واصلت لجنة المطالبة بالتعويضات أمس عملها للأسبوع الثاني عشر، استقبال شكاوى من المواطنين والمقيمين المتضررين من الإجراءات المجحفة التي تقوم بها دول الحصار ضد القطريين والمقيمين وأدت إلى قطع الأرحام، وتهديد الاستثمارات، والمستقبل الجامعي لطلابنا الدارسين بجامعات دول الحصار، خاصة في الإمارات ومصر. وشهدت اللجنة بالإضافة إلى شكاوى الطلاب، إقبال عدد من المتضررين من رجال أعمال وأصحاب عقارات ومربي الحلال، وأوضح المتضررون أنهم خسروا حلالهم ومشروعاتهم بالسعودية ودراستهم الجامعية بمصر والإمارات، خاصة بعد أن تم وقف التحويلات المالية. وأكد متضررون لـ «العرب» خلال جولة تفقدية بمقر اللجنة الكائن بأرض المعارض بجوار سيتي سنتر، أن دول الحصار الجائر تسببت لهم بخسائر مادية ومعنوية مثل فقدان استثماراتهم، سواء كان في القطاع العقاري أو التجاري، وكذلك الحرمان من التعليم. وأشاروا إلى أن دول الحصار لجأت إلى إقحام مصالح الشعوب والمصالح الاقتصادية في الخلافات السياسية، وهو أمر غير مقبول، بالإضافة إلى قيام شركات إماراتية بالنصب على مواطنين في أموال بالملايين، وعدم الرد على تساؤلاتهم بحجة الحصار، ورفضهم إعادة هذه الأموال، لافتين إلى أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإمارة أبوظبي مؤخراً سعت إلى فرض مزيد من التضييق على القطريين وحرمانهم من استكمال دراستهم، منوهين إلى أن هناك مؤامرة «إماراتية مصرية» تستهدف الضغط على قطر من خلال تعطيل استكمال دراسة الطلاب القطريين في جامعات البلدين. وأكدوا أن الدوحة ضربت مثالاً يحتذى به في العالم كله بالمعاملة الإنسانية والأخلاقية مع الدول المحاصِرة، وعدم إقحام رعايا هذه الدول في الخلافات السياسية المبنية على فبركات تستهدف إعطاء مشروعية لإجراءاتها الجائرة ضد قطر. وتلقت لجنة المطالبة بالتعويضات الدفعة الرابعة من طلبات المتضررين في غرفة تجارة قطر، وجارٍ العمل على فرز كل الملفات وتصنيفها وأرشفتها لاتخاذ اللازم بشأنها. فيصل السليطي: القاهرة وضعت مستقبلي في خطر قال المواطن فيصل السليطي: «لدي عقار ملك بمدينة 6 أكتوبر بمصر يتجاوز ثمنه 700 ألف ريال، وأدرس بجامعة عين شمس كلية القانون في السنة الثالثة، ومنذ فرض الحصار الجائر على دولة قطر لم أتمكن من النزول إلى القاهرة ومواصلة دراستي». وأضاف: «السلطات المصرية تماطل في صدور الموافقة الأمنية وتأشيرة الدخول، مؤكداً أن إمارة أبوظبي هي من تصدر القرار المصري، خصوصاً بعد زيارة السيسي الأخيرة لأبوظبي، والتي كان الهدف منها الحصول على «الرز الخليجي» والتضييق أكثر على الطلاب القطريين». وأشار السليطي إلى أن التاريخ يسجل موقف الحكومات الشريفة والتي تتعامل بحكمة سياسية وإنسانية، ولا تقحم الشعوب في الخلافات السياسية، مثلما فعلت دولة قطر مع رعايا دول الحصار، موضحاً أن الدوحة بها أكثر من 200 ألف وافد مصري يشاركون في النهضة التنموية بالدولة، لم نرَ منهم إلا كل خير، وهم كذلك تعاملهم الحكومة كأبناء شعبها، في المقابل نرى هذه المهازل والافتراءات من السلطات المصرية. وأشاد السليطي بعمل لجنة المطالبة بالتعويضات والقائمين عليها، قائلاً: «هذه اللجنة أنشئت لأجل هدف معين وهو حفظ حقوق متضرري الحصار الجائر، سواء مواطنين أو مقيمين، ودولتنا الغالية تحت مظلة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، أصبحت بين مصاف الدول المتقدمة، فما يدور حول قطر ما هو إلا حقد دفين بسبب إنجازاتها على المستوى المحلي والعالمي. نواف الخوري: ندمت على الاستثمار في دبي أوضح نواف الخوري، أنه جاء إلى لجنة المطالبة بالتعويضات للتقدم بشكوى بسبب وجود أملاك له في دبي؛ عبارة عن شقق وفلل سكنية تقدر قيمتها بـ 6 ملايين ريال، وامتنع المستأجرون عن دفع قيمة الإيجار بسبب الحصار الجائر على دولة قطر منذ 5 يونيو الماضي حتى وقتنا هذا. وأضاف أنه يشعر بالحزن الشديد نتيجة الإجراءات المجحفة من قبل دول الحصار، وأنه لم يصدق ما فعلته دول الحصار التي تربطنا بها علاقات وأواصر أخوية وتاريخ طويل. وطالب الخوري بفك الحصار في أسرع وقت، والتعويض عن الضرر المادي الذي وقع عليه، مشيراً إلى أنه سوف ينقل استثماراته إلى قطر بعد فك الحصار، مؤكداً أن قطر هي البيئة الاستثمارية الآمنة في المنطقة. راشد المنصوري: 4 ملايين ريال بالسعودية في مهب الريح أكد راشد المنصوري أن لديه عقارات في المملكة العربية السعودية عبارة عن عمارة سكنية بقيمة 4 ملايين ريال، ومنذ فرض الحصار الجائر، والذي قطعت معه صلة الأرحام بيننا وبين أقرب الناس لنا، لم أتمكن من مواصلة أعمالي هناك ولا أعرف مصير أموالي. وأضاف: «إن دول الحصار ضربت بتعاليم الدين الإسلامي عرض الحائط، وكذلك بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة التي تجمعنا أكثر مما تفرقنا، وأصبحت دول الحصار تعامل شعب قطر معاملة سيئة بل وبثت خطاب الكراهية للتحريض على القطريين». ولفت إلى أن الشعب القطري سيظل مترابطاً ومتماسكاً مع القيادة الرشيدة التي لم تدخر جهداً في خدمة أبنائها والوافدين على هذه الأرض الطيبة، مشيراً إلى أن إقحام الشعوب في الخلافات السياسية أمر مرفوض. فالعمل عل تفتيت النسيج الاجتماعي والأسري بين الأسر الخليجية لن ينساها أحد حتى بعد فك الحصار الجائر على دولة قطر.;
مشاركة :