة بحي الشامية -الطيب الذكر- اجتمعت مع رجالات البلد الذي شهدت جباله، وأوديته، وسماؤه انبثاقة النور، وتنزُّل آيات الوحي الخالد، وكان من صفوتهم الأستاذ أحمد شافعي، وأحسست بقربه من أبي محمد، وثنائه على أخلاقه وشمائله الطيبة، ومن هذا المنبع العذب تعرّفت على الإنسان حاتم قاضي، فهو وإخوته الكرام خؤولتهم في آل الشافعي، فوجدته ودودًا، فالابتسامة الصادقة لا تكاد تفارق مُحيّاه، وذكر الله أنيسه وجليسه. * ثم عرفته عن قرب، فلقد أحسن الظن معالي الصديق الدكتور محمود سفر -بالعبد الفقير إلى الله- وكانت معرفتي بوالده صاحب المبادرات الخالدة في البلد الحرام -الشيخ محمد سفر- أسبق من معرفتي به، فكنت واحدًا من مستشاريه، ووجدت أمامي أبا حسن مديرًا لمكتبه. وكانت الوزارة في حقبتها الجديدة تتطلّب جهدًا مضاعفًا وكفاءات إدارية تتناسب مع الدور الكبير الذي تقوم به، ولعلّي أورد هنا شهادة معالي الصديق السيد إياد مدني، الذي خاطبني في جلسة خاصة بأنه بعد تعيينه وزيرًا، بحث في معظم الملفات المتعلّقة بشؤون الحج، فوجدها متكاملة، ولأن معرفتي بأبي مازن وثيقة تقتضي القول بأنه يزن شهاداته بميزان دقيق اتِّساقًا مع خبراته الإدارية المتميّزة، ثم لانتمائه لأسرة عُرفت بإبداع الكلمة وتجويدها. * أعود للصديق "حاتم" الذي عمل لأكثر من عقدين من الزمن، ومع عدد من الوزراء، فإنه في عمله طوال عدة عقود من الزمن قد أعطى فيها خلاصة تجربته الإدارية التي تعددت مصادرها من جامعة الملك عبدالعزيز، ثم رابطة العالم الإسلامي، ثم استقر به المقام وكيلاً أول لوزارة الحج. * ومع هذه الخبرة، أو الكفاءة الإدارية الثرّة والمتميّزة، فهو أي -عزيزنا حاتم- يفتح قلبه، وعقله لمَن يطرق باب مكتبه، ويبذل جاهه ضاربًا مثلاً رائعًا في زكاة الجاه، التي إن عزّت عند البعض، فإنها قد حطّت رحالها عند آخرين. واليوم يترجل -أبوحسن- عن صهوة جواده في نظافة يد، وعفّة لسان، وقوة عزيمة، وإنني لموقن بأن الوزارة سوف تفيد من خبرته وتكرّمه، ضاربة مثلاً رائعًا في الوفاء. وهل هناك منقبة توازي منقبة الوفاء، فذلك ممّا تركه الأولون للآخرين تراثًا وكتابًا مفتوحًا، تنهل منه البصائر قبل الأبصار. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :