الفضائح والتكنولوجيا تهدد معارض السيارات بالاختفاء قريباً

  • 9/8/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ معرض سيارات فرانكفورت المقرر أن يفتتح فاعلياته الأسبوع المقبل، في لفت الانتباه، ولكن بالطريقة الخطأ، عبر قائمة كبيرة من المعتذرين عن عدم الحضور. فإلى جانب غياب شركة «تسلا» وسيارتها الإلكترونية «موديل3» تنامت قائمة أسماء الشركات الكبيرة التي لن تشارك هذا العام، ومنها: نيسان، وبيجو، وفيات، وفولفو، وجيب، وميتسوبيشي، وإنفينيتي. وتعكس الحظوظ الغامضة لمعرض السيارات التقليدي مصير الصناعة ذاتها التي تواجه شركاتها تهديداً من القواعد التنظيمية للانبعاثات وشركات التكنولوجيا العملاقة واقتصاد المشاركة. وقال الرئيس التنفيذي لـ«فوريشيا» باتريك كولر، الذي تورد شركته أجزاء السيارات والتي تبلغ مبيعاتها العالمية 19 بليون يورو (23 بليون دولار): «معارض السيارات تحتاج إلى نهج جديد، وإلا فإنها ستختفي». وتستضيف فرانكفورت وباريس اثنين من أكبر معارض السيارات بالتبادل، عاماً بعد آخر، يتخللهما معرض ديترويت في كانون الثاني (يناير)، ومعارض أخرى في الصين، واليابان، والولايات المتحدة، وسويسرا. لكن الكثير من المعارض التقليدية شهد تراجعاً في أعداد الزوار منذ بداية القرن الحالي، عندما كانت غالبية السيارات الجديدة مازال يكشف النقاب عنها تحت أضواء هذه المعارض، وتكون محاطة بالعارضات الجميلات. وربما بدأ التراجع يتسارع، إذ انخفض عدد الحضور في معرض باريس بنسبة 14 في المئة العام الماضي، بعدما أثرت المخاوف من شن هجمات على السياحة. واجتذب معرض ديترويت في كانون الثاني الماضي أعداداً أقل بمقدار تسعة آلاف من زواره في العام الماضي. والشعور بالتوتر على أشده في ألمانيا التي تحضر لمعرض فرانكفورت، وهو أول معرض سيارات تفتتحه منذ فضيحة فولكسفاغن المتعلقة في الانبعاثات. وقبل أيام من المعرض كانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل تحض المسؤولين المحليين على عدم حظر وقود الديزل في الوقت الذي اجتذبت فيه حملتها الانتخابية انتقادات المعارضين لما يعتقد أنها علاقات الحكومة الوثيقة مع الصناعة. لكن فضائح الديزل مجرد واحدة من المشكلات التي تواجه صانعي السيارات ومعارضها الأسطورية التاريخية. إذ أدى ظهور التكنولوجيا كساحة المنافسة الرئيسة للمركبات الذاتية القيادة المستقبلية إلى جذب شركات السيارات لمعارض منافسة مثل معرض الالكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس وموبايل وورلد كونغرس في برشلونة وهو معرض تجاري مغلق أمام العامة، ويحضره أقل من خمس زوار المعرض الألماني. وأصبح الحضور الشخصي أقل أهمية، فبفضل مواقع التواصل الاجتماعي تعتقد «دايملر» أن إبداعاتها الجديدة من مرسيدس بنز يطلع عليها العدد نفسه من الجمهور في العالم والبالغ بليون شخص، سواءً كشفت عنها النقاب في فرانكفورت أو في موبايل وورلد كونغرس. وقالت الناطقة باسم الشركة بيتينا فيتزر: «استراتيجية دايملر الإعلامية تغيرت مع تزايد أهمية التكنولوجيا». ولمواجهة هذا الاتجاه يعيد منظمو المعارض والعارضون التفكير في أشكال المعارض وأصبحوا يتسابقون على الارتباط في أحداث وعلامات تجارية خارج مجال محركات الاحتراق. فمعرض الأسبوع المقبل سيفتتح منتدى جديداً باسم «نيو موبيليتي وورلد» تشارك فيه «غوغل» و«فايسبوك»، في حين تستضيف مرسيدس مؤتمراً تحت راية «ساوث باي ساوث ويست» وهو منتدى للالكترونيات يعقد في تكساس. وحرصاً على ألا يفوتهم الأوان سافر منظمو معرض باريس إلى لاس فيغاس في كانون الثاني الماضي، لبحث التعاون مع معرض الالكترونيات الاستهلاكية، على رغم أنهم عادوا صفر اليدين. وقال المحلل أرنت إلينجورست من «إيفركور آي أس آي» للوساطة: «ثمة محاولات للبقاء في الساحة». وأضاف: «تتغير طريقة استهلاك الناس للمنتجات والعلامات التجارية. إذ ولت منذ وقت طويل الأيام التي يكفي فيها الاستعانة بفتيات يرتدين ملابس قصيرة ويقفن بجوار السيارات لجذب الزبائن إلى المعارض».

مشاركة :