الكعبي: أزمة المنتخب سببها غياب مبدأ الثواب والعقاب

  • 9/10/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حاوره:ضياء الدين علي أدلى الفريق (م)محمد هلال الكعبي رئيس اللجنة العليا المنظمة لماراثون زايد الخيري، رئيس مجلس إدارة نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي بدلوه في الملف الذي فتحناه تحت عنوان «من هم المذنبون في مأساة الخروج من تصفيات المونديال» وطلب قبل أن يجيب عن الأسئلة الموضوعة للقاء أن يتم اعتبار كل ما سيقوله في إطار النقد الموضوعي الذي يستهدف نظام العمل والأداء المؤسسي في اتحاد الكرة ومنظومة المنتخب، وليس أبداً بهدف الإساءة لأي شخص، لا سيما وأن الجميع على حد قوله ما جاؤوا إلا لخدمة كرة الإمارات ورفع راية المنتخب.* كانت البداية بسؤال حول محور الملف ومن هم المذنبون بترتيب المسؤولية ؟ الكعبي: المسؤولية بحكم دوائرها تقتضي أن تكون إدارة الاتحاد في أعلى درجاتها لأنه منوط بها كل واجبات الإشراف والتنظيم والمتابعة والرقابة، والادارة الحالية لمروان بن غليطة تولت المهمة منذ بداية تصفيات الدور الثاني المؤهلة لنهائيات المونديال، وأذكر أنه قدم وعوداً ايجابية ومتفائلة بالتأهل في برنامجه الانتخابي قبل ان ينجح في انتخابات الرئاسة أمام يوسف السركال، وبصراحة كنت أتوقع بحكم انه قادم من خارج المنظومة السابقة لإدارة الاتحاد أن يكون ملماً بالدور المفقود في إدارة الاتحاد على صعيد المنتخب بحيث يملؤه هو ومن معه من الأعضاء الفائزين في الانتخابات، لكن من خلال المستجدات والظروف التي مر بها المنتخب، يؤسفني القول بأن الحال لم يختلف أبدا، بل من خلال المقارنة بين الإدارتين، أعني إدارة السركال وإدارة ابن غليطة، كانت الأولى أكثر فاعلية وايجابية في التعامل مع ملف المنتخب وقضايا الساحة بوجه عام، وكما أشرت في البداية أنا لا أحكم على أشخاص بقدر ما أحكم على منظومة عمل، والذي أريد توصيله أن مجموعة السركال كانت أفضل في ناتجها، ولا يمكن ان نلقي باللائمة على الرئيس وحده بأي حال، ولكن اللائمة كما ذكرت من قبل على نظام الانتخابات نفسه الذي أفرز عناصر الإدارة الحالية، التي قد يكونون جميعا من المتميزين لكنهم غير منسجمين ولا تتوفر بهم الخبرات المطلوبة للعمل في تخصصاته وواجباته داخل الاتحاد،والمحصلة تقول ان الهواة أصبحوا يتحكمون في مصائر المحترفين .* ما الذي تعنيه بأن العيب في الانتخابات وكيف يتم علاجه ؟ المفروض ألا نقبل بالانتخابات كنظام ونتركها تأتي لنا بأي أشخاص، فلا بد من ضوابط للتصويت، وكذلك في الترشح لانتقاء الأفضل، فالانتخابات وسيلة لا غاية في حد ذاتها، وهذا الدور منوط بالهيئة بحيث تعيد فيه النظر، لأن المشكلة لم تكن في إدارة اتحاد الكرة وحدها، فمعظم الاتحادات تعاني من نفس المشكلة.* نعود لموضوعنا.. ما هو النقص الذي لا حظته في أداء الادارة الحالية للاتحاد ؟ نظرتي مركزة على المنتخب وعلى التصفيات، ولو راجعنا كل المحطات ستجد أن المنتخب لم يجد متابعة حقيقية بدور رقابي لعلاج مشكلاته التي سمعنا بها سواء في وجود خلاف بين مهدي وبعض اللاعبين، أو في سلوكات اللاعبين أنفسهم، حيث سمعنا الكثير عن تجاوزات بسهر وعادات سيئة، فهذه المهمة منوطة بالإدارة الداخلية للمنتخب ثم بالإدارة في الاتحاد ككل، ومن الواضح ان هذا الدور لم يقم به أحد، وأعتقد انه شهد حالة من الاتكالية وعدم الحسم.* قلت له الكل للأسف «يحسس» على اللاعبين ويخشى ان يغضبهم، وتلك مشكلة في حد ذاتها، ما هو سببها في تقديرك ؟ لا مشكلة ولا شيء المسألة بحاجة إلى حكمة ووعي، فهؤلاء اللاعبون هم أبناؤنا، ولا بد من تقويمهم وضبط سلوكاتهم من آن لآخر، حتى لا يحدث انفلات أو خروج عن النص، والعملية تقتضي مزاوجة بين «الاحتواء والتقويم»، وفي الوقت نفسه يجب ان يشعروا طول الوقت بأنهم في مقام المنافسة لتمثيل المنتخب، وأن البقاء للأفضل.* بصراحة لم أسمع، سواء للإدارة السابقة أو الحالية، عن عقوبة واحدة بخصوص أي لاعب من لاعبي المنتخب، والمفاضلة بين الإدارتين من هذه الزاوية بلا نتيجة ؟ صمت قليلاً ثم قال: العيب في أسلوب الإدارة، فمبدأ الثواب والعقاب يجب ان يفعل بشقيه، والمقصر يعاقب ويستبعد حتى يكون عبرة لغيره ويعود بالصورة التي يجب ان يكون عليها، وأنا معك في أن العقاب لم يتم بحق أي لاعب، وإذا تم في الخفاء، فالأفضل مستقبلاً ان يتم إعلانه من باب الشفافية والردع من خلال الرأي العام.* ونتطرق إلى حقبة الوطني مهدي ومرحلة الأرجنتيني باوزا، وقبل أن أسأله بادرني قائلاً:أنا لم يعجبني تصريح قرأته مؤخراً لباوزا قال فيه «إنه لو تولى المهمة من البداية كان سيضمن تأهل المنتخب لمونديال روسيا».. هذا تصريح لا يجوز ولا يعقل في الوقت نفسه، فلا يوجد مدرب بإمكانه الوعد هكذا، ناهيك عن انه يمس فيه مدرباً آخر، لم يقصر مطلقاً في عمله وحقق مع المنتخب أفضل العروض والنتائج، ولو دققنا في محصلته هو سنجده فاز فقط على السعودية بينما خسر من العراق وتعادل مع تايلاند، وهو في بداية مهمته وعد بالفوز وبإنعاش أمل التأهل. * لماذا لم يكمل مهدي مهمته بنجاح للنهاية مع المنتخب من وجهة نظرك؟ مهدي ظل مؤشره الفني في نجاح حتى حقق ما وعد به في كأس آسيا عندما أحرز المركز الثالث، لكن من وقتها والمؤشر في هبوط، والسبب كما أراه أنه كان يمسك بكل الخيوط في يده، ولما توترت العلاقة بينه وبين اللاعبين، لم يجد من يعوض دوره أو يكمله في مجال الإدارة لإعادة الأمور إلى نصابها، وهو عموما لم يقصر وحاول للنهاية، لكنه لم يستقل في الوقت المناسب.* عفواً الدور الإداري المفقود لا يحسب على مهدي كمدرب؟ نعم هذا صحيح لكنه ألغاه عملياً باضطلاعه به، ولما أراد ان يقوم به غيره لم يتقدم أحد ليحل محله، فحدث الفراغ الذي أحدثك عنه، ودعنا نتفق على ان الرقابة دور وتقتضي حزماً وليست وظيفة، فالإداريين الذين تغيرت وجوههم من مهدي إلى باوزا لم يغيروا من المشهد شيئاً، مع كامل التقدير للجميع.* هل من كلمة أخيرة؟ المنتخب يقتضي وقفة طويلة لبحث كل أحواله، فهو ليس إدارة وتدريباً ولاعبين وبس، فمنذ القرعة التي أراها ظلمته كثيراً بهؤلاء الشركاء الأقوياء، لم تكن مهمته سهلة بأي حال، ولذا لم يكن من المتوقع أبدا أن يتأهل المنتخب إلا وهو في أحسن حالاته من البداية للنهاية، وهذا ما لم يحدث.«بدون زعل» منظومة السركال أفضل من إدارة ابن غليطة سلوكات اللاعبين المرفوضة تحتاج مزاوجة بين «الاحتواء والتقويم»

مشاركة :