وصف عضو لجنة المقاولين الوطنية التابعة لمجلس الغرف السعودية الدكتور هاني مفتي الإرهاب بـ«معول الهدم للمجتمعات»، مشيرا إلى أنه يعد الثغرة الأوسع التي يمكن للأعداء الدخول منها بهدف زعزعة الأمن والاستقرار. وأضاف: إن النتائج المتحققة من الإرهاب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفيد المجتمع أو تصب في صالحه مطلقا، لأن من يعتقد ذلك فهو واهم لأن الإرهابي عندما يخرج من إنسانيته يتحول إلى أداة في يد العدو تدار بطريقة قد لا يشعر بها، لكن لو أعمل عقله لوجد أن أطراف كل خيط إرهابي تنتهي إلى جهة معادية. وزاد: لعل أبرز الدلائل المؤكدة على ذلك هو حدوث الكثير من المراجعات لأفراد كانوا يشكلون ثقلا في المنظمات الإرهابية، لكن حين أعطوا عقولهم الفسحة للتفكير وجدوا أنهم انحرفوا عن الطريق القويم، وتاهوا في مسارب مظلمة، ودخلوا في متاهات لا يعلمون إلى أين يكون منتهاها. الدكتور مفتي أشار إلى أن أكثر ما قد يهدد السلم هو وجود حاضنات للإرهاب تحفز كل ما يؤدي إليه، سواء بالدعم المباشر أو الصمت عنه وتجاهله، موضحا أن ذلك أدى في ما بعد إلى تشويه سمعة الإسلام والمسلمين. وتطرق إلى خطورته الاقتصادية بقوله: إن الإرهاب يعد أحد الركائز الرئيسية التي تدمر اقتصاد الدولة، فعندما يوجد ويأخذ طابع الظاهرة يصبح الاستثمار أحد أول الضحايا، ولعل الشواهد في ذلك كثيرة من خلال بعض الدول المجاورة التي سحق اقتصادها بسبب اضطرابها الأمني، ما أسفر عنه انسحاب وإحجام الكثير من المستثمرين عن وضع أموالهم داخل البلد المضطرب أمنه، وبطبيعة الحال إذا خرجت رؤوس الأموال أصيب الاقتصاد بالوهن نتيجة التضخم، وارتفاع معدل البطالة، ونقص السيولة، وانخفاض عدد الوظائف، وتعطل المشاريع، وغير ذلك. وتابع: مع الأسف عندما يتضرر الاقتصاد فإن أول الضحايا هو الشعب الذي يخرج منه ذلك الإرهابي، فيضر والديه وإخوته وأقاربه بأعماله الشنيعة، لأن الضرر الاقتصادي لن يصيب فئة دون أخرى بقدر ما سيصيب الجميع دون استثناء. الدكتور مفتي دعا إلى ضرورة مكافحة أسباب الإرهاب من أجل العمل على اقتلاعه من جذوره، وقال: يجب أن يتم حصر كافة الأسباب التي يمكن للأعداء الدخول منها للعمل على صنع إرهابيين في المجتمع، والبدء في معالجتها بهدوء وحكمة، لأن ذلك سيجفف من منابعه، وسيسد الكثير من الذرائع المؤدية إليه، بالإضافة إلى ضرورة عقد الكثير من المحاضرات والندوات التي تفضح أساليب التكوين الإرهابي من أجل تحذير أبناء المجتمع من مخاطر الوقوع فيه.
مشاركة :