حضت الولايات المتحدة الأميركية السلطات البورمية أمس (الخميس) على السماح للمساعدات الانسانية الدخول إلى إقليم راخين، معربة عن قلقها حيال الأزمة في بورما وسط تقارير عن تجدد العنف ضد اقلية الروهينغا المسلمة. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هذير نويرت: «الولايات المتحدة تبدي بالغ قلقها حيال الوضع المقلق في اقليم راخين في شمال شرقي بورما. لقد حدث نزوح كبير للسكان المحليين اثر حدوث انتهاكات خطرة مزعومة لحقوق الانسان من بينها حرق لقرى الروهينغا وممارسة عنف من طرف قوات الأمن ومن جانب المدنيين المسلحين أيضاً». وتابعت: «ندين مجدداً الاعتداءات الدامية، لكننا ننضم للمجتمع الدولي في مطالبة هذه القوات بمنع وقوع مزيد من الاعتداءات على السكان المحليين بطرق تتناسب مع سلطة القانون والاحترام الكامل لحقوق الانسان». وأشارت نويرت إلى أن الديبلوماسيين الاميركيين على تواصل مستمر مع السلطات البورمية، لكنها نوهت أن اقليم راخين «مكان يصعب الحصول على معلومات منه، ويصعب الدخول إليه». ولم تفصح وزارة الخارجية الاميركية ما اذا كانت واشنطن ستفرض عقوبات ضد بورما أم لا، أو ان كان المسؤولون الاميركيون قد وجدوا التقارير عن وقوع مذابح برعاية الدولة جديرة بالثقة أم لا. وقال رئيس خفر السواحل الماليزي ذو الكفل أبو بكر اليوم إن قواته لن تصد مسلمي الروهينغا الهاربين من العنف في ميانمار، معلناً عزم بلاده توفير ملجأً موقتاً لهم. وأوضح رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق إن بلاده سترسل بعثة إنسانية لمساعدة اللاجئين عند الحدود بين ميانمار وبنغلادش. وأضاف نجيب في بيان إن «البعثة التي ستقودها القوات المسلحة الماليزية تعبير عن اعتراض ماليزيا القوي على القمع المستمر للروهينغا على يد قوات الأمن في ميانمار». وأشار البيان إلى أن شركتي «الخطوط الجوية الماليزية» و«ماليندو إير» ستساعدان في توزيع المساعدات، وأضاف نجيب أن حكومته ستعقد محادثات مع بنغلادش لإقامة مستشفى عسكري عند الحدود. وتغادر البعثة ماليزيا غداً لتقييم الوضع في مخيمات اللاجئين. ويوجد في ماليزيا حوال 59 ألف لاجئ من الروهينغا مسجلين على قوائم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، لكن أعداد اللاجئين غير الشرعيين تقدر بضعف ذلك. وأعلنت الامم المتحدة امس ان أكثر من ربع مليون شخص معظمهم من اللاجئين الروهينغا دخلوا بنغلادش منذ اندلاع دوامة العنف الاخيرة في بورما في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. وفر في الاسبوعين الماضيين فقط نحو 164 ألف شخص معظمهم من المدنيين الروهينغا الى بنغلادش، ولجأوا الى مخيمات مكتظة أساساً، ما أثار القلق من حدوث أزمة انسانية. وقالت نويرت: «ندعو السلطات لتيسير الوصول الفوري للمتضررين والذين هم بحاجة لمساعدة انسانية عاجلة».
مشاركة :