باشرت لجنة المطالبة بالتعويضات عملها ضمن الأسبوع التاسع، أمس الأحد، بعد عطلة عيد الأضحى المبارك؛ حيث استقبلت 5 شكاوى و3 اتصالات هاتفية للاستفسار عن الأوراق المطلوبة وجهة الاختصاص. وتتصدر الحالات الاجتماعية قائمة الأضرار الإنسانية، وأبرزها التفريق بين الأزواج وزوجاتهم الخليجيات، أو قطريات متزوجات من خليجيين، وتشتيت أطفال عن أسرهم لاختلاف الجنسية، وتفريق أُسر بين قطر ودول الحصار، وتعليمات وُجّهت لأُسر خليجية بمغادرة قطر خلال مهلة الـ 14 يوماً، وتهديد أُسر وأفراد خليجيين بسحب جنسياتهم أو عدم تمديدها أو عدم تجديدها حال انتهائها عند مخالفة تعليمات دول الحصار. وتلي تلك الانتهاكات، أوضاع الشركات القطرية المرتبطة بشراكات خليجية ودولية، واعتمادها على موانئ دبي والسعودية وعلى النقل البري في تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير من دول العالم وإليها، ومع توقف شريان الشحن البري والبحري، تضررت شركات محلية عديدة. كما تم تدمير مستقبل طلاب جامعات دول الحصار بسحب ملفاتهم وشطب قيودهم وإلغاء تخصصاتهم الدراسية وإغلاق حساباتهم الإلكترونية الجامعية، وعدم منحهم شهادات ومستندات رسمية تثبت التحاقهم بجامعات دول حصار قطر. وأكد عدد من المتضررين لـ«العرب»، خلال جولة تفقدية بمقر اللجنة الكائن بأرض المعارض بجوار «سيتي سنتر»، أن دول الحصار ما زالت تظهر بالفوقية والأنانية وتتعنت في ضرب النسيج الاجتماعي وشيطنة دولة قطر، رغم أن قرابة المائة يوم على الحصار كشفت فشلهم ونجاح دولة قطر وأكبر دليل على ذلك تأييد الدول العظمى للموقف القطري. وأكد عدد من الطلاب أن جمهورية مصر العربية تمنع دخول الطلاب القطريين ، مشيرين إلى أن إجراءات السفارة المصرية للحصول على موافقة أمنية ثم تأشيرة مجرد تعنّت ومماطلة لحرمان الدارسين بالقاهرة من إكمال دراستهم، مبدين استغرابهم من دولة تعاني من ركود اقتصادي وسياحي مميت وتمنع دخول طلاب يدفعون عملتهم بالعملات الاجنبية في جامعة القاهرة. جديرٌ بالذكر أن ملف الطلبة القطريين المتضررين من الحصار يشهد انفراجة نسبية في 17 سبتمبر الجاري؛ حيث يلتحق عدد منهم بجامعة قطر التي قامت بدراسة الطلبات المقدمة منهم لتوفيق أوضاعهم ودمجهم في الكليات حسب تخصص كل طالب. وتأتي هذه الخطوة لتمكين الطلبة من استكمال دراستهم عقب تعرضهم للفصل التعسفي من قِبل الكليات والجامعات التي كانوا يتلقون تعليمهم بها في دول الحصار، لا سيّما السعودية والإمارات. وقد شرعت جامعة قطر، بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي، في حصر جميع الطلاب القطريين الذين كانوا يدرسون في جامعات دول الحصار وتم فصلهم عقب الأزمة؛ حيث استقبلت الجامعة الطلاب وقامت بعمل ملف خاص لكل منهم لمعرفة وضعهم الدراسي والتخصصات والمواد التي يدرسونها، وإمكانية استكمال دراستهم بالجامعة، حرصاً من الدولة على مستقبل هؤلاء الطلاب. وخلال الأسابيع الماضية، استقبلت جامعة قطر شكاوى 200 طالب وطالبة ممن يدرسون بدول الحصار. نواف عبد العزيز: مصر حطمت أحلامي يقول الطالب نواف عبدالعزيز: «أدرس بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وتبقت لي سنة على التخرج لكي أحقق حلمي الذي تمنيته منذ صغري، وهو خدمة بلادي في السلك القضائي؛ حيث إن أخي الكبير يعمل به وهو من شجعني عليه، ولكن الحصار الجائر على دولة قطر جعل أحلامي تتحطم تدريجيا، ولم أعرف ماذا أفعل خلال الأيام القادمة لكي أتمكن من مواصلة الكورس القادم؟» وتابع: «أمتلك شقة بالقاهرة وبها مستلزمات الدراسة والمعيشة، ويتخطى ثمنها قرابة الـ 600 ألف ريال، ولا يوجد تواصل مع حارس العقار بالقاهرة حتى هذه اللحظة، وأخشى سرقتها أو الاعتداء عليها من قبل بعض الجيران المشحونين بالغضب تجاه القطريين من خلال أكاذيب الإعلام المصري الذي يتنفس كذباً وافتراءً على دولة قطر». وأضاف عبدالعزيز: «بعيداً عن الممتلكات، تتعنّت السلطات المصرية في تأشيرة دخول القطريين بشكل عام؛ فمنذ أسبوع مررت على السفارة المصرية لكي أطلب تأشيرة، فرفض المسؤول هناك وقال لا بدّ من إجراء طلب أولاً، وهو عبارة عن موافقة أمنية وتستغرق حوالي 3 أسابيع وبعدها يتم عمل تأشيرة دخول، وتستغرق أيضاً قرابة شهر. وهذا في حال تمت الموافقة» معبّراً عن أسفه الشديد لما يحدث من مصر تجاه الطلاب القطريين المعروفين بسلوكهم وأخلاقهم بالجامعات المصرية منذ سنوات، مضيفاً أن مصر تكابر نفسها بمنع دخول القطريين خاصةً في ظل الركود المميت للسياحة الداخلية. وأشاد بعمل لجنة المطالبة بالتعويضات، مؤكداً أن القائمين عليها يستقبلون المتضررين من المواطنين والمقيمين بصدر رحب، مبيناً أن القيادة الرشيدة تحت راية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لن تجعل حقّ مواطنيها يُهدر مهما طال الأمر، ونحن نثق في كل الجهات التي تعمل على هذا الشأن. وعن مرور مائة يوم على الحصار، شدّد عبدالعزيز على أن الحصار أفاق الجيل الحالي وسبّب له أزمة صحية لمواصلة التحديات في المستقبل، فلله الحمد نحن نعيش في رخاء ورفاهية منقطعة النظير وهذا الجيل لم يمر بظروف عصيبة مثل أجدادنا، مبيناً أن الحصار كشف الوجوه القبيحة لدول الحصار خاصة المملكة العربية السعودية التي تربطنا بها عادات وتقاليد وتاريخ وصهر وأخوة أكثر من الدول الأخرى، وخاصة أن العالم كله يعلم حقد إمارة أبوظبي على أهل قطر منذ زمن بسبب إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والرياضية وغيرها. مواطنة تخسر 400 ألف درهم في الإمارات قالت إحدى المواطنات المتضررات بأنها تمتلك 7 خيول أصيلة في الإمارات، وقد قامت ببناء بعض الإسطبلات بالإضافة إلى الأبنية الجاهزة لها. مشيرةً إلى أن قيمة المشروع تتجاوز 400 ألف درهم، بالإضافة إلى عربات الخيل والأغراض والعاملين. وأشارت أنها كانت تعتبره مشروعاً رياضياً استثمارياً، مبينةً أن أسعار الخيل تتراوح ما بين 65 ألف درهم حتى 120 ألف درهم من اتحاد الفروسية، من أجل إحضارهم إلى دولة قطر. مضيفةً أنها جاءت إلى لجنة المطالبة بالتعويضات لكي تجد حلاً لشكواها وإنصافها، مشيدةً بالعمل الدؤوب الذي تقدمه لجنة المطالبة بالتعويضات. سلطان العنزي: خسائري بالسعودية 4 ملايين ريال يقول المواطن سلطان العنزي: لدي عقارات في المملكة العربية السعودية تتخطى 4 ملايين ريال، أغلبها شقق مؤجرة، كما توجد عقارات قيد الإنشاء، ومنذ فرض الحصار الجائر على هذه الأرض الطيبة لم أتمكن من مباشرة أعمالي هناك، كما أن الاتصالات شبه مقطوعة، ولا أريد توريط أهلي هناك بمراقبة أعمالي خوفاً عليهم من الاعتقال والغرامة. ونوه أن إقحام الشعوب في الخلافات السياسية خاصة المفتعلة خصم الكثير من رصيد السعودية التي يقدرها العالم الإسلامي لما فيها من الحرمين الشريفين، مؤكداً أن الحصار سيزول لا محالة، لكن ستبقى الجروح العميقة التي سببتها دون دراية منها السلطات السعودية، التي أصبحت تنصاع وراء إمارة أبوظبي في مختلف قراراتها.;
مشاركة :